رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«فرملة» معركة مارس.. أسئلة «ملغومة» تكشف أسباب الهروب الكبير من انتخابات الصحفيين «تقرير»

ضياء رشوان ورفعت
ضياء رشوان ورفعت رشاد - تعبيرية


بعد 5 أيام من فتح باب الترشح، أغلقت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي جمال عبد الرحيم، أبوابها، أمس الخميس، ووصل عدد المرشحين إلى 11 لمنصب "النقيب" أبرزهم ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ورفعت رشاد، عضو مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم".


بينما بلغ عدد المرشحين على عضوية المجلس 52 مرشحًا فى انتخابات التجديد النصفي التي ستجرى في شهر مارس المقبل على مقعد النقيب الذي يشغله حاليًا عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، و6 من أعضاء المجلس المنتهية مدتهم، وهم الزملاء حاتم زكريا وخالد ميري ومحمد شبانة وإبراهيم أبو كيلة وأبو السعود محمد ومحمود كامل.


اقرأ أيضًا: أميرة العادلى: أخوض انتخابات الصحفيين تحت شعار "نقابة تعبر عننا".. وسأعلن برنامجي الأسبوع المقبل



ورغم التوقعات بين العاملين في بلاط صاحبة الجلالة بسخونة معركة انتخابات التجديد النصفي التي ستجرى في شهر مارس المقبل؛ إلا أنّ الملاحظ هو "قلة" عدد المرشحين في تلك الانتخابات، مقارنةً بالمعارك الماضية، رغم الزيادة الكبيرة التى حدثت طوال السنوات الماضية في الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين.


بالرجوع قليلًا إلى الوراء، نجد أنه في انتخابات التجديد النصفي التي أجريت في عام 2013، كان عدد المرشحين 5 على منصب النقيب، أبرزهم، عبد المحسن سلامة، وضياء رشوان، فيما تنافس على 6 مقاعد عضوية بالمجلس 47 مرشحًا.

 

أما في انتخابات التجديد النصفي التي أجريت في 2015، فكان عدد المرشحين كاملا 53 على منصب النقيب وأعضاء المجلس، ووصل إلى 80 مرشحًا، 7 على مقعد النقيب، و73 مرشحا على عضوية مجلس النقابة، وتقلص عددهم إلى 70 عقب استبعاد اثنين وتنازل ثالث، وذلك في الانتخابات التي أجريت عام 2017.

الأسئلة المطروحة الآن: ما أسباب "قلة" عدد المرشحين في الانتخابات المقبلة؟ هل الأجواء السيئة المحيطة بالمهنة هي السبب؟ هل توجد تخوفات من احتمالية الصدام بين المجلس المقبل والدولة؟


اقرأ أيضًا: تامر هنداوى يُعلن الترشح فى انتخابات التجديد النصفى: «الصحفيون يدفعون ثمن سوء الإدارة»



وقال محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، وعضو اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي، إنّ السبب الرئيسي في عزوف الزملاء عن الترشح هو المناخ السياسي السيئ الذي لا يسمح بالإقبال على العمل العام؛ لاسيما في ظل الحصار والتهديدات والضغوط التي تُمارس طوال الوقت من أجهزة الدولة ضد العاملين في بلاط صاحبة الجلالة.

وأضاف عضو اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي، أنّ الأوضاع المأساوية التي نعاني منها حاليًا دفعت كثيرين لعدم المغامرة بمستقبلهم، أو "لقمة عيشهم"، أو مستقبل أسرهم، والترشح في الانتخابات.


وبشأن عدم وجود مرشحين لهم علاقات ويستطيعون الحصول على خدمات للزملاء الصحفيين، وعلاقة ذلك بقلة عدد المرشحين، نفى "عبد الحفيظ" هذا الأمر، مضيفًا أنه بعد الحصار الشديد الذي تتعرض له الصحافة حدثت عملية استهانة بالمهنة، متابعًا: "وبالتالي الخدمات التي كانت تقدمها الدولة والمؤسسات للزملاء في موسم الانتخابات تراجعت".


وأردف:" نحن نعارض هذا النوع من الخدمات الذي تقدمه الدولة، ومع ذلك كان يتم توفير هذه الخدمات في موسم الانتخابات كترضية للزملاء؛ لأن الدولة كانت تدرك وقتها أنّ الصحافة سلطة تملك توجيه الرأي العام.. أما هذا الأمر لم يعد موجودًا حاليًا".  


اقر أيضًا: محمد شبانة: الصحافة مهنة «مقلقة» ولا توجد انشقاقات فى مجلس «النقابة»



ويضيف محمد ربيع، الكاتب الصحفي بمجلة "أكتوبر"، والمرشح في انتخابات التجديد النصفي المقبلة "تحت السن"، إنّ الانتخابات الماضية كان عدد المرشحين فيها كبيرًا؛ نظرًا لوجود ظروفٍ خاصةٍ أحاطت بهذه المعركة الانتخابية.

