رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الإخوان و«أردوغان» و«القبلات» وراء «مجزرة المشايخ» فى الأوقاف

وزير الأوقاف - أرشيفية
وزير الأوقاف - أرشيفية


خلال الأيام الماضية، سادت حالة من الاحتقان الشديد بين الأئمة والعاملين بـ«الأوقاف»؛ اعتراضًا على قرارات وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بإحالة عدد من الأئمة للتحقيق والوقف عن العمل، بحجة الخروج عن متطلبات الوظيفة، ومخالفة التعليمات التي أصدرتها الوزارة. 


جاء ذلك بعد إصدار الوزارة عددًا من التنبيهات والتعليمات التي تعد «خطوطًا حمراء» للعاملين فى الوزارة، والتي شملت: عدم المشاركة في أي جدل علمي أو فقهي أو دعوى دون تصريح كتابي مسبق منها، منع المشاركة في أي برنامج من البرامج أو التصدي للقضايا الجدلية أو قضايا الرأي العام عبر وسائل الإعلام، أو مواقع التواصل الاجتماعي، والعمل دائما على النصح بالوسطية الأزهرية بعيدا عن التشدد والتعصب لأفكار متطرفة.


كما تضمنت تحذيرات «الأوقاف» للأئمة منعا للصدام معهم- إلزام الأئمة بمساجدهم في أوقات العمل الرسمية، وإلزام العمال بتنظيف المساجد، وعدم إعطاء الفرصة لغير المصرح لهم بصعود المنبر، وعدم الخوض وراء الشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وغيره،  ومتابعة القوافل الدعوية والدروس والملتقيات الفكرية بكل دقة.


وشملت التعليمات أيضًا: ترشيد استخدام الكهرباء والماء، وتشغيل المراوح قبل الصلاة بنصف ساعة وفصلها عقب الصلاة مباشرة، وتفعيل غرفة عمليات بالإدارة يوم الجمعة وموافاة غرفة عمليات المديرية عما يحدث أولًا بأول، وإلزام جميع الأئمة والدعاة بموضوع خطبة الجمعة المعلن عنها من الوزار، ونوهت الوزارة بأن من يخالف تلك التعليمات يعرض نفسه للمساءلة القانونية أمام لجنة القيم بديوان عام الوزارة.


وبمباركة الدكتور محمد مختار جمعة، كشّرت الوزارة عن أنيابها ضد الأئمة المخالفين للتعليمات الدعوية خلال الأشهر الماضية، وكذلك للمخالفين لسياسة الدولة الداخلية.


وشهدت الفترة الماضية أكبر مجزرة حقيقية ضد الأئمة، وقرر الوزير إحالة عدد كبير من خطباء المكافأة وبعض الأئمة للتحقيق للتقصير في أعمالهم الدعوية، ويقدر عدد أئمة الوزارة المعينين بما يقرب من 60 ألف إمام وهناك، فضلًا عن «خطباء المكافأة» و«الوعاظ».


قرارات الوزير بتحويل عدد من الأئمة للتحقيق والوقف عن العمل، كان السبب فيها الخروج عن متطلبات الوظيفة.


وأكدت وزارة الأوقاف أنّ مهمة الإمام سامية وجليلة تبني ولا تهدم، ونحن على ثقة كبيرة في جموع الأئمة، غير أنّنا نؤكد أنّ هناك جزاءات ستوقع على من يستخدم المنبر في غير ما خصص له من الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة في ضوء خطة الوزارة الدعوية، أو من يحاول أن يستخدم صفحات مواقع التواصل لغير ما يتسق مع طبيعة عمله إمامًا، بمحاولة تجييش الرأي العام تجييشًا سلبيّ، أو فيما يضر المصلحة الوطنية، أو في تكوين أي تنظيم أو الدعوة إليه خارج إطار القانون أيًّا كان هذا التنظيم، أو الإساءة إلى أي من زملائه أو العاملين بالوزارة.


