رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«زواج مع إيقاف التنفيذ».. أخطر أزمة تواجه الأقباط في مصر (ملف شامل)

زواج الأقباط - أرشيفية
زواج الأقباط - أرشيفية


«زواج مع إيقاف التنفيذ».. هكذا أصبح حال الكثير من السيدات القبطيات.. حكايات مأساوية لا تنتهي وقصص حقيقية تكشف عن معاناة مريرة تعانيها الزوجات بسبب فراق الأزواج وتحمل مسئولية الأبناء بعد أن تفنن الأزواج في إذلالهن وتركهن لسنوات طويلة معلقات انتقاما منهن لتصل مدد الهجر الى سنوات طويلة فيحملن لقب «زوجات» مع إيقاف التنفيذ.

على باب المجلس الإكليريكى نجد الكثير من القبطيات المتضررات من أزواجهن يرغبن في فتح ملفات جديدة في دفتر الأحوال الشخصية أو متابعة ملفاتهن المفتوحة منذ سنوات طويلة.

ويتطلب فتح الملف بالمجلس الإكليريكى اتباع عدة خطوات، أهمها اللجوء إلى الإيبارشية التابع لها بيت الزوجية والرجوع إلى رأى الأب الكاهن الذى تدخل لحل النزاع بين الزوجين، وإحضار صورة من عقد الزواج المدنى، وصورة من عقد الزواج الكنسى، وصور لبطاقات الرقم القومى للزوجين، وتحرير شكوى مكتوبة بسبب النزاع.

وتكشف «النبأ» في السطور القادمة قصصا حقيقية من واقع الحياة تسردها سيدات عالقات فى زيجات فاشلة، منهن من تنظر قضاياهن فى ساحات المحاكم المصرية، ومنهن من تنتظر دورها في قرار المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية، ومنهن من استسلمت للأمر الواقع وعاشت حياة الرهبنة

 

تسجيلات صوتية تكشف شذوذ الزوج بعد إصابته بالعجز الجنسي

 

"مرفت.ز" سيدة في العقد الرابع من عمرها تزوجت من "ع.م" بناء على رغبة الأهل، وكانت تبلغ من العمر 18 عاما، وقت زواجها؛ حيث كان زوجها يعمل بالخارج ويمتلك الكثير من المال، عاشت مرفت مع زوجها لأكثر من 8 سنوات أنجبت خلالها طفلا جميلا، وعلى الرغم من إحساسها الدائم بعدم السعادة منذ لحظة زواجها نظرا للفوارق الاجتماعية الكثيرة بينهما في كل شيء، إلا أنها قررت الاستمرار في حياتها الزوجية والعيش فقط من أجل تربية طفلها الصغير، خاصة وأن زوجها كان يقضي معظم سنواته بالخارج ويكتفي بشهر واحد فقط من كل سنه ليقضي إجازته مع زوجته وأسرته.

 

مرت السنوات وفوجئت الزوجة بزوجها يترك عمله بالخارج ويقرر البقاء في مصر بجوار زوجته بعد أن أصيب بعجز جنسي نتيجة مرضه بالسكر، لينكشف أمامها كل ما كانت تخفيه الغربة، فتجده رجلا عديم النخوة، فاقد الرجولة، تافها، وغير طموح، لا يريد العمل في أي مجال ويعشق النوم والكسل ومشاهدة التلفزيون والأفلام الجنسية، ويرفض تماما أي عروض تقدم له بخصوص العمل.. واستمر الحال سنوات بدأت الزوجة خلالها تعمل جاهدة لتستطيع سد احتياجات منزلها ومتطلبات زوجها الذي لا يكف عن الثرثرة بخصوص الأكل وطلباته الشخصية التي لا تنتهي.

 

وتسرد الزوجة لـ"النبأ" واقعا مريرا عاشته مع زوجها قبل الانفصال عنه قائلة: "لم أترك بيتي لهذه الأسباب فإنني كنت على استعداد أن أتحمله وأحتمل مرضه وأقوم بالإنفاق على المنزل دون شكوى أو ملل ولكن الذي لم أستطع تحمله أنه طلب مني أن أعاشر الرجال بمقابل مادي في وجوده، وعندما رفضت ذلك ظل يعتدي علي بالضرب، فظننت أن هذه التصرفات نتيجة مرضه".

