رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الهند.. العملاق الصاعد «4»

أحمد عز العرب
أحمد عز العرب



ورغم أن الهند تظل مقر أكبر عدد من الفقراء في العالم فإن طبقتها الوسطى تنمو وتصل حاليًا إلى نحو ثلاثمائة مليون شخص طبقًا لما قدره مركز بيو البحثي أو مائتين وسبعين مليون شخص كما يقدره المجلس القومي للتطبيق الإقتصادي، حسب طريقة قياس حجم الطبقة الوسطى.



وفي عام 2007 صدر تقرير مركز ماكينسكي الذي يقول أن حجم الطبقة الوسطى إذا قيس على أساس هؤلاء الذين يتراوح حجم الدخل السنوي لأسرهم بين أربعة آلاف دولار و22 ألف دولار فإن حجم الطبقة الوسطى في هذه الحالة يصل إلى ستمائة مليون شخص بحلول عام 2025.



ونمو الطبقة الوسطى يؤدي إلى سوق قوي وهو ما يفسر لماذا تصنع الشركات الدولية العملاقة مثل آبل وكسياومي وبوس وويرلبول، لماذا تضع هذه الشركات الهند تحت نظرتها الفاحصة، فكل هذه الشركات العملاقة عابرة القارات تنتج بضائعها الآن في الهند بسبب السوق الهندي الذي يزداد نموًا، فالهند حاليًا تتفوق على الصين كأكبر سوق في العالم للموتوسيكلات والدراجات البخارية منذ عام 2016 وأصبحت الهند كذلك سوقًا عالمية لإنتاج السيارات ينتج نحو ثلث السيارات الصغيرة التي تباع في العالم كله.




ولم تصل الهند بعد إلى نفس المستوى في إنتاج السيارات الكبيرة لكن شركات فورد وهيونداي وماروتي سوزوزكي وتاتا تصنع كلها سيارات في الهند.


 

وبصفة شاملة فإن صناعة وسائل النقل الهندية أنتجت في عام 2016 أقل قليلًا من كوريا الجنوبية وأكثر من المكسيك وكلا الدولتين من الدول المنتجة الكبرى للسيارات ورغم أن الهند مازالت في حاجة إلى عمل الكثير لتطوير قاعدة تصنيعية فإن التقدم الذي أحرزته في مجال صناعة السيارات كان خطوة ضخمة في خلال الخمسة عشر عامًا الماضيين.



الهند تبدأ النظر لنفسها كقوة قائدة:


تطالب الهند علنًا الآن بدور جديد مركزي في العالم، ويتزايد ترجمة دورها في القوة الاقتصادية إلى قوة عسكرية، وتعتبر الهند نفسها حاليًا كجظء من نادي الدول المتميزة نتيجة التكنولوجيا الدفاعية المتطورة والتي تتضمن برنامج تسليح نووي.



والهند كذلك قوة في مجال الفضاء، وقد أرسلت قمرًا صناعيًا للقمر عام 2008 وتعمل على إرسال آخر حاليًا.



وفي عام 2014 أرسلت سفينة فضاء لمدار حول كوكب المريخ، وكانت تكاليفها جزءًا صغيرًا من آخر سفينة فضاء أمريكية أرسلتها وكالة ناسا الفضائية.



وتركز الهند اهتمامها بمنطقة المحيط الهندي فتعزز علاقاتها الدفاعية بالدول المحيطة بها، كما تبني سلاحًا بحريًا للمياه العميقة، وطبقًا لتقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فإن لدى الهند حاليًا حوالي مليون وأربعمائة ألف جندي في جيشها العامل وحوالي مليون ومائتي ألف جندي في الاحتياط، ويقدر معهد أبحاث السلام الدولي باستوكهولم أن الهند قد أصبحت خامس ميزانية إنفاق عسكرية في العالم عام 2016 متقدمة بذلك على كل من فرنسا وبريطانيا.