رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور.. جهات «سيادية» وراء استبعاد «10 كهوف» من الخريطة السياحية

رسومات على الكهورف
رسومات على الكهورف


تمتلك مصر العديد من المقومات السياحية المختلفة، ورغم ذلك فإنها تجد إهمالًا كبيرًا في الترويج لها والإعلان عنها، ومن أبرز أنواع الإمكانيات السياحية المهملة في مصر هي «الكهوف».


وتتمتع مصر بوجود العديد من الكهوف المختلفة ذات طبيعة جيولوجية أو بيولوجية وآثرية وتاريخية، وتستطيع مصر تحقيق المزيد من التدفق السياحي عند الإعلان والترويج لهذه الكهوف؛ لاسيما أن هناك العديد من السائحين يستهدفون الكهوف من أجل أغراض عديدة سواء كانت تعليمية أو استكشافية أو علاجية أو ترفيهية، ما جعلها مقصدًا سياحيًا لكثير من السائحين ومحل اهتمام العديد من الدول لاستغلالها سياحيًا كأحد مقومات جذب السائحين.


وتتنوع «الكهوف» في مصر ما بين «بحرية» بمدينة دهب في سيناء، أو كهوف تاريخية مثل كهف روميل بمدينة العلمين بمطروح، أو كهوف جيولوجية مثل كهف وادي سنور في بني سويف وكهف الجارة بصحراء الفرافرة محافظة الوادي الجديد، أو كهوف أثرية تحوي رسومات للإنسان البدائي عمرها آلاف السنين مثل كهوف جبل العوينات بجنوب غرب مصر، وكذلك كهوف منطقة الجلف الكبير والتي تضم كهف السباحين، وكهف المستكاوي، وكهف تشاو، وكهف الوحوش، الأمر الذي يشير لامتلاك مصر كنزًا كبيرًا ومنتجًا جديدًا تستطيع أن تُروج له في المعارض الخارجية؛ لجلب أكبر عدد من السياح لمصر.


ولكن الواقع يشير إلى أن الكهوف في مصر مهملة لا يقصدها سوى العلماء والجيولوجيين والمستكشفين لمساعدتهم في عملهم والتعرف على طبيعة الصخور والتربة من الناحية الجيولوجية، ولا تحاول وزارة السياحة وضعها على الخريطة السياحية رغم أهميتها.


وعلمت «النبأ» أن جهاتٍ سياديةً سبب عدم وضع هذه «الكهوف» على رأس الخطة التسويقية؛ لمنع دخول أي شخص للصحراء الغربية في الوقت الحالي، لذا يصعب الترويج للكهوف المتواجدة في الصحراء الغربية فقط إلا بعد الحصول على تصاريح أمنية لدخولها بعد معرفة هوية من يريدون الدخول وإجراء التحريات اللازمة عنهم.


ولكن باقي الكهوف المتواجدة في مصر لم تمنع الجهات الأمنية الترويج لها أو دخولها، وعلى سبيل المثال الكهوف البحرية بدهب يستهدفها السياح ممن يعرفونها وسبقوا أن ذهبوا لها من خلال المجهودات الفردية التي يقوم بها المستثمرون للترويج لمنطقة دهب، ولم نرَ وزارة السياحة تتحدث مرة عن الكهوف المتواجدة في مصر أو حتى تشير لها في أى من المعارض ويقتصر الأمر فقط للترويج للسياحة الشاطئية في عدد من الوجهات في مصر.


كما استطاعت أن تروج وزيرة السياحة الدكتور رانيا المشاط لفكرة الإصلاح الهيكلي في وزارة السياحة التي لم نرَ شيئًا ملموسًا منها على أرض الواقع، رغم أنها تحظى باهتمام أكثر من الترويج للوجهات والمنتج السياحي المصري، ومن أهم الكهوف الموجودة فى مصر:


كهف روميل بمرسى مطروح:

يقع على جزيرة صغيرة سميت باسم روميل أمام الميناء الشرقي لمدينة مرسى مطروح ويبعد ٢.٥كم عن المدينة وهو كهف في باطن الجزيرة وكان مركزًا لقيادة قوات المحور إبان الحرب العالمية الثانية، ويضم بعض مقتنيات القائد الألماني روميل المهداة من ابنه لمصر مثل "خوذته وملابسه الخاصة، والمعطف الجلدي، والمنظار الخاص به"، وهناك الكثير من الأدوات الحربية، وخرائط سير معركة العلمين الشهيرة في الحرب العالمية الثانية، والتي كتب روميل ملاحظاته عنها بخط يده، ومن ضمن محتويات الكهف، الخريطة التفصيلية لمعركة "الغزالة" التي تشير إلى مهارة القائد الألماني التي خاضها بالصحراء الغربية.


