رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

احتفل بها «جوجل» اليوم.. من هى الشاعرة جميلة العلايلى؟

جميلة العلايلي كما
جميلة العلايلي كما احتفل بها جوجل


يحتفل جوجل، محرك البحث العالمي، اليوم الأربعاء، بمناسبة مرور 112 سنة على ميلاد الشاعرة المصرية جميلة العلايلي، على طريقته الخاصة، بوضع صورة كرتونية تمثلها، على صفحته، وهي تكتب وتحيطها الورود، وخلفها مكتبة مليئة بالكتب.




من هي جميلة العلايلي؟






شاعرة مصرية من مواليد المنصورة، ولدت 20 مارس، لعام 1907، كانت تتردد على القاهرة بين الحين والأخر لشغفها بالأعمال الأدبية والفنية، وحضور صالونات مي زيادة -التي تأثرت بها بشكل كبير حتى أصبحت من المقربين إليها- وعروض وحفلات الأوبرا الملكية، وبعد أن أثنى بعض الأدباء على شعرها قررت الانتقال للقاهرة للإقامة بها، حيث قام الناقد الكبير الراحل الدكتور محمد مندور، بوصفها في كتابه «الشعر المصري بعد شوقي» بكونها «شاعرة الوجدان النسائي»، تأثرت في شعرها بمدرسة أبوللو، التي تتسم بالرومانتيكية، الحزينة، فمال شعرها إلى الحيرة والاغتراب وأخذ نزعة إلى التصوف، كسمات تلك المدرسة.

فهي القائلة في قصيدتها حب المحال من ديوانها «صدى أحلامي»:

سلني مليك عواطفي المحبوبـا.. سَلْني عن الحُبِّ المُذِيب قُلوبا

حب المحال أصابَ مَعْقِل مهجتي.. فعرَفتُ فيه الصَفْو والتَّعْذيبا

يا حسرةً تُفني منــاهِلَ رغبــتي.. يا نزعةً تُحيي الفؤادَ طَرُوبا






قارن الشاعر أحمد زكي أبوشادي، رائد مدرسة أبوللو الشعرية، بينها وبين الشاعرتين الفلسطينية فدوى طوقان والعراقية نازك الملائكة، من خلال ديوانها «صدى أحلامي»، في درجة التحرر من التقاليد في أشعارهن، وأشاد بجرأتها على التعبير عن مشاعرها وعواطفها بصدق وشجاعة فرأى في الديوان أنه بمثابة "ثورة على تقاليد الجيل السابق من الشاعرات المتحفظات في إبداء ما يختلج بصدورهن من عاطفة ووجدان"، فقال: «لكي نقدر جميلة العلايلي التقدير الذي تستحقه مواهبها ،لا يجوز أن نغفل مقارنة أدبها بأدب الجيل السابق، لقد كانت شاعرات ذلك الجيل حريصات على وأد عواطفهن، فكان محرما عليهن شعر الوجدان الفطري، وكانت العاطفة عندهن محصورة في الرثاء وتحية الأهل وتوديعهم، ولكننا في هذا الشعر الجديد نلمح ثورة جديدة على تلك التقاليد البالية، فنجد صاحبته كاشفة في اطمئنان وفي دقة وشجاعة عن دخيلة نفسها في صدى أحلامها المنغومة»، قامت «جميلة» بالانضمام إلى جماعة أبوللو، لتصبح الشخصية النسائية الوحيدة فيها، وكانت واحدة من الأصوات الشعرية الأصيلة في المدرسة، كما لقبها الشاعر والإعلامي المصري فاروق شوشة بـ"شاعرة الوجدان النسائي".






