رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار «تجهيز» 20 كيانًا شبابيًا لإشعال الانتخابات المقبلة بـ«نقابة المحامين»

سامح عاشور - أرشيفية
سامح عاشور - أرشيفية


من رحم الأزمات التي يعانيها المحامون، ظهرت الكيانات الشبابية التى تعمل على حماية المحامى الشاب، وتخاطب النقيب ومجلسه، وكذلك السلطات، وتعمل على تثقيف الشباب، وتنظم فعاليات ومحاضرات وورش عمل للارتقاء بمستوى المحامى علميًا.


ومع المناخ الانتخابي، وتعدد الكيانات الشبابية، أصبح ينظر لها بعين الاعتبار ويتم دعمها للظهور والتكتل، الأمر الذى تسبب فى ظهور قيادات شبابية كثيرة بشكل أوحى أن تلك الكيانات أصبحت موجهة لدعم عدد من أعضاء مجلس النقابة، أو تمثل دعمًا للنقيب سامح عاشور ذاته الذي سعى لاحتضان هذه الكيانات، والاستجابة لطلبات أعضائها.


ويرى بعض المحامين، أنّ الكيانات الشبابية بمثابة قبلة حياة للوضع النقابي؛ لأن هؤلاء الشباب لديهم طاقة وأفكار وكل عملهم قائم على فكرة الجمع والاتحاد.


ويتخوف البعض من تحول تلك الكيانات لـ«بوق للنقيب» أو داعم له، رغم أنّ معظم الشباب المشاركين فى هذه الكيانات، قيدهم جزئي أى ليس من حقهم التصويت، ولكن تواجدهم فى صف فريق أقوى أنواع الدعم والدعاية، ولذلك لابد من المحافظة على شخصيتهم الحرة عند تعاملهم مع الجميع. 


وقال المحامى سعيد أبو زيد، رئيس اتحاد شباب محامين القاهرة الجديدة: بدأت الفكرة فى تشكيل الكيان فى أبريل 2017، لعدم وجود كيان على الساحة يخدم شباب المحامين، وبناء عليه فكرنا نحن "مجموعة شباب محامين القاهرة الجديدة" المشكلة من 5 دوائر، وبالفعل جرى حشد «30» محاميًا شابًا، وقمنا بعقد اجتماع، والاتفاق بعمل كيان اتحاد محامين شباب القاهرة الجديدة، وعندما عرضنا الفكرة فى البداية لم تجد أي قبول من أعضاء مجلس النقابة العامة والفرعية؛ لأنها تنتقص من دورهم النقابى، ولذلك عملنا عامًا كاملًا دون أى دعم أو اعتراف بالكيان إلى أن تم الاعتراف بنا.


وأوضح «أبو زيد» أن الكيان يقدم الخدمات لشباب المحامين، ومساندتهم فى أى مشكلة تحدث لهم أثناء ممارسة عملهم، فهذه المشاكل تكون ناتجة عن عدم خبرتهم، ولذلك يكون الاتحاد مساندًا للمحامى، فضلًا عن إقامة الندوات التثقيفية والعلمية لشباب المحامين من خلال محاضرات يحاضر فيها أساتذة الجامعة وكبار المحامين؛ لإعطاء محاضرات فى جميع أفرع القانون، كما يتم تقديم دعم على كتب القانون والحوافز وإقامة معارض لـ«البدل»؛ لأن مظهر المحامى من أهم أدوات عمله.


وأضاف أنه فى بداية الأمر، كان لا يتم تقديم دعم بسبب الجهل بأهمية دور الشباب وعدم إعطاء الفرصة لهم، ولكن اختلف الوضع فى ظل قيامنا بدورنا، وإحراجهم أمام الرأى العام، فبدأ تقديم الدعم من النقيب العام ومن أعضاء المجلس والنقابات الفرعية؛ بسبب قرب الانتخابات، الأمر الذي جعل النقابة تعتمد جميع الكيانات، متابعًا: «ما يقارب من 20 كيانًا تم اعتمادهم من النقابة العامة لا حقيقة لتواجدهم على أرض الواقع غير أنها كتل انتخابية، بعد أن كان كيان شباب محامين القاهرة الجديدة هو الوحيد».


وقال «أبو زيد» إنه لا يوجد أى تعارض بين الكيانات الشبابية وبين اللجان الشبابية بالنقابة؛ لأن الأخيرة سواء كانت بالنقابة العامة والنقابات الفرعية تكاد تكون غير عاملة للصالح العام، ولكنها تعمل من أجل مصالح بعض الأفراد، مؤكدًا أن الكيانات الشبابية الخاصة تعمل على الرغم من عدم وجود اعتمادات مادية لها.


