رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الحكومة تستعين بـ«شركة صينية» لحل أزمة «الكثافة الطلابية» داخل الفصول

الكثافة فى الفصول
الكثافة فى الفصول


فى خطوة هي الأولى من نوعها في مصر، تُخطط الحكومة لبناء «فصول متنقلة» لتركيبها فى المناطق التى تعانى نقصًا في عدد الفصول التقليدية وتكدسًا في عدد التلاميذ، بالشراكة مع إحدى الشركات الصينية، المتخصصة في تطوير برمجيات الكمبيوتر وتكنولوجيا التعليم، كأحد الحلول غير التقليدية، التي تسعى الحكومة إلى تنفيذها، للحد من "الكثافات الطلابية" داخل الفصول بالمدارس، باعتبارها على رأس المشكلات التي تطارد وزارة التربية والتعليم مُنذ عدة سنوات.


ومؤخرا ناقش رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، مع وفد من شركة "نت دراجون" الصينية، المتخصصة في تطوير برمجيات الكمبيوتر وتكنولوجيا التعليم، إنشاء؛ "فصول ومدارس متنقلة"، للحد من الكثافات الطلابية داخل الفصول التقليدية، كما وجه "مدبولي" وزارتي؛ التربية والتعليم والدولة للإنتاج الحربى، بالتنسيق مع الشركة الصينية، لبحث آليات تنفيذ المشروع في أسرع وقت بدء من العام المقبل.


وأعلن الدكتور طارق شوقى" وزير التربية والتعليم في ديسمبر 2018، نية التربية والتعليم لإنشاء؛ فصول متنقلة، لحل مشكلة الكثافات الطلابية التي تعاني منها المدارس، موضحًا أنها تشبه المباني المسبقة التجهيز التي يستخدمها المهندسون أثناء العمليات الإنشائية، ويمكن تركيبها بسهولة نسبية على أرض فضاء لحل المشكلة في منطقة بعينها، مؤكدًا: "ستكون بمثابة حل مؤقت أو مرحلي لأزمة كثافات الفصول، لحين إتاحة الأراضي والمباني الثابتة.


وتعاني وزارة التربية والتعليم من أزمة الكثافة الطلابية، حيث تصل إلى نحو 120 تلميذًا، في الفصل الواحد ببعض الأحيان، حسبما كشفت عنه دراسة أعدتها النائبة ماجدة بكرى، وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب، مُشيرة إلى أن الدولة تحتاج إنشاء 61 ألف فصل دراسي جديد لخفض الكثافة في الفصول لتصل إلى 45 طالبا في الفصل، خاصة وأنه وصلت الكثافة في بعض المناطق الآن إلى 90-120 طفلا في الفصل الواحد مقابل مناطق أخرى بها مدارس ولا يوجد بها طلاب.


ووفقًا لما أكده الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، فإن عدد الفصول المطلوب توفيرها، لتغطية الاحتياج حتى نهاية عام 2021، يبلُغ نحو 259 ألف فصل، من بينها نحو 61 ألف فصل لحل مشكلة الكثافات الطلابية، فيما يجري حاليًا تنفيذ 1444 مشروعًا تعليميًا، بإجمالي 23 ألف فصل، ليظل عجز الفصول بالمدارس نحو 38 ألف فصل تعليمي.


ومع بدء تطبيق النظام التعليمي الجديد مع انطلاق العام الدراسي 2018 2019، لم تكن تلك الأزمة بعيدة عن طرح حلول لها، إلا أنها تحتاج إلى 10 سنوات وفقا لما أكده وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، قائلا: "إننا نحتاج 200 ألف فصل لحل الكثافات، وكثافة الفصول مش هتتحل إلا بعد فترة زمنية تحتاج 10 سنوات ونحتاج 100 مليار جنيه، للقضاء على الكثافة".


وأكد طارق شوقي أن مشكلة الكثافة والأرقام تم وضعها أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن مشكلة الكثافة تحتاج إلى أراض وأموال، لافتا إلى أن برنامج الحكومة يحتوي على بناء 200 ألف فصل.


من جانبه يرى الدكتور محمود حمزة، الخبير التربوي ورئيس قطاع التعليم سابقا، إن الفصول المتنقلة حلال عملي لمواجهة الكثافة السكانية خاصة في المناطق ذات الكثافة الكبيرة والتي يصل فيها سعة الفصل الواحد لأكثر من مائة وعشرين طالبًا، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة منتشرة في عدد من الدول كالبرازيل وجنوب إفريقيا من خلال؛ أتوبيسات مُجهزة بالكتب والمدرسين، ومقاعد الطلاب التي تنقل من مكان لآخر، وتقدم لهؤلاء الطلاب، كما أن هناك دول تقوم بناء أكشاك داخل فناء المدرسة على شكل فصول.


وأشار إلى أنه بالرغم من أن؛ الفصول سريعة التركيب، ستساهم بشكل كبير في الحد من الكثافة الطلابية في المدارس، التي تعاني من تكدس التلاميذ، إلا أنها في المُقابل ستكون على حساب الفراغات وأماكن الأنشطة الطلابية كالملاعب في تلك المدارس.


وأضاف أن المشكلة أن الفصول المتنقلة تحتاج إلي توفير المدرسين والكتب والأدوات الدراسية، بجانب أن أولياء الأمور لن يقبلوا على تطبيق تلك الخطوة بسهولة، كما أن الفصول المتنقلة من الصعب تحركها في أكثر من منطقة، فقد تدون في نطاق الإدارة التعليمية فقط، وهناك تناقض في كثافة الفصول من قرية لأخرى ولكن التجربة تستحق للدراسة والتجربة وإن كان من المستحيل تطبيقها في العام المقبل.


وأضاف "حمزة"، أن تجربة الفصول المتنقلة ليست جديدة فقط استخدمت مُنذ عام 2008، لتعليم أطفال الشوارع، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، لجذب هؤلاء الأطفال من الشارع إلى المدرسة مرة أخرى.


ومن جانبه قال الدكتور أحمد السعيد، الخبير التربوي، والأستاذ بكلية التربية جامعة بنها، إن الفصول المتنقلة وسيلة فعالة للقضاء على الكثافة الطلابية ونجحت في عدد من الدول النامية، والصين قامت بتنفيذ التجربة في عدد من الدول الإفريقية ونجحت بالفعل؛ لذلك يتوقع لها النجاح في مصر، خاصة أن التكلفة بسيطة وسهلة التنفيذ؛ فالفصل الواحد يركب ويحل ليستخدم في مكان تانى مثل أكشاك شركات المقاولات.


وطالب الخبير التربوي، الحكومة بمناقشة المقترحات العديدة التي طُرحت داخل البرلمان بشأن مواجهة ظاهرة كثافة الفصول.