أحدهم أوقف القطار والآخر روى 70 ألف جندي بزجاجة واحدة.. كرامات أولياء الله في الشرقية

تحتضن الشرقية 7 من أهم الطرق الصوفية الموجودة في مصر، وتستأثر بمريديها، الهائمين في محبة الله الخالصة، والزاهدة، والخالية من أي أطماع، أو رغبات، هؤلاء الذين خلت قلوبهم من كل ملذات الحياه وزهدت نفوسهم عنها.
وكانت ال 7 طرق الموجودة بالشرقية هم الطريقة الهاشمية، والطريقة العزيزية، والطريقة المسلمية، والطريقة الخليلية، والطريقة البيومية، والطريقة القادرية، والطريقة العلوانية، وجميعهم لهم مريدين وشيخها الأكبر ذو كرامات.
والتقى «النبأ» بالشيخ محمد المراعي وكيل الطرق الصوفية بالشرقية، للتحدث عن معنى الصوفية الحقيقية بعيدا عن أي زيف أو دجل وللتفرقة بين الصوفي الحق، والمدعي، بالاضافة الى أهم الكرامات التي شهدتها الشرقية على يد أولياء الصوفية القدامى.
وقال الدكتور محمد المراعي، وكيل الطرق الصوفية بالشرقية، إن التصوف هو روح الاسلام، فلكل شيء روح وجسد، والتصوف هو الأعمال القلبية التي يقوم بها المسلم الحق والذي يطلق عليه صوفي، اذ ان الصوفية تعتمد على الارتقاء بالنفس، والوصول إلى درجة الاحسان التي هي من أعلى درجات الإسلام.
وأوضح ان كل طريقة صوفية لها شيخ وأوراد خاصة بها، والأعداد التي تخص الذكر والورد في كل طريقة ما هي الا تجربة ذاتية، قام بها شيخ الطريقة، وأتت بثمارها، فأصبحت نهج، يجب على مريدي الطريقة اتباعه، فعلى سبيل المثال، الصلاه على الرسول بصيغة معينة أو صيغة مفردة، جربها شيخ الطريقة الأكبر، ثم لقنها لمريديه، وجدوا أن لها الأثر الفعال في حياتهم، سواء تفريج الهم، وازاحة الكرب، أو قضاء الحوائج لدى البعض، مشيرا الى أن كل الطرق الصوفية ذو منهج واحد وهو الترقي لدرجة الاحسان، أما الاختلاف فيكون في الأوراد، والصيغ.
أما عن مشيخة الطريقة، فبين المراعي، أن شيخ الطريقة يصل لهذا المنصب عن طريق النسب، أي أنه يرثها عن طريق جده ووالده، ومعظم الطرق الصوفية ينتسب شيوخها، لآل بيت رسول الله والذين يطلق عليهم لقب " الأشراف ".
وأكد المراعي أن الكثير يدعي الانتساب للتصوف، ولكنه ليس بمتصوف، لافتا الى أن الأصل في التصوف هو الخفاء، أي أنه يوجد الكثير من أهل الله والمتصوفين، وذوي الكرامات، الا أنهم لا يتحدثون عن هذا الأمر ولا يجاهرون به، ويظل بينهم وبين ربهم، أولئك هم المتصوفين الحق، فمن يكن متكبرا مختالا أمام الناس بإيمانه أو تقربه لله يخرج من صفوف المتصوفين، فالخضوع والزهد أساس التصوف.
وأضاف أن بعض الكاذبين والمدعين، يمارسون الدجل والشعوذة من خلال ستار التصوف، وهناك أيضا بعض الذين يقيمون الحضرات، ويخرجون عن ذكر الله، ويتخللها أعمال تنافي الاسلام، كالرقص، أو الخمور أو الحشيش، وغيرها، مشيرا الى أن الحضرات التي يقيمها المتصوفون الحق، تتم بموافقات أمنية، وموافقات من الجهات المسؤولة، بعد التأكد من هوية مقيميها، وما عدا ذلك فهو غير قانوني.
وبين المراعي أن النساء ليس مسموح لهن الانتساب للتصوف وممارسته الا من وراء حجب، أي أن المرأة لا يجب ان تختلط بالرجال، أو تشارك في الحضرات، والحفلات، ولكن يمكنها الذكر والمداومة على الأوراد في بيتها أو من وراء حجاب، ودون سفور، كما أن ليس لها صوت اذا تم اجراء انتخابات لاختيار شيخ الطريقة.
وعرف المراعي الحضرة الصوفية الحقيقية بأنها نوع من أنواع العبادة، ولكن حين تكون مستوفاة الشروط ومقيميها المتصوفين الحقيقيين، ومن هذه الشروط الاجتماع على ذكر الله عز وجل بصيغ معينة وبألفاظ معينة، حسب كل طريقة، دون الخروج عن هذا الذكر، وانتهاج سلوكيات أخرى كالرقص وغيرها.
وقال المراعي، إنه وبناء على تعليمات وتوجيهات الدكتور عبدالهادي القصبي تم التحذير مرارا وتكرارا من مدعي الصوفية، من خلال اقامة الندوات والمؤتمرات التوعوية، لتعريف وتوعية الناس من خطر هؤلاء، وكشفهم أمام الرأي العام.
وأكد المراعي أن القصبي شدد على اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة ضد هؤلاء، لافتا الى أن الشخص المدعي يقوم بأفعال منافية للاسلام، تشبه أعمال الدجل، ويتلفظ بألفاظ خارجة تماما عن ذكر الله، مما يؤكد خروجه عن الصوفية.