واستكمل: «للأسف الآن أصبح كل كيان موجود على الساحة له انتماء لعضو معين عكس ما بدأنا، ومما لا شك فيه أن هذا سيكون له تأثير على الانتخابات القادمة، فكل كيان أصبح يدعم عضوًا معينًا، وهذا السبب جعل سامح عاشور، نقيب المحامين يعتمد جميع الكيانات المتقدمة للحشد فى الانتخابات».


ومن ناحيته، قال المحامي شادي ثروت، رئيس الكتلة الشبابية لمحامين مصر: تأسست الكتلة الشبابية لمحامين مصر فى 21 سبتمبر 2018، وهو أول كيان شبابى معتمد لدى نقابة المحامين، مكون من مجموعة الشباب، بغرض المساعدة فى بعض الأمور خاصة الناحية المادية والعلمية، وهذا عمل تطوعى.


وأكد أن الكتلة همزة وحلقة وصل بين النقابة العامة والمعارف والعلاقات وشباب المحامين ومعرفتهم بالدور النقابى عن طريق أعضاء المجلس والحوار مع الشباب وحشد المحامين، وهدفهم هو خدمة المحامى عامة والمحامى الشاب خاصة من خلال تثقيفه وتطويره.


وأوضح رئيس الكتلة الشبابية، أن النقابة العامة تقدم دعمًا معنويًا لهم والدعم المادى يكون فى أشكال تقديم مواد علمية وتثقيفية وقاعات ومحاضرين، موضحا أنه لا يوجد أى تعارض بين الكتلة واللجان الشبابية فى النقابة العامة بل هناك نوع من التعاون بينهم، أما ما يخص اللجان الفرعية فلها مواردها وأموالها الخاصة، ولكن أغلبيتها غير فعالة على أرض الواقع.


وقالت المحامية هند عبد الحميد، مؤسسة وأدمن جروب «فرسان الرداء الأسود»: بداية لا يجب تقسيم المحامين ككيانات؛ فكيان المحامين واحد، لكن هي جروبات قانونية تختلف في مبادئها وشخصيات القائمين عليها، لكن هدف معظمنا هو هدف واحد.


وأضافت: بعد أول سنة من إنشاء جروب «فرسان الرداء الأسود» طلبت من الأعضاء تنظيم لقاء وجها لوجه على أرض الواقع، وكان اللقاء يوم 30 نوفمبر ٢٠١٨، وحضر بالفعل عدد كبير، وتحدثنا عن أهداف الجروب وهي خدمة المحامي العادي من حيث تثقيفه بالثقافة القانونية، وقمنا بإعداد سلسلة ندوات قانونية، وبدأنا نشارك منذ فترة طويلة في التضامن مع أي أزمة يمر بها أي زميل.


وتابعت: وأظن أن جروبنا هو الجروب الوحيد الذى له فعاليات على أرض الواقع، وغير تابع للمظلة النقابية، ونحن لم نطلب إشهار الجروب تحت المظلة النقابية كباقي جروبات كثيرة مشهرة تحت المظلة النقابية، رغم أنه عرض علينا ذلك من البعض ورفضنا.


وأوضحت أن أي جروب له فاعليات على أرض الواقع، وليس مجرد جروب «فيس بوك» يحتاج دعمًا نقابيًا يتمثل في أوجه عديدة: النقابة تدعمهم أولا معنويا، ثانيا فى أي فاعلية، النقابة تقدم دعمًا على الكتب التى تكون بأسعار رمزية جدا، ومعظم الوقت تكون مقدمة مجلدات هدية.


وأضافت «عبد الحميد» أن الانتخابات بعيدة كلية عن أهداف الجروب، وأن المهم هو تأثيرنا في إضافة معلومة جديدة لدى محام شاب يحتاج خبرة، وأتمنى من النقيب أن يكون هدفه الارتقاء بمهنة المحاماة بوجه عام وعلى وجه خاص الارتقاء بالمحامي من حيث تدعيم شباب المحامين تثقيفيا، ومساندتهم وتدعيمهم في بداية حياتهم المهنية، ورفع المستوى العلاجي، والاهتمام بصحة المحامي، وشيوخ المهنة نجدهم في الأزمات التي تواجهنا من خلال عملنا وتذليل العقبات سواء في المحاكم أو أمام النيابات والأقسام، وأن تكون النقابة مظلة للجميع المؤيد والمعارض، وأن تعود نقابة المحامين نقابة قوية كسابق عهدها.