أوضحت الشاعرة المصرية جميلة العلايلي أنها تتأثر بشكل خاص بعدة شخصيات أدبية عندما قالت: "مَثلى الأعلى منذ وعيت فى الأدب أديبة الشرق النابغة مي زيادة، ومَثلى الأعلى فى كفاحي الاجتماعي والوطني زعيمة النهضة النسائية هدى هانم شعراوى، ومَثلي الأعلى فى الشعر رائد الشعر الحديث ومؤسس جماعة أبوللو الدكتور أحمد زكى أبو شادى، ورغم تأثّرى بهؤلاء فقد كان لي أسلوبي الخاص فى كل كفاح قمت به بإلهام من الله".


ما الذي جعل جميلة العلايلي تتميز عن غيرها من الأديبات العربيات في عصرها؟

ما جعلها تتميز هو التنوع في اسهاماتها الثقافية من الشعر والرواية والمقالات الصحفية، فقد كتبت جميلة في شتى أغراض الشعر من حب وشكوى وألم وتأمل وغيرها، حيث وصفت الأديبة السورية «وداد سكاكيني» ديوان جميلة العلايلي «نبضات شاعرة» بأنه أول ديوان شعري تنشره المرأة العربية في نهضتنا الحديثة، متجاوزة شعر البدايات لعائشة التيمورية وملك حفني ناصف "باحثة البادية".

أعمال الشاعرة الأدبية:
توالت أعمال الشاعرة بعد أن استقرت في القاهرة، فصدر ديوانها الأول عام 1936 تحت عنوان «صدى أحلامي» والذي أثنى عليه الروائي الكبير محمود البدوي قائلا: «ديوان صغير الحجم أنيق الشكل جيد الشعر عذبه، فيه روح الفنانة الملهمة والشاعرة المطبوعة على قول الشعر دون تكلف ولا صنعة ولا محاكاة، ولا يعيبه كثرة ما فيه من نواح وشكوى وأنين، فهذا كله لا بأس به إذا جاء من المرأة، ومن فتاة كجميلة العلايلي ،فنانة بطبعها تعشق الحرية وتتعلق بالمثل العليا، وتحس بثقل البيئة الخانقة التي تكتم أنفاسها وتهيض جناحيها وتبدد أحلامها الذهبية وتذيب في صدرها أمانيها العذاب، وفي الديوان قطع شعرية جزلة تحسد عليها، وقصيدة تديرها الشاعرة دوران القصة القصيرة، وهذا توجيه منها حسن ومقبول يحبب الشعر إلى نفوس القراء الذين انصرفوا عنه مع الأسف إلى القصة».

بالإضافة إلى صدور ديوانها الثاني «صدي إيماني» عام 1976 ( أي بعد أربعين عاما من الديوان الأول) وفيه جمعت شعرها الصوفي والايماني، وكانت جميلة ترسل قصائد إلى مجلات عربية رائدة في ذلك الحين كالرسالة والأديب والثقافة، كما أنها أصدرت مجلة "الأهداف" عام 1949 واستمرت في الصدور قرابة 26 عاما، وكانت مجلة إصلاحية تركز على القضايا الاجتماعية والأخلاق، كما صدرت لجميلة أيضا دواوين: نبضات شاعرة، وصدى إيماني، وهمسات عابدة، وآخر المطاف.


وبرغم ما ذكر عن ما حققته الشاعرة في مجال الأدب إلا أنها كانت عازفة عن المشاركة بقوة في الاجتماعيات؛ واتضح ذلك في كلام المؤرخ الأدبي وديع فلسطين عنها عندما قال: "لم تكن جميلة تكاد تغادر البيت إلا قليلا؛ إذ كان دورها إلى جانب رعاية ابنها جلال أن تشرف على تحرير مجلة 'الأهداف' فيما كان زوجها يضطلع بشؤون المجلة الإدارية والمالية، فلما توفي زوجها انتقلت جميع هموم الإدارة إلى جميلة، حتى ناءت بها لتضاربها مع طبيعتها، ولانعدام خبرتها بالمعاملات الإدارية وإمساك الدفاتر الحسابية".

توفيت جميلة العلايلي في 11 أبريل1991، عن عمر يناهز 84 عامًا.