رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالفيديو.. أسرة الضحية تروى لـ«النبأ» اللحظات الأخيرة فى واقعة شهم البساتين

النبأ

أصبحت واقعة مقتل مكوجي عقب تدخله لإنقاذ سيدة قبطية من التحرش على يد جاره إثر إصابته بطعنة نافذة في الصدر بالناحية اليسرى، حديث الأهالي بالبساتين.

انتقلت «النبأ» إلى شارع حسان دياب المتفرع من السد العالي بالبساتين، حيث منطقة سكن سيد طه طلبة، مكوجي، لدية طفلة تدعى «دنيا»، 10 سنوات، استقبلنا خال الضحية وأحد شهود العيان على أول الشارع عبارة عن «سوق»، واصطحبنا إلى مسكن السيدة القبطية، التي تعرضت للتحرش، ودافع عنها المكوجي وانتهت بمقتله على يد المتحرش، للوقوف على ملابسات الحادث.



في البداية، صعدنا إلى شقة السيدة القبطية «م. ب»، 30 سنة، ربة منزل، بالطابق الثالث، في الشارع المقابل للسوق، وجدناها مع طفليها اللذين يبلغان من العمر ما بين 12 و9 سنوات، تجمع محتويات مسكنها وتستعد للانتقال بأبنائها من هذه المنطقة خاصة بعد الحادث، وهو الأمر الذي رفضه خال الضحية وقال لها: «أنت تقعدي واللي يبصلك أنا هقفله؛ وأحنا أهلك هنا في المكان ماتعزليش».

السيدة القبطية والمتحرش

تروي السيدة القبطية لـ«النبأ»، بعدما رحبت بالحديث ورفضت التصوير، باعتبارها طرفا في القضية، ما حدث معها وقت الحادث قائلة: «أنا نزلت مع ابني اشتري فطار من السوق، كانت حوالي الساعة 2:20 مساء من محل فول وطعمية، وعند وصولي بصحبة نجلي إلى المطعم فوجئت بشخص يحتضني بعنف من الخلف في الشارع أمام أعين المارة، ووضع سنجة على رقبتي وأخذ يقبلني».

استغاثة

وتابعت السيدة: «أنا من شدة خوفي قلتله سيبني ابعد عني، لكن المتهم كان يردد بصوت عالي (أنتي مسيحية، وما لكيش حق تنزلي من بيتك، وإلا استحملي اللي يجرالك، كلام كتير عيب أقوله)"، مضيفة «ما كانش أمامي إلا أن أصرخ واستغيث بالأهالي في الشارع، لعل أحدهم يتدخل لإنقاذي من يد هذا الوغد ومن هول الموقف، أو حتى يكف ابني عن البكاء، حتى جاء سيد المكوجي وخلصني منه، وأخذ منه السلاح».



المكوجي الشهم

وتكمل: «المجني عليه لم أعرفه من قبل وهو كذلك لم يعرفني، كانت أول مرة أشوفه فيها قبل ما يدفع حياته ثمنا للشهامة، ويموت على يد متحرش، وقال المكوجي تعالى ادخلى المحل، اهدئى، ماحدش يقدر يقربلك، أنتي ولا ابنك، أنا وقتها كنت منهارة وما صدقت خلصت من تحت يد المتهم»، مؤكدة، أن أبو دنيا قال: «روحي بيتكم واطمئني، ولو حد اتعرضلك تاني أنا هقفله».

مقتل المكوجي

وتضيف السيدة أنها عادت لمنزلها وعقب ذلك أبلغت زوجها بما حدث لها في السوق، وطلب منها أن تحصل على اسم المتهم لتتقدم ببلاغ ضده، وعند عودتها إلى محل الواقعة مرة أخرى لتحصل على بيانات المتحرش، وأثناء اقترابها للشارع سمعت أصوات صريخ وزعيق، فعلمت بالحادث».