وعن التبرك والتوسل بالأضرحة، وبعض السلوكيات التي يقوم بها الأهالي، قال المراعي: إن قصد ضريح من أضرحة الأولياء والدعاء عند بابه، أمر حلال تماما، كما أن الله يحاسب العبد على نيته، واذا توجه العبد لضريح الولي ليدعو الله وليس الولي، فهو لم يخطئ، وانما عيه اخلاص النية لله، متقربا اليه بوليه.
أما بعض الناس الذين يتوجهون للأضرحة، ويدعون صاحب الضريح بدلا من الله، أو يظنون أن المدد والعون من الشيخ وليس من الله، فهو سلوك شخصي منهم ولا علاقة له بمنهج الطريقة، وانما هو اختلاف ثقافات بين شخص وآخر، فبعض السيدات تتوجه لمكان الضريح، وتقول: ندر عليا يا سيدي .... لأدبحلك جدي، هؤلاء لا يمثلن الا أنفسهن، وغالبا ما تكن أميات.
وفسر المراعي حديث النبي: " لا تشد الرحال الا الى ثلاث" ، الذي يستشهد به البعض لتحريم زيارة الأولياء، أن المقصود به أنه لا يطالب الناس بالتوجه الا الى المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي الشريف، ولكن زيارات الأولياء فهي اختيارية، وغير مفروضة، أي أنها لا تشد الرحال اليها.
وقال الدكتور ناصر المتحدث الإعلامي باسم الطرق الصوفية بالشرقية، أن من أولياء الله في المحافظة الذين كانوا ذو كرامات، الشيخ محمود أبو هاشم، الذي عرف عنه قضاء حوائج الناس، حيث اشتهر بأنه لا يذهب مع شخص في قضاء حاجه الا وقضيت له باذن الله، وقيل عنه أيضا أنه كان مسافرا ذات مرة بالقطار، وتأخر عن موعده، فنادى على القطار لينتظره، وبالفعل توقف القطار منتظرا لأبو هاشم .
ومن كرامات الأولياء أيضا حين تمكن الشيخ سليم أبو مسلم من روي جيش بأكمله مكون من 70 ألف جندي بزجاجة ماء واحدة، وشعروا جميعا بالارتواء بعد أن أعياهم العطش.
والتقت النبأ أيضا بالدكتور عمر صلاح الدين المسلمي، المرشح لمنصب شيخ الطريقة المسلمية، بعد عمه الدكتور حسن المسلمي والذي تحدث عن جده سليم أبو مسلم، وكراماته، وطريقته.
وقال عمر، إن الصفة الأساسية التي يجب توفرها في شيخ الطريقة، أن يلم بمعنى ومنهاج الصوفية، ويتمكن من جمع أواصر عائلته، ومتبعي طريقته على مستوى الجمهورية، مشيرا الى أن اختيار شيخ الطريقة يتم عن طريق المجلس الأعلى الصوفي، ويترشح للمنصب أولاد الشيخ السابق، أو أقاربه من الدرجة الأولى.
وأوضح عمر أن آل أبو مسلم من الجد 23 وهو الشيخ سليم أبو مسلم الأكبر مرورا بالعديد من الجدود لهم كرامات ولم تتوقف الكرامات عند الجد الأكبر.
وأضاف أن جده كان ملقب بأبو الكرامات، وأتى الى مصر من العراق في عصر صلاح الدين الأيوبي، وكان يسقي الجيش في الحرب بزجاجة مياه واحدة، لافتا الى أن قدومه الى مصر كان أيضا كرامة، حيث أنه رأى في منامه نارا مشتعلة في الشرق، وتحديدا في مصر، فقرر المجيء الى مصر ليخبر ملكها، والذي كان حينذاك السلطان قطز.
وأشار عمر، الى أن ضريح أبو مسلم الحالي حين بني قال سلطان مصر وقتها أنه يريد أخذه من الشيخ أبو مسلم، الا أنه اتفق معه حينها أن من يمت أولا يدفن فيه، ومات أبو مسلم أولا ودفن فيه.
وأضاف أن حوالي 8 ملايين شخص ينتسبون للطريقة المسلمية، ومنتشرين في ربوع جمهورية مصر العربية، ومن يتولى مشيخة الطريقة خلفا للدكتور حسن المسلمي، عليه الاهتمام بكل الأضرحة الموجوده على مستوى الجمهورية، والتواصل مع كل أهل الطريقة، وتوضيح مفهوم الصوفي الحق لديهم، والمحافظة على الأوراد الخاصة بالطريقة.
وقال عمر أيضا أن الطريقة المسلمية لها أوراد معينة، أساسها لا اله الا الله، وسبحان الله، والحمدلله، والله اكبر، ولا حول ولا قوة الا بالله، صباحا ومساء كل منهم 33 مرة، كما يوجد قصيدة معينة للشيخ سليم، يتم القائها، في الحضرات.
أما مولد أبو مسلم، وهو من أشهر موالد الشرقية، والذي كان يقام في كفر أبو مسلم التابع لمركز أبو حماد بالمحافظة، وهو المكان الموجود به ضريح الجد الأكبر، فقد تم منعه في السنوات الأخيرة، وذلك لدواعي أمنية .
وكشف عمر، عن أنه وحتى هذه اللحظة، يوجد بعض مريدي وتابعي الطريقة المسلمية من أصحاب الكرامات، ولهم أكثر من موقف ودلالة، الا أنهم يفضلون الخفاء، ولا يجاهرون بذلك درءا للفتن، مشددا على ان الخفاء من صفات المتصوف الحق.
ومن أقوال الشيخ سليم أبو مسلم: لا يبلغ العبد درجة الولاية الا بعد هجر الخلائق وترك العلائق والمجاهدة وتقصير الأمل وتحصيل العمل واغتنام الأوقات ورياضة النفس وتفويض الأمور الى العزيز الغفور.