ظل الزوج سنوات يطالب زوجته يوميا بممارسة الجنس مع الرجال أمام عينه ويتشاجر معها لرفضها تنفيذ رغباته إلا إنها فوجئت به ذات يوم يدخل المنزل ومعه صديق له ويطالبها بممارسة الجنس معه، فرفضت الزوجة بشدة وأخذت نجلها الذي كان وقتها يبلغ من العمر 7 سنوات وذهبت إلى منزل أبيها تسرد له ما حدث من زوجها.

 

استكملت الزوجة حديثها قائلة.. "ذهبت إلى أحد قساوسة الكنيسة وسردت له قصتي وطلبت منه أن يساعدني للحصول على الطلاق.. ولكنه ضحك بسخرية قائلا "يابنتي معندناش حاجه اسمها طلاق"، روحي بيتكذهبت للحديث مع أحد الرهبان أثناء زيارتي لأحد الأديرة فقال لي يابنتي زوجك مريض وبيقول كده عشان بيحبك حاولي تديله ثقه في نفسه وتحسسيه إنه احسن راجل في الدنيا عشان ما يطلبش منك الطلب ده تاني.

 

وبالفعل قررت العودة الى منزلي للاستمرار من أجل طفلي وحاولت علاجه كثيرا إلا أنني فشلت فهو لا تدور في رأسه سوى فكرة واحدة وهي "ان يراني برفقة رجل آخر أمام عينيه". 

 

استكملت الزوجة: تعبت كثيرا وفقدت أعصابي أكثر من مرة وقررت فضحه أمام والدته وأهله لعل ذلك يثنيه عن فكرته.. وواجهته أمامهم بأفعاله القذرة إلا أنه أنكر ذلك أمام الجميع واتهمني بالجنون.

 

وأضافت: لم أجد أمامي سوى إثبات ما يحدث بيننا من اتفاقات داخل جدران المنزل وبالفعل قررت أن أخفي الموبايل داخل غرفة النوم وأفتح برنامج التسجيل وإستدرجته في الكلام بالسؤال عن أسباب طلبه الغريب وتظاهرت أمامه بالموافقة حتى فرح كثيرا وبدأ يخطط لتنفيذ ليلة ساخنة داخل غرفة النوم مع أحد الرجال ولكن كانت العقبة بالنسبة له في وجود طفلنا فقرر أن يؤجل تنفيذ مخططه لليوم التالي حتى يستطيع أن يترك نجلنا بمنزل والدتي واتفق معي على كل شيء حتى الملابس التي يجب أن أرتديها وقت دخول راغب المتعة.

 

وتستكمل الزوجة: انتهزت فرصة عدم وجوده بالمنزل لألملم اغراضي وأرحل.. تركته وتركت كل شيء معه ورفضت أي مساعدات مادية منه.. بل وقمت بفضحه أمام عائلته وعرضت التسجيلات الخاصة به.

 

قمت بتربية ابني بمفردي حتى أنشئ منه رجلا يحترم نفسه ويحترم زوجته ويحفظ شرفه ويحافظ على أهل بيته.

 

استمرت رحلة انفصالي عن زوجي لأكثر من 13 سنة لجأت كثيرا للكنيسة دون جدوى حتى استسلمت للأمر الواقع وظللت حتى الآن  "زوجة مع ايقاف التنفيذ" أي زوجة على الورق فقط.

 

«صليبك ولازم تشيليه»..  يترك زوجته معلقة لسنوات من أجل عجوز بالخارج 

 

قصة حب رائعة عاشتها الجميلة "جاكلين" مع خطيبها الذي كان يعمل بالخارج، فكثيرا ما كانت تتبادل الرسائل الغرامية معه وتنتظر لحظة قدومه لاتمام الزواج السعيد.. حتى جاءت اللحظة التي تتمناها أي فتاة وهى لحظة تحديد يوم الزفاف.. استعدادات كثيرة لاختيار افضل ما يكون من طرحة وفستان واكسسوارات وكوافير وميكب حتى تظهر العروس أمام زوجها في أجمل صورها.. وبالفعل ظهرت جاكلين يوم زفافها أمام عريسها وكأنها أجمل امرأة في الكون، فجمالها حقا كان يلفت أنظار جميع من حولها.. لم تمر سوى سنتين فقط على زواجهما حتى انجبت طفلتها الجميلة مريم وذهب الزوج لاستكمال عمله بالخارج ولكنه للأسف لم يعد.. وهذا ليس لظروف عمله ولكن لانه احب سيدة خمسينية وعاش معها بالخارج وترك زوجته وطفلته لاكثر من 4 سنوات.