وعلى جانب آخر، يرى بعض المحامين أن هذه الكيانات ما هى إلا دعاية انتخابية، وقال مصطفى جمال الدين المحامى بالنقض: النقابة العامة للمحامين دورها ضعيف سواء فى حماية أعضاء النقابة، وتسهيل عملهم بممارسة المحاماة، وظهور عدد كبير من المشاكل والتى لم تتدخل بها النقابة وتتعامل معها، وما تدخلت به النقابة من المشاكل كان تدخلًا دون المستوى المطلوب.


وأضاف «جمال الدين» أن النقابة العامة للمحامين تحولت إلى مجرد كيان إدارى يمنح الكارنيهات الخاصة بالمحامين، بدون أى دور حقيقى أو ممارسة مقبولة للعمل النقابى، ونظرًا لانهيار المؤسسة النقابية، ظهرت كيانات شبابية هى انعكاس واقعى لضعف وفساد النقابة، واختفاء لدور اللجان الخاصة بالشباب سواء من النقابة العامة، أو النقابات الفرعية؛ ليقتصر دورها على مجهودات فردية من المحامين فى شكل من أشكال التجمعات التى أطلق عليها «الكيانات الشبابية».


وأوضح أنه كعادة مجلس النقابة العامة وأعضائه من استغلال الفرص ومحاولة التربح من كل ما هو طاهر وشريف، فقد وافقوا على اعتماد تلك الكيانات حتى تصبح مجرد أداة انتخابية فى يد من يرغب منهم في جذبها، وذلك إن دل فأنه يدل على إقرار النقابة العامة بعدم قيامها بدورها الأصيل فى حماية أعضائها وتثقيفهم وتسهيل عملهم والرفع من مستواهم سواء العلمى أو العملى أو الدعم النفسى أو الحصانة وخاصة لشباب المحامين.


وتساءل جمال الدين قائلا: "أين لجان الشباب داخل النقابة العامة وفرعيتها؟، أين معهد المحاماة المنوط به رفع المستوى العملى والعلمى لحديثى القيد بالنقابة؟.. إذا كانت هذه اللجان فعالة وتقوم بالدور المنوط بها تنفيذه فكان من باب أولى أن ينضم إليها أفراد الكيانات الشبابية حتى تمارس دورها تحت مظلة النقابة، ولكن نظرًا لفسادها لجأ هؤلاء الشباب إلى تكوين كيانات منفصلة عن النقابة العامة وفرحوا باعتمادهم من النقابة، لحماستهم وغيرتهم على مهنتهم وزملائهم وأملًا فى مستقبل أفضل، وفي مجمل الأوضاع فأنا سعيد جدًا بحماستهم ومجهودهم المبذول؛ لأنهم بذرة صالحة فى مناخ فاسد، ونأمل أن تكلل مجهوداتهم بالنجاح والاستمرارية. 


وقال المحامى وليد الخطيب، إن ظهور الكيانات جاء نتيجة لخطيئة تتحملها النقابات الفرعية، وهى إلغاء اللجان النقابية، والتى كانت تنتج كوادر شبابية تستكمل مسيرة القدامى، ولكن لأن كل عضو فرعية يريد عدم مزاحمة أى شخص أو تلميع أى شخص آخر، فكان لابد من إلغائها وتجميع تقديم الخدمات بيده وحده فقط، ومن هنا حدث تهميش لدور الشباب وأصبح أعضاء الفرعيات متمسكين بعروشهم حتى الممات إلا لو انقلبت عليهم جمعياتهم العمومية وللأسف يحدث هذا بنسب ضئيلة ونتيجة ذلك ظهرت الكيانات الشبابية والتى أجدها أنها تجتهد دون أى دعم سواء من النقابات الفرعية أو العامة.


وأوضح «الخطيب» أنه مع ظهور هذه الكيانات، كان لابد من محاربتها أو إخضاعها للفرعيات، وفى حالة عدم الإخضاع، يتم عمل انشقاق داخلى لاستقلال كل مجموعة عن مجموعة، ومن هنا أصبح أمامنا عشرات الكيانات ومع زيادتها زاد ضعفها وتأثيرها على أرض الواقع، ثم نذهب لخطيئة الكيانات، فهى اعتبرت أنها عندما أُنشئت، وأصبحت لها صفحة وتفاعل معها الكثيرون، اعتقدت أن عدد المتفاعلين هو قوة الكيان، وارتكنت إلى العالم الافتراضي المسمى «فيس بوك»، وابتعدت عن وضع تصور ومراحل تلتزم بتنفيذها على أرض الواقع؛ لتجذب الكثير من الشباب لها مع أن الغاية من إنشاء أى كيان هو خدمة الواقع، ولا أنكر أن هناك كيانات تحاول وهى فى أول الطريق، وما زال أمامها الكثير لتثبت نفسها وتفرض نفسها على أرض الواقع.