كهف وادي سنور

كهف «وادي سنور» هو الأقدم في العالم ويقع ببني سويف ويعتبر أقدم محمية في العالم بعد أن أعلن رسميا محمية طبيعية في عام 1992 وتم اكتشافة بالصدفة من قبل العمال المنقبين عن الرخام والجرانيت، وهو يقع شرق مدينة بني سويف ويبعد عن القاهر بما يقرب من 200 كيلو متر كما يمتلئ بتراكيب جيولوجية تعرف بالهوابط والصواعد من حجر الالباستر تتخذ أشكالًا رائعة، كذلك فإنه يمتد داخل الأرض لمسافة 700 متر بعد أن يصل لعمق 15 مترًا واتساعه حوالي 15 مترًا وهو مكون من ترسيبات كلسية في أشكال مختلفة عن بعضها البعض كما يعتقد الجيولوجيون أنه يوجد كهف آخر تحت كهف سنور ولكن لم يكتشف بعد.


اكتشف العلماء أن التكوينات الطبيعية للكهف نادرة جدا في العالم مما جعل له أهمية عالمية ولندرته أصبح مزارا عالميا متفردا ثقافيا وعلميا بالنسبة للباحثين والدارسين في علم الجيولوجيا.


فلا يوجد مثيل له إلا في كهف واحد يوجد في ولاية فيرجينيا الأمريكية والتكوينات الصخرية التي به تكونت عبر ملايين السنين علاوة على اكتشاف سد أثري من العصر الروماني يبعد عن الكهف بحوالي 2.5 كيلو متر جنوب شرق كهف وادي سنور.


وكهف «وادي سنور» به أغلى أنواع رخام الالباستر في العالم والذي تصنع منه أواني الزينة ويحتوي على الصواعد والهوابط والستائر والعماويد الرائعة الجمال وهو عبارة عن حجرتين كبيرتين جدا وبها التكلسات على إشكال رائعة مثل الشعب المرجانية والفاكهة كالكمثرى والجزر وجذوع الشجر وهو شكله هلالي وحوله طرق دائرية وجبال صخرية تزيد من جماله وروعته.


وتم تزويد الكهف بإضاءة باردة باستخدام الألياف الضوئية حتى لا تؤثر على الهوابط والصواعد الهشة.


كهف الجارة

"الجارة" مغارات على عمق 50 مترا في باطن الأرض بين الوادي وأسيوط، اكتشفه الألماني جيرهارد رولفز عام 1873 أثناء رحلته إلى واحة الكفرة الليبية.


كهف "الجارة" عبارة عن مجموعة مغارات على عمق أكثر من 50 مترا نزولا في باطن الأرض في قلب الصحراء الغربية بين الواحات البحرية ومحافظة أسيوط بمنتصف صحراء الفرافرة بالقرب من وادي محرق بعد محمية الصحراء البيضاء بحوالي 7 كيلومترات شرقًا باتجاه أسيوط.


كهف الجارة ذو أبعاد سحرية نشأ كنتيجة طبيعية للماء النقي ومناخ الصحراء الجاف خلال ملايين من السنين، وهو يخالف كل كهوف المنطقة فى تكويناته وشكل ترسيباته الرائعة، حيث تبدو الأشكال الرسوبية الهابطة والصاعدة أشبه ما تكون بشلالات نارية، وهي نتيجة لملايين من الأمتار المكعبة من المياه الأرضية التي تسربت خلال رمال الصحراء منذ ملايين من السنين وخلقت هذا الكهف الأرضي ثم جرى ترسيبها وتكثيفها بفعل الحرارة الشديدة وتصل ارتفاعات التكوينات الرسوبية حسب وصف رولفز إلى ثلاثة أو أربعة أقدام.


