رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«إمام الدم» يفجر الحرب الباردة بين الإخوان والسلفيين

النبأ

اشتعلت معركة سلفية إخوانية على خلفية التصريحات الأخيرة التي أدلى بها أبو إسحق الحوينى، الداعية السلفى المعروف، والتي أعلن فيها اعتذاره عن بعض الآراء الفقهية القديمة، والاستدلالات الخاطئة التي وقع فيها. 


وقال «الحوينى»: «لم يكن من المفترض أن ينشر شيئا فى سنوات الأولى التى أمضاها طالبا للعلم، لكن حظ النفس هو ما دفعه لذلك»، مضيفًا: «النشر شهوة لما يطلع اسمك على كتاب والناس يتداولونه وتبقى معروفا ما هى دى حظ النفس عندنا كلنا».


الحرب بين السلفيين والإخوان كان بطلها الدكتور يوسف القرضاوي، الرئيس السابق للاتحاد العالمي للمسلمين، والشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، وغيرهما من شيوخ الدعوة السلفية وجماعة الإخوان. 


وشنّ عصام تليمة الداعية الإخوانى، هجوما ضد «الحوينى» وأتباعه.


وقال تليمة: «إن بعض محبي الحويني، سنوا ألسنتهم، وصفحاتهم، للسب والطعن في كل من انتقد الحويني انتقادا علميا، طالبين أن يكون النقاش معه عبر الهاتف، وهل يصدر الحويني فيديوهاته، أو مقاطعه، أو كتبه، عبر الهاتف، أو في الخفاء؟ إنها معلنة، فلا ضير أن يكون الرد معلنا، على أن يشتمل على أدب الخلاف بلا شك». 


وأضاف «تليمة» أن معظم من انتقدوا «الحويني» علميًا، تحلوا بأدب الخلاف، وكثير منهم أعمارهم بين الثلاثين والخمسين، ولو عدنا إلى انتقادات «الحويني» نفسه لعلماء معاصرين أكبر منه سنا، وأسبق منه علما ودعوة، وكان الحويني في سن من انتقدوه، سنجد أن ناقدي «الحويني» كانوا أكثر منه التزاما بأدب الخلاف، وحسن احترام المخالف.


وتابع: «فلو رجعنا إلى أقل من عشرين عاما، كان هناك شريط للحويني بعنوان: رحلتي إلى أمريكا، نال فيها من الشيخ يوسف القرضاوي نيلا لا يليق بمشتغل بعلم الحديث، لمجرد خلاف في قضايا فقهية، متهما إياه بالجنون والخرف، وأنه ليس فقيها، ومن أوهمه بأنه مجتهد!! وإذا رجعنا إلى انتقاده للشيخ كشك، وغيره من المشايخ، لسنا نحجر على أحد انتقاد العلماء، لكننا نتعجب من تلامذة يرحبون بنقد شيخهم لغيره من المشايخ، بينما إذا وجهت له بعض الانتقادات العلمية هاجوا وماجوا وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها».


في المقابل، هاجمت عناصر سلفية «تليمة» عبر تعليقاتهم على شبكات التواصل الاجتماعى، واتهموه بالهجوم على «الحوينى» لاتباع الإخوان منهج السمع والطاعة السائد فى الإخوان. 


وطالب شيوخ السلفية جماعة الإخوان باتباع منهج الحويني في الاعتذار عن فتاوهم الداعية للعنف والإرهاب، وعلى رأسها فتاوى يوسف القرضاوى، مطالبين الأخير بالسير على خطى الحويني ومحمد حسان ويعلن توبته ويعتذر عن فتاويه التي أباح فيها العمليات الإرهابية، متسائلين: «متى سيعتذر القرضاوي عن فتاويه؟».


ونشرت مواقع التيارات السلفية تقارير عن «القرضاوى» منها أنه يعد صاحب أشهر فتاوى القتل، وهو ما جعل البعض يطلق عليه لقب: «إمام الدم» بعد أن أصدر العديد من الفتاوى التي أباح فيها العمليات الإرهابية، وقام عدد كبير من الشباب بالاعتداء على المساجد والكنائس في مصر لاعتقادهم أنها نوع من الجهاد، بل إنه تلاعب بالفتوى حسب أهوائه الشخصية، فقد أفتى بتحريم مقاطعة قطر، وأكد أنها حرام شرعا، كما أفتى بدعم تركيا واعتبره واجبا شرعيا، بل إنه أفتى بجواز العمليات الإرهابية التي تتم في سيناء.


في السياق ذاته قامت جامعة الإخوان بالرد على تعمد السلفيين الهجوم على القرضاوى بنشر عدد من الفتاوى الشاذة لشيوخ السلفية منها فتاوى الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، ومن تلك الفتاوى: فتوى جواز ترك الزوج لزوجته عندما تغتصب، كذلك فتوى لا يجوز ارتداء المرأة الصندل بدون «جورب»، وتحريم التربح عبر بيع الألعاب على الإنترنت، وتحريم بطاقة الائتمان، وتحريم تعليق صور بطوط، كما نشرت الإخوان فتاوى شاذة للشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفي. 


على الجانب الآخر، دخل الأزهر على خطة معركة الإخوان والسلفيين بسبب هوجة الاعتذارات عن فتواهم، ورحب أعضاء هيئة كبار العلماء بتلك الاعتذارات، وقال الدكتور أحمد عمر هاشم: إن اعتذار الشيخ الحويني مقبول، أنا أحمل كلامه وكلام غيره على العين والرأس، وأحب كل من قال لا إله إلا الله، وحاول أن يخدم سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأنه معنا في مركب واحد.  


وأكدت مشيخة الأزهر أنّ الاعتذارات تكشف عن صحة موقف الأزهر السابق، برفض تلك الفتاوى الشاذة والعمل على محاربتها ومواجهتها بقوة، داعيًا مشايخ السلفية والإخوان بالسير على نهج الحويني وحسان وإعلان اعتذارهم عن فتاواهم السابقة والتى كانت سبب في نشر الإسلام فوبيا، والإرهاب. 


من ناحيته، طالب الدكتور سعيد عبد المنعم، عضو مركز الأزهر للفتاوى الإلكترونية، باقي التيارات السلفية بالاعتذار عن الفتاوى التي أصدروها في وقت سابق، خاصة فتاوى سعيد عبد العظيم ومحمد عبد المقصود وجميع السلفية الحركية والقطبية ومدرسة السلفية السرورية. 


وأشار إلى أنه على الرغم من التقارب السلفى الإخوانى في بعض الآراء والمواقف إلا أن الإخوان لم ينسوا لمشايخ السلفية الكبار مثل الحوينى وحسان أنهم لم يعلنوا مساندتهم صراحة في أحداث رابعة ولذا فإنهم يستغلون أي فرصة للهجوم عليهم.