التقت محررة «النبأ» بالجميلة «جاكلين» والتي  تعمل بائعة في إحدى محلات التجميل لتستطيع الإنفاق على طفلتها دون انتظار المعونة من "الزوج الهارب". 

 

وقالت جاكلين في حوارها لـ«النبأ»: ذهبت إلى كاهن الكنيسة لأشكو له حالي فقال لي «ده صليبك ولازم تشيليه» بل وطالبتها الكنيسة أن تحيا كالأرملة من الناحية الجسدية، وتكتفى بالصلاة، وكأنهم يطالبونها بحياة الرهبنة وهى مازالت متزوجة. 

"ماريان" 35 عاما، نموذج فريد لشقاء عاشته امرأة منذ أكثر من 13 سنة، قضت نصفها تعانى مرارة العيش مع زوج لا تريده، أما النصف الآخر فكان فى محاولة للخروج من هذه العلاقة والتخلص منها، تقول: «أقسمت على نفسى أنى لن أموت واسمه مدون فى بطاقتى»، واصفة حالها بعد أكثر من 7 سنوات قضتها فى محاولات الحصول على الطلاق، ولكن دون جدوى.

لجأت إلى الكنيسة خلال سنوات الزواج الأولى وشرحت لهم معاناتها فى حياتها الزوجية، وأكدت لهم أن زوجها يعانى من أمراض جنسية إلا أن الكهنة طلبوا منها أن تصبر أو تهدده بترك المنزل إلا أن كل تلك الحلول لم تأت بشىء.

بدأت «ماريان» تدور فى حلقة مفرغة من العنف، واعتبر زوجها أن مجرد حديثها عن علاقاتهما الزوجية نوعا من التشهير غير المقبول، فمارس ضدها سلسلة من العنف والإهانات والضرب، فى حين كان أحد الكهنة يؤكد لها أن الوضع سيتبدل بمجرد إنجابها لطفل، وهو ما حدث فعلا، إلا أن الأمور تحولت إلى الأسوأ، حيث بدأ يمارس عليها عنفا أشد، فكانت تهرب إلى بيت أهلها، ثم تضطر إلى العودة بعد عدة أشهر. ظلت "ماريان" 3 سنوات فى بيت أهلها على أمل أن تلجأ للمحكمة فى نهاية السنة الثالثة، وتطلب الطلاق لانفصالها عن زوجها منذ سنوات، وفقا لـ«لائحة 1938» حتى لا تلجأ إلى طلب الطلاق بسبب العجز الجنسى، إلا أن المحامى فاجأها بأن اللائحة تغيرت ولم يعد أمامها إلا الطلاق لعلة الزنى.

وبالفعل رفعت عليه قضية زنى كمحاولة أخيرة للخلاص ولكن سرعان ما شعرت بتأنيب الضمير وأبت أن تلصق بابنه وصمة الزنى، تقول مريان "مش كفاية مقدرناش نوفر له أسرة مستقرة.. كمان هخليه يعيش بوصمة أن أبوه زانى". 

وتضيف «ماريان»: "جوزى عاوزنى أبقى زى البيت الوقف، وأنا خلاص اتعقدت ومش عاوزة أتجوز تانى، بس مش عاوزاه فى حياتى".

وتؤكد أن زوجها توقف عن الإنفاق على ابنهما الوحيد منذ سنوات طويلة، حيث تتكفل والدتها بالإنفاق عليها هى وابنها الذى يتجاوز الثامنة من عمره.

ماريان تقول: "زمان كنت بقتنع بكلام الكهنة لما يقولوا إن طلاق المسيحية اللى لسه متجوزة فضيحة، كمان كنت بخاف على إخواتى البنات يتاخدوا بذنبى ومحدش يرضى يتجوزهم".

أضافت «أيضا اكتشفت بعد فوات الأوان أن اللائحة التى كانت تعطى لها أملًا فى الحياة ألغيت ولم يعد أمامها إلا الإستسلام للأمر الواقع

وتضيف ماريان: «قطعت صلتى بالكنيسة خصوصا بعد أن قال لى الكاهن فى آخر زيارة خلصى نفسك بالمحكمة واحنا هنديكى تصريح زواج"

 

وفي قصة أخرى أغرب من الخيال ترفض محكمة الأسرة تطليق سيدة مسيحية عاشت مخدوعة طوال سنوات زواجها مع رجل خائن وذلك على الرغم من تقديم الزوجة حكم نهائي على زوجها لإتهامه بممارسة "الزنا" داخل مسكن الزوجية.

تسرد "منال" قصتها لـ"النبأ" قائلة: تزوجت منذ أكثر من 15 عاما بعد قصة حب طويلة مع زوجي حتى ان الأهل كانوا يعترضون على  زواجي بسبب سوء سلوك زوجي ولكنني صممت على الزواج منه، بل وأنجبت منه طفلين وبعد زواجي منه بعامين فقط لاحظت تغيرات في سلوكه معي، حيث اعتاد على الخروج والتأخير ليلا والمكالمات الهاتفية الطويلة بصوت هادئ.. شككت في سلوكه وأصبحت افتش وراءه فلم أجد دليلا واحدا ضده يؤكد خيانته.

حتى فوجئت بعد زواجى بسنوات بإرسال صور غرامية لزوجي بصحبة فتاة أخرى على هاتفي من خلال رقم غريب لا اعرفه بل وايضا تم إرسال "مكالمات هاتفية مسجلة"  تحتوي على عبارات جنسية للزوج وعشيقته.

واجهت منال زوجها بالصور والمكالمات فقام بمصارحتها بأنه يحب تلك الفتاة ولا يستطيع البعد عنها فقررت منال اللجوء الى الكنيسة وتقديم الصور والمكالمات التي تؤكد على وجود علاقة جنسية بين الزوج وعشيقته.

ولكن الكنيسة لم تقتنع بذلك على اعتبار أن الدليل على وقوع الزنى غير كاف.

مرت السنوات ويتمادى الزوج في خيانة زوجته حتى تشاء الأقدار أن ينكشف أمره أمام الجميع ويتم القبض عليه برفقة عشيقته داخل مسكن الزوجية وهما في وضع مخل ويتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وبالعرض على النيابة أمرت بإحالة المتهم للمحكمة والتى قضت بحبس الزوج والعشيقة شهر مع النفاذ.  

عادت الزوجة مرة أخرى للمجلس الملى لطلب الطلاق وفي يديها هذه المرة دليل واضح يثبت خيانة زوجها لها ولكن تفاجأ بأن الكنيسة تطلب منها اللجوء للمحكمة لطلب الطلاق.

وعلى الرغم من تقديم الزوجة للحكم النهائي في "واقعة الزنى" الخاصة بالزوج إلا أن المحكمة رفضت تطليق الزوجة لعدم وجود شهادة تغيير الملة.

بعد مرور أيام قليلة على زواجها، اكتشفت فيوليت (39عاما) عادات زوجها الغريبة؛ فهو ينام لعدد كبير من الساعات وتبدو ردود أفعاله شديدة العصبية والتهور ومبالغًا فيها، لا تتناسب مع المواقف، ينهرها أو يضربها لأنها كسرت طبقًا، ولكنها حاولت تهوين الأمر، خاصة أنه لا يبقى طويلا فى البيت.

اكتشفت «فيوليت» بالصدفة روشتات تدل على تردده على إحدى عيادات الطب النفسى واعتياده على تناول أدوية مهدئة بشكل منتظم، مما جعلها تلجأ إلى أحد الكهنة لتشرح له أنها تتعرض لعنف شديد من زوجها وأنه دائم الشك فى سلوكها وتصرفاتها ولكن كان الكاهن دوما يحاول تهدئتها وتصوير الأمر على أنه شىء عادى وطبيعى أن تتعرض للضرب على يد زوجها، مؤكدا أن معظم السيدات يتعرضن للضرب.

ولكن الأمر لم يتوقف عند حد الضرب بل تعدى ذلك إلى محاولات قتل، حيث حاول خنقها، ومرة أخرى هجم عليها بسكين، وفى كل مرة كانت تحاول الانتحار للتخلص من حياتها لكنها تتراجع، وفى النهاية اكتشفت أنها مضطرة أن تعيش مع مريض نفسى وتقول: «حسيت إن حياتى رخيصة وممكن تنتهى فى أى لحظة جنون، فقررت أن أتخلص منها بنفسى إلا أن محاولاتى جميعا باءت بالفشل" 7 سنوات عاشتها «فيوليت» فى عذاب مع رجل لا تطيقه وتفضل الموت على الاستمرار معه، قدمت شكوى إلى المجلس الإكليريكى فطلب الكاهن توقيع الكشف الطبى عليه لبيان حالته النفسية إلا أن زوجها رفض حتى جاءها الحل من السماء، اختفى زوجها أسبوعين كاملين دون أن تعرف عنه شيئا حتى فوجئت باتصال يخبرها أنه سافر إلى ليبيا، بعد أن حصل على عقد عمل، وتركها تبحث عن مصدر للإنفاق على ابنتها.

منذ أكثر من 6 سنوات، لم تعرف فيوليت شيئا عن مكانه ولم يتصل بها تليفونيا للاطمئنان على ابنته حتى أنها لا تعرف إن كان موجودًا فى مصر أم ليبيا. وتضيف: «كنت أتمنى أن أبقى أرملة، على الأقل يبقى شكلى مقبول فى المجتمع» ولا تعيش كالمُعلقة، تحاول أن تتفادى النظرات الطامعة حتى اضطرت إلى ترك المدينة التى كانت تعيش فيها إلى مكان جديد حتى لا يعرفها أحد ولا يسأل عن حالتها الاجتماعية أحد.

"الذى جمعه الله لا يفرقه إنسان"

"من طلق امرأته وتزوج غيرها زنى ومن تزوج امرأة طلقها زوجها زنى"

"أما أنا فأقول لكم من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزنى ومن تزوج مطلقة زنى"

جميعها آيات من الكتاب المقدس "الانجيل" تؤكد عدم جواز الطلاق إلا فقط لعلة الزنى، وهذه الاَيات ما تستند إليها الكنيسة في حرمانها للطلاق أو للزواج الثاني ولعل هذا ما أثار الجدل والهجوم على الكنيسة لعدم موافقتها على الزواج الثاني للمسيحيات والمسيحيين المطلقات والمطلقين مدنيًا، هذه الأزمة المستمرة منذ عهد البابا شنودة الثالث حتى عهد البابا تواضروس الثاني.

ويقول عماد عوض المحامي بالنقض والدستورية والإدارية العليا ان مشكلة قانون الأحوال الشخصية للأقباط تعود إلى عام 2008، حين قصر البابا شنودة الثالث أسباب الطلاق على سببين فقط هما تغيير الملة وعلة الزنى، بعدما كانت لائحة عام 1938 تتيح أسبابًا كثيرة للطلاق، الأمر الذى تسبب فى وجود آلاف الأقباط العالقين فى زيجات فاشلة تنظر قضاياهم فى المحاكم المصرية، بسبب وجود الكنيسة كطرف أصيل فى عقود الزيجات المسيحية يتيح لها التحكم فى قضية الطلاق وإصدار تصاريح للزواج الثانى للأقباط.

مؤكدا أن الطلاق يتم عند المسيحيين حاليا في حالات معينة أبرزها تغيير الملة او علة الزنى او تغيير الدين او وجود اي سبب من اسباب بطلان الزواج، فمثلا "ان تكون الزوجة غير بكر او يكون الزوج لديه عنة" وفي هذه الحالة يتم الحصول على شهادة ببطلان الزواج لانه بنى على غش.

وفي حالة تغيير الملة او الطائفة يتم تطبيق الشريعة الإسلامية.ويتم تغيير الملة عندما يصل أحد الزوجين إلى طريق مسدود في الكنيسة ويتم توجيههم الى المحكمة للحصول على الطلاق.

ويتم الحصول على شهادة تغيير الملة من كنائس البروستانت أو الإنجيلية أو الكاثوليك.

وفي هذا الأمر استطلعت "النبأ"، رأي الخبراء والمتخصصين، حيث قال المستشار يوسف طلعت المستشار القانوني للطائفة الإنجيلية، إنه من أبرز ملامح قانون الأسرة الجديد للمسيحيين في مصر هو إلغاء ما يتعلق بتغيير الملة كأحد أسباب الطلاق.

فيما قال المستشار جميل حليم، المستشار القانوني باسم الكنيسة الكاثوليكية، إنه تم الاتفاق على كل بنود مشروع قانون الأحوال الشخصية الخاص بالمسيحيين الموحد.


وأضاف حليم أنه تمت إضافة فقرات في المواد التي تخص الطوائف المسيحية، بالإضافة لإضافة فصل صغير يخص الانفصال بالكنيسة الكاثوليكية.. ومن المقرر أن يكون به ٥ بنود.

فيما وجهت النائبة البرلمانية نادية هنري، شيخة بالكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، عدة تساؤلات لقادة الكنائس حول مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين، الذي تم الاتفاق على كل بنوده.


وجاءت التساؤلات كالتالي: هل التعديلات في قانون الأحوال الشخصية ستساهم في تماسك الأسرة المصرية وبالأخص المسيحية؟، وهل تقوم المؤسسات الدينية بتفعيل وضبط الضمير الأخلاقي والفهم اللاهوتي للدستور الإنجيلي "الكتاب المقدس"؟، أي أن يتزوج الرجل بامرأة واحدة، ولا يوجد طلاق حسب تعاليم الكتاب المقدس، وفي الزواج المسيحي أيضًا نؤمن بأنه اكتمال للإنسان وللإنسانية.


وقالت "هنري" ان المسيح عليه السلام قال حسب ما جاء في العهد الجديد بالكتاب المقدس (مت 19: 8) "قَالَ لَهُمْ: إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا." فهنا يريد المسيح أن يقول لنا بأن كتاب الطلاق وجد من أجل قساوة القلوب.


وطالبت النائبة البرلمانية، الإدراك الحقيقي لمعني الزواج وبالعمل على تكثيف الوعي والتدريب والتعليم قبل الزواج وعن مفهوم الله من الزواج وألا يتم الزواج إلا بعد الانتهاء من هذا التدريب.


وتابعت "هنري" تساؤلاتها: هل الحل أمام المشكلات الأسرية يعطي الحق في التوسع بأسباب الطلاق؟
واختتمت: أن العقيدة المسيحية تؤمن بمفهوم التبني، فهل سوف نجده في قانون الأحوال الشخصية للمساهمة في مجتمع صحي لأطفال بلا أهل كاليتامى وأطفال الشوارع.

 

من جانبه قال يوسف طلعت محامي الكنيسة الإنجيلية وممثلها القانوني لدى اللجنة المختصة بوضع قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، إن ممثلي الطوائف المسيحية الثلاث الكبرى الإنجيلية والأرثوذكسية والكاثوليكية اتفقوا بالإجماع على تشريع المساواة بين الذكر والأنثى في قضايا المواريث المسيحية ولجميع الدرجات العائلية، مؤكدًا أن الكنائس خصصت بابا للمواريث في مشروع قانون الأسرة المسيحية الجديد.

 

يذكر أن أبرز المواد التي وردت بالقانون الجديد الموحد تتمثل في: الاحتكام لشريعة العقد في الطلاق لوقف مافيا شهادات تغيير الملة - منع الزواج الثاني لمن طُلق لعلة زناه أو غيّر الدين أو انضم لطائفة مسيحية أخرى- الاقتصار على أن يكون الزواج من نفس الطائفة- النص على موانع الزواج التي أبرزها الإصابة بالإدمان المزمن- النص على 10 أسباب لبطلان الزواج- حظر إثبات النسب بقصد التبني أو الاتجار بالبشر- السماح بالتطليق إذا ترك الزوج المسيحية إلى الإلحاد- السماح بالطلاق المدني بسبب "الفرقة" مع استحالة الحياة الزوجية- إعطاء الحق للكنيسة في الزواج الثاني من عدمه- توسيع مفهوم الزنى الحكمي وعدم قصرها في العلاقة الجنسية فقط.