كما يوجد على جدران الكهف رسوم جدارية تمثل الأنشطة التي كان يعتادها الإنسان القديم والتي كانت توحي بأن تلك الكهوف كانت مأهولة منذ القدم وشهدت العديد من مظاهر الحياة القديمة بها.


وتمثل الرسوم الجدارية الأنشطة المعتادة لإنسان تلك المنطقة مثل الصيد واللعب وترجع الرسومات لعصو الهولوسين الرطب والبقايا الكائنة على السطح ترجع إلي ٨٦٠٠ عام مضي.


الكهوف البحرية بدهب

تحوي دهب على كهفين من أروع الكهوف البحرية.


الكهف الأزرق الذي يطلق عليه "البلو هول" ويقع على مسافة ١٠كم، شمال دهب وهو سرداب في البحر وعمقه يصل ٦٠ مترًا تعيش فيه مجموعة نادرة من الأسماك متعددة الأنواع والأشكال والألوان.


كهف الكانيون

يطلق عليه مكان العجائب فهو كهف داخل البحر وفتحته على عمق ٢٠مترًا ويقع على بعد ٥٢ مترًا ويعد كهف محبب لدى الغواصين فهو محطة غوص للمحترفين من جميع جنسيات العالم ممن يعشقون الغوص؛ لما فيه من شعاب مرجانية فريدة وجذابة.


كهوف الجلف الكبير

تتمتع منطقة الجلف الكبير بأقصي جنوب غرب مصر بعدد من الكهوف التي لاقت اهتمامًا كبيرًا من العديد من المستكشفين ويحتوي كهوف الجلف الكبير على عدة كهوف وهي كالتالي:


كهف السباحين

يقع كهف السباحون أسفل وادي صورة الذي يقع في الجنوب الغربي لمصر بطول الحافة الغربية لسهل الجلف الكبير، وتم إكتشاف الكهف في أكتوبر ١٩٣٣، وأطلق عليه كهف الجلف الكبير قبل اكتشاف الكهوف الأخرى الموجودة بالمنطقة، ويحتوى الكهف على نقوش ورسومات لأشكال إنسانية وحيوانية تمثل مشاهد حية حقيقية للحياة اليومية في هذا المكان لفنون العصور الحجرية، وتوضح الرسومات أشخاصًا يسبحون لذلك تم تسمية الكهف بالسباحين.


كهف القنطرة "كهف تشاو"

تم اكتشاف هذا الكهف عند إرسال البعثة الاستكشافية عام ١٩٣٥ بقيادة «كندي تشاو» الذى اكتشف معظم الجزء الجنوبي من سهل الجلف الكبير، وتم العثور بداخل هذا الكهف على إبداعات العصور الحجرية والتي تمثلت في رسم العنصر الحيواني، وتضمنت الرسوم قطيعًا من الأبقار والماعز تسير من يسار الكهف ليمينه في شكل أفقي.


كهف المستكاوي

تم اكتشاف الكهف عام ٢٠٠٢ على يد بعثة أثرية بقيادة العقيد أحمد المستكاوي وهو من الرحالة المعروفين بالصحراء الغربية، وهذا الكهف من الاكتشافات الحديثة لفن العصور الحجرية في الحافة الجنوبية الشرقية لهضبة الجلف الكبير، أما الكهف فهو نتوء طبيعي في بطن جبل صخري وعرض الكهف ١٠ أمتار وارتفاعه ٥ أمتار ويتميز الكهف برسومة المتراكبة فوق بعضها لأشخاص ذوي بشرة سمراء ممسكين بأيديهم سهامًا وحرابًا للصيد أو الحرب ومجموعة من الحيوانات مقطوعة الرأس ومعهما أبقار وماعز وغزلان وزراف ونعام وعدد من الايادي المدموغة على جدران الكهف في كل مكان وباحجام مختلفة.


كهف الوحوش

تم اكتشاف هذا الكهف في عام ٢٠٠٢ ويقع في وادي صورة بهضبة الجلف الكبير على الحدود الجنوبية الغربية لمصر مع ليبيا والسودان ويحتوى على رسومات لأشكال بشرية راقصة وحيوانات غريبة بلا رأس وأكثر من ٥٠٠٠ صورة مرسومة بالألوان أو محفورة بالصخور ويرجع تاريخ هذه الرسومات لـ ٨٠٠٠ عام على الأقل قبل الميلاد.