وقال "ربيع" لـ"النبأ إنّ عددًا كبيرًا من المرشحين في الانتخابات الماضية، لم يحصلوا على كتلٍ تصويتيةٍ كبيرةٍ؛ ولهذا السبب تراجعوا عن عدم تكرار الترشح أو تكرار التجربة في الانتخابات المقبلة، لافتًا إلى أن هذا الأمر صحي جدًا.

وأكد المرشح في انتخابات التجديد النصفي، أنّ قلة عدد المرشحين في تلك الانتخابات سببه التفاف الجماعة الصحفية حول عدد من الأسماء يرون أنها الأصلح.

وأشار إلى أن كل المرشحين على المستوى النقابي لهم طموحات ويساندهم مرشحون سابقون، لافتًا إلى أنّ هناك إعلاءً لمصلحة نقابة الصحفيين عن المصلحة الشخصية الضيقة، متابعًا: "تلك رسالة تفاؤل للقادم، وتفيد أنّ الجمعية العمومية أصبحت أكثر وعيًا بأزمات المهنة والنقابة".



في نفس السياق، قال محسن هاشم، منسق عام "الصحفيون الحزبيون"، ومدير تحرير موقع "الخبر"، إنّ مجالس النقابة الماضية كانت ضعيفةً ولم تحل مشكلات الزملاء خاصة الموجودين في السجون، أو الذين تعطلت صحفهم، مضيفًا: "هتلاقي زملاء مثلا يقولوا: هنترشح ليه؟.. إن كان الموجودين في المجلس مش عارفين يحلوا.. إحنا هنعمل إيه؟".


وأضاف لـ"النبأ" أنّ المُناخ الصعب المحيط بالمهنة أيضًا تسبب أيضًا في قلة عدد المرشحين، فضًلا عن فقدان المرشحين الذين قد يملكون علاقات تمكنهم من الحصول على خدمات في الوزارات، الأندية، وسائل النقل، والخدمات الأخرى التي قد يحتاج لها الزملاء.


وبشأن وجود مرشحين في الانتخابات المقبلة قد تكون فرصهم أكبر في الفوز وعلاقة ذلك بقلة عدد المرشحين في انتخابات التجديد النصفي، أكدّ "هاشم" أنّ هذا الأمر عامل أيضًا من عوامل عزوف البعض عن الترشح، ومع ذلك النجاح والسقوط من الله، والرهان يكون على الجمعية العمومية لاختيار الأنسب.


ونوه بأن الانتخابات المقبلة ستشهد مفاجآت مدوية، والجمعية العمومية سترسل رسائل قوية، مضيفًا أنه في كل الأحوال لابد من إعادة هيبة وكرامة المهنة.


وعن سبب ترشحه في الانتخابات، قال "هاشم" إنه يحاول حل مشكلة الزملاء في الصحف الحزبية؛ لأن المجالس السابقة فشلت فى حلها، وبالتالي نحن أصحاب قضية، لافتًا إلى أنه وضع برنامجًا مقبولًا يستطيع تنفيذه وليس مجرد برنامج ورقى يشبه الأحزاب الكرتونية.


نرشح لك: رفعت رشاد: أرفض ادعاء أي شخص يقول إنه مرشح الدولة لمنصب «نقيب الصحفيين»



بدوره، قال حازم حسنى، المرشح فى انتخابات التجديد النصفى لمقعد «تحت السن»، إن اليأس والخوف والفقر هم الأسباب الحقيقية لانخفاض عدد المرشحين في انتخابات الصحفيين.


وأضاف لـ«النبأ» أن هناك حالة من الإحباط واليأس من التغيير أصابت المصريين ومنهم الصحفيين، وظهر ذلك في انخفاض عدد المرشحين على عضوية مجلس النقابة عن السنوات السابقة، إضافة إلى أن الجميع يعلم أن تغيير حالى الصحافة وأوضاع الصحفيين معركة صعبة في ظل سلسلة من التشريعات اغتالت المهنة بشكل حقيقي.


وأشار إلى أنه من الأسباب الأخرى انشغال حال الصحفيين بـ« لقمة العيش»؛ بسبب ضعف مرتباتهم أمام غول زيادة الأسعار، الأمر الذي أثر بشكل واضح على عدد المرشحين.



وعلم موقع "النبأ" أنه تم التواصل مع عدد من الزملاء لإقناعهم بالترشح فى انتخابات التجديد النصفي، ولكنهم رفضوا؛ بسبب الأجواء التى تحيط بالمهنة وتهددها طوال الوقت.


ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فإنّ من أهم هذه الأسماء الصحفية التي رفضت الترشح، إبراهيم منصور، وأسامة داود، العضوان السابقان في مجلس نقابة الصحفيين، وكذلك محمد الجارحى، ورامي إبراهيم.