رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«سيف الله» يفجر أزمة تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية

عمرو يوسف
عمرو يوسف


الشيخ أحمد الظافري: «الأزهر« منع تقديم هذه الشخصيات.. والمسلسل سيحتوي على سقطات كثيرة

طارق الشناوي: الحظر قرار خاطىء.. و«الأزهر« يتمسك بـ«أفكار« عتيقة

 

 

شهدت الساحة الفنية، خلال الفترة الأخيرة الماضية، حالة واسعة من الجدل؛ بعد نشر بوستر مسلسل "سيف الله" للفنان عمرو يوسف، والذي يحكي قصة حياة الصحابي "خالد بن الوليد"، على أن يُعرض بالموسم الرمضاني المقبل.


وظهر "يوسف"، على البوستر، بالزي العسكري المستخدم في الحروب وقتها، ممسكًا بسيفه في يده، وكُتب عليه أن المسلسل مأخوذ عن "عبقرية خالد" للكاتب الكبير عباس العقاد، وأنه سيناريو وحوار إسلام حافظ، وإخراج رؤوف عبد العزيز، وإنتاج تامر مرسي.


ويعكف صناع المسلسل، حاليًا، على تصوير مشاهده، بعد تحضيرات استغرقت 4 شهور كاملة، إذ تطلب الأمر وقتًا طويلًا لتجهيز الديكورات والملابس، التي صممت بشكل حرفي، لتتناسب مع الحقبة الزمنية التي يعرضها العمل.


ويشارك في المسلسل بجانب "يوسف"، كل من: يوسف شعبان، وبيومي فؤاد، وسوسن بدر، بجانب 5 ممثلين أقباط، لم يتم إعلان أسمائهم بعد.


"سيف الله" أعاد إلى الواجهة الحديث عن تجسيد شخصيات الصحابة والأنبياء في الأعمال الفنية، خاصة أن الإعلان عنه جاء تزامنًا مع صدور قرار بوقف عرض مسلسل "عمر بن الخطاب"، الذي عُرض بالفعل منذ سبع سنوات، لتكون أغرب دعوى قضتها محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بمصر.


واستندت المحكمة في حيثيات الحكم على القرار الصادر من مجمع البحوث الإسلامية رقم 100 لسنة 1999، والذي حظر اشتمال أي عمل تمثيلي في السينما أو التلفزيون أو المسرح على شخصيات دينية.


الجدير بالذكر أن مسلسل "عمر بن الخطاب" تكلف حوالي 200 مليون ريال سعودي، وكان إنتاجًا مشتركًا بين "إم بي سي" ومؤسسة قطر للإعلام، وكان كتابة وليد سيف، وإخراج حاتم علي.


وبين مؤيد ومعارض للأمر، انقسمت مواقع التواصل الاجتماعي، والجمهور بشكل عام، إلى فريقين؛ الأول يرى حرمانية تمثيل الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية، وأنه أمر جرىء وغير مقبول، والثاني يرى أن مثل هذه الأعمال تساعد الكثيرين على فهم المزيد عن التاريخ الإسلامي، فضلًا عن دورها في تخليد سير هؤلاء الشخصيات.


وعلى الرغم من أن هناك عددًا من الأفلام والأعمال الدرامية سبقت المسلسلين السابقين في تقديم قصص حياة هذه الشخصيات؛ مثل المسلسل الإيراني "يوسف الصديق"، والفيلم التركي "محمد رسول الله"، والمسلسل المصري "الأخت تريز"، لكن يبدو أنه سيظل صداعًا في رأس الطرفين المختلفين حوله.


من جانبه، قال الشيخ أحمد الظافري لـ"النبأ" إن "الأزهر" منع تجسيد الصحابة، مضيفًا أنهم "محفوظون" وليسوا معصومين من الخطأ، وأنه لا يمكن أن يوجد شخص يستطيع تقديم شخصية "خالد بن الوليد" بشكل جيد.


وتوقع أن يشتمل المسلسل على عدد كبير من الأخطاء والسقطات الدينية، مشيرًا إلى أنه إذا كان لابد من تجسيد شخصية دينية؛ فالأئمة الأربعة موجودين، ويمكن تجسيدهم، لافتًا إلى أن ذلك تم، من قبل، في بعض الأعمال الفنية بالفعل.


في المقابل، اختلف الناقد الفني طارق الشناوي مع رأي الشيخ "الظافري"، وقال لـ"النبأ" إن "الأزهر" لابد أن يغير رأيه وقواعده حول هذا الموضوع، وأنه يتمسك بأفكار "عتيقة" لا تلائم الزمن الحالي، مبررًا ذلك بأن هذه القواعد وضعت في عصر قديم.


وتابع أن هذه القضية ليست جديدة، ولكنها تعود إلى عام 1926، حينما أراد الفنان يوسف وهبي تقديم شخصية "النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، وأن "الأزهر" وقتها خاف من تجسيد الأنبياء، فأصدر قراره جامعًا لمنع تجسيد "الأنبياء والخلفاء الراشدين والصحابة وآل البيت والمبشرين بالجنة".


واستعان "الشناوي" في حديثه بمسلسل "يوسف الصديق"، مؤكدًا إنه لم يُعرض على أي قناة مصرية، ورغم ذلك شاهده الجميع، وأنه أدى إلى تفوق إيران على مصر في هذه المنطقة؛ نظرًا لأنه "إنتاج إيراني"، موضحًا أنه يرى أن قرار المنع قرارًا خاطئًا.


وأكمل حديثه مؤكدًا أن تجسيد الصحابة في الأعمال التلفزيونية أمر هام، لتقديم صورة ونموذج جيدين للشباب المسلم المعاصر؛ ليقتدي بهما في حياته.