الضحية محبوب في المنطقة

وتستطرد قائلة: «الشارع كله حزين على أبو دنيا شهم المنطقة، وعلى بنته اللي اتيتمت من بعده، أنا بجمع عفش شقتي، وهعزل من المنطقة بعد اللي حصل، وما روحتش أعزي أهل سيد، خوفت من رد فعلهم»، ورد على كلامها خال الضحية، قائلًا: «ما تعزليش أنتى زي بنتنا، وأي حد مكان سيد كان عمل كدة، واللي يتعرضلك حتى لو بكلمة، حسابه هيكون معانا، إكراما للمرحوم والأصول اللي اتربينا عليها طول عمرنا».


في منزل المجني عليه

بعد الاستماع للسيدة القبطية، اصطحبنا عم شعبان خال الضحية إلى مسكن المجني عليه، شقة بالطابق الأول عبارة عن غرفة وصالة صغيرة ومطبخ وحمام، في حارة عرضها لا يتعدى مترا واحدا متفرعة من شارع حسان دياب المتفرع من السد العالي، كان يسكن فيها مع والدته، وابنته، وشقيقته الكفيفة، وشقيقه الشاب الثلاثيني.



الأم وخبر وفاة ابنها

تروي أم المجني عليه، لـ«النبأ» قائلة: «ابني طلع من البيت بعد ما فطر وجهز نفسه عشان يفتح محل أكل عيشه، وماعداش ساعة وقالولي البقاء لله في سيد، وربنا يرحمه، فأنا قولت سيد مين، ويرحمه أيه؟، يعني ابني مات، وبنته اتيتمت، عرفت بعدها مباشرة أن القاتل جارنا علي إبراهيم وأنه عور ابني الثاني، موت واحد وكان هيموتلي التاني».

بساطة أسرة المكوجي

وتؤكد «سيد ابني كان بيصرف على البيت كله، فاتح محل بالإيجار يقف فيه بالتبادل مع أخيه، وعايشين على المبلغ البسيط اللي بيجيبه المحل بجانب معاش أبوهم، والحمد لله، ومعايا بنتين، واحدة متجوزة، والتانية ضريرة، بنخدمها، عمرها 37 سنة، هنروح فين ونيجي منين لو حق ابني ما جاش، رمضان ابني مصاب في وشه».

إعدام القاتل

تقول والدة الضحية «أنا ناري مش هتبرد ولا تنطفئ إلا  بإعدام القاتل»، مرددة «المتهم علي إبراهيم، المتحرش لازم يتعدم، ويموت زي ما موت ابني وكسر قلبي عليه ويتم طفلة ما ليهاش أي زنب، وابنته تقول أنا عاوزه عدل ربنا إعدام القاتل».


سيد مات وترك طفلة

وتابعت: «المتهم علي ضرب رمضان في وشه بالسكين، ولمجرد ما سيد دفع أخاه بعيدا عنه كان طعنه بنفس السكين في صدره، ابني مات في لحظتها، خد عمري وراح، سابلي بنت لا حول ليها ولا قوة، مش عارفة هعيشلها لحد أمتى»، وأخذت تردد «حق ابني يارب، يارب حق ابني يرجع»، وقطع كلامها صوت بكائها على الفقيد، وهي تتذكر لحظات جمعتهم منذ أيام قليلة، ثم أشارت للحالة النفسية السيئة التي أصابت نجلها الثاني، رمضان، بعد موت أخيه أمام عينيه، وإصابته التي كلما تطلع بها إلى المرآة تذكره بما جرى لشقيقه الوحيد.

قصة المجني عليه

وتضيف الأم المكلومة، «سيد ابني كان متزوج ولديه طفلة، وانفصل عن والدتها منذ 8 سنوات، ورفض الزواج وقرر التفرغ لتربية ابنته التي تبلغ من العمر 10 سنوات، حتى جاءه القدر ليحرمه منها للأبد».

الفراق

تابعت والدت المجني عليه، التي تحشرج صوتها «مش مصدقه فقدان سيد من كتر ما بسأل عليه هو ابني فين؟، وأقوم أدور عليه؛ مره أدخل أشوفه