وحذرت الوزارة من أن من يستخدم صفحته أو المنبر أو المسجد للإساءة لأي شخص أو جهة أو مؤسسة، أو أي كيان من كيانات الدولة، سواء كان إمامًا أم إداريًّا أم عاملًا، أم منتسبًا بأي صفة للأوقاف، أو يسافر إلى الخارج دون إذن وتصريح رسمي كتابي، فإنّ الوزارة ستتخذ إجراءاتها الحاسمة تجاه أي من هذه المخالفات، وتعدها خروجًا على مقتضيات طبيعة عمل المنتسبين للأوقاف بما يستوجب المساءلة القانونية، مع التأكيد على أنّ المساجد للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجب النأي بها عن أي خلافات شخصية أو حزبية أو مجتمعية أو التعرض من خلالها بسوء لأي أحد على الإطلاق.


ونوهت الوزارة بأن من يخالف تلك التعليمات يعرض نفسه للمساءلة القانونية أمام لجنة القيم بديوان عام الوزارة.


وأعلنت الوزارة وقف الشيخ محمد السيد الجوهري، القائم بعمل مدير إدارة القاهرة الجديدة عن العمل لمدة 3 أشهر، أو انتهاء التحقيق أيهما أقرب، مع إلغاء تكليفه من عمل مدير إدارة، واستكمال التحقيق معه بالشؤون القانونية بديوان عام الوزارة.


وأحالت الوزارة عبد الله عبد المعطي محمد إمام مسجد تقوى القلوب بالتجمع الخامس بمديرية أوقاف القاهرة، وخلف أحمد عبد الله عبدالرحمن وشهرته خلف مسعود إمام وخطيب بأوقاف الجيزة، إلى وظيفة باحث دعوة لصالح العمل، مع التأكيد على عدم تمكين أي منهما من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد أو إمامة الناس بها تحت أي مسمى لا تطوعا ولا غيره وإحالة من يخالف ذلك للمساءلة.


واعتمدت «الأوقاف» إلغاء تصريح الخطابة الخاص بكل من: عمر إبراهيم عبد العزيز، خطيب مكافأة بمديرية أوقاف الجيزة، والتنبيه على جميع مساجد الجمهورية بعدم تمكينه من صعود المنبر أو إلقاء الدروس أو إمامة الناس بالمساجد، ويعمم منشور بذلك بمعرفة مديرية أوقاف الجيزة على جميع الإدارات ومفتشيها والعاملين بها تأكيدا على منعه.


وكذلك كمال أحمد عبد الرحيم على خطيب متطوع بمديرية أوقاف القاهرة، ويعمل معلم أول بمعهد الهدى الديني الأزهري بالمعصرة – حلوان، والتنبيه على جميع مساجد الجمهورية بعدم تمكينه من صعود المنبر أو إلقاء الدروس أو إمامة الناس بالمساجد، ويعمم منشور بذلك بمعرفة مديرية أوقاف القاهرة على جميع الإدارات ومفتشيها والعاملين بها؛ تأكيدا على منعه، مع تكليف رئيس القطاع الديني بمخاطبة رئيس قطاع المعاهد الأزهرية بما بدر من المذكور لإعمال شأنه معه.


جاء ذلك لعدم التزام السابق ذكرهم، بتعليمات الوزارة بشأن خطبة الجمعة، وتؤكد الوزارة أنها ماضية في التعامل بحسم مع أي مخالف مهما كان أمره.


وفي 24 أكتوبر الماضى، ألغت وزارة الأوقاف تصريح الخطابة الصادر للدكتور عبدالفتاح خضر، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالمنوفية، بعد ما بدر منه من "حديث لا يليق على المنبر" في أثناء إجابته على سؤال عن حكم تقبيل المتزوج زوجته بعد كتب الكتاب داخل المسجد.


وقد أجاب خضر على السؤال: "هذا عيب ومن يفعل ذلك مترباش، ووالديه لم يتربوا هم الآخرين، يا متسخم على عمرك ليك أوضة يتقفل عليكم فيها واعمل سبع البرمبة ومتجيش تقول بعد الدخلة انك مربوط وتعبان واجلبوا له بتاع عفاريت، من يفعل ذلك تافه ولا يفهم، وعلينا معاقبة العيلة التي يخرج منها أمثال هؤلاء بألا نعقد لهم زيجات بعد ذلك".


كما ألغت الوزارة تصريحا آخر لإمام في الإسكندرية امتدح أردوغان على المنبر وما فعله في سوريا، وخالف موضوع الخطبة الموحدة التي أعلنته وزارة الأوقاف.


وفي 2 أكتوبر الماضي قررت الأوقاف وقف الشيخ محمد محمود إبراهيم علي إمام وخطيب بإدارة أوقاف الغردقة بمديرية أوقاف البحر الأحمر عن العمل، لحين انتهاء التحقيقات أو 3 أشهر أيهما أقرب، وذلك لخروجه على مقتضى الواجب الوظيفي.


وفي 18 سبتمبر أنهت وزارة الأوقاف خدمة 5 من أئمة بالوزارة بناء على الأحكام القضائية الصادرة بشأنهم، وطبقًا لقانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016م ولائحته التنفيذية، وهم: محمود رشاد عبدالمعطي سيد أحمد إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية، السعيد صبح محمد إسماعيل إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية، محمد إبراهيم عبد الهادي إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية، محمود مصطفى أحمد مصطفى إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية، أحمد محمد مسعد الرفاعي إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية.


وأكدت وزارة الأوقاف أنّه من تاريخه أصبح المذكورون لا علاقة لهم بالوزارة، مع التنبيه على جميع مساجد الجمهورية بعدم تمكينهم من صعود المنبر أو إلقاء الدروس أو إمامة الناس بالمساجد، ويعمم منشور بذلك بمعرفة مديرية أوقاف الدقهلية على جميع الإدارات ومفتشيها والعاملين بها تأكيدًا على ذلك.


وفي 20 أغسطس 2019 أوقفت الوزارة المدير الإداري لمسجد السيدة زينب عن العمل، لحين انتهاء التحقيقات لإهماله وتقصيره الشديد في أداء واجبه الوظيفي.


وفي 11 يوليو 2019 أوقفت الوزارة الشيخ أحمد أحمد الشوربجي إمام مسجد الفتح إدارة أوقاف النزهة بمديرية أوقاف القاهرة عن العمل لحين انتهاء التحقيق معه، لخروجه على مقتضى الواجب الوظيفي. 


وفي 28 يونيو تم وقف الشيخ عبدالله يوسف فهيم إمام مسجد الرحمن بالأقصر عن العمل لحين انتهاء التحقيقات، لخروجه على موضوع خطبة الجمعة، وتطرقه لأمور لا علاقة لها بموضوع بالخطبة. 


وفي 24 يونيو تم تحويل أحمد حمدينو طلبة إمام وخطيب بمديرية أوقاف الدقهلية إلى باحث دعوة، مع إيقافه عن العمل لحين انتهاء التحقيق، والتنبيه على جميع مساجد الجمهورية بعدم تمكينه من صعود المنبر أو إلقاء الدروس أو إمامة الناس بالمساجد، لما نسب إليه من مخالفات لتعليمات الوزارة.


وفي 21 يونيو تم تحويل عبدالله محمد عبدالحميد دعبس إمام وخطيب بمديرية أوقاف القاهرة، إلى وظيفة باحث دعوة مع إيقافه عن العمل، وإلغاء تصريح الخطابة الخاص لعمر إبراهيم عبدالعزيز خطيب مكافأة بمديرية أوقاف الجيزة، وكمال أحمد عبدالرحيم علي خطيب متطوع بمديرية أوقاف القاهرة، ويعمل معلم أول بمعهد الهدى الديني الأزهري بالمعصرة فى حلوان.

فيما أكدت مصادر داخل الوزارة، أنّ بعض المحولين للتحقيق خالفوا تعليمات وزارة الأوقاف الخاصة بعدم التحدث في الشأن العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تحدّث بعضهم بصورة سلبية لمقام الإمام وعالم الدين، واتخذ بعضهم موقفا متشددا في بعض القضايا، ما يخالف وسطية الدين التي يتبناها الأزهر والأوقاف، وكذلك منهم من قصّر في العمل الدعوي ولم يحضر للمسجد لأداء مهامه.بجانب أن بعضهم تم فصله لصدور أحكام قضائية نهائية بتورطه في جرائم الإرهاب ودعم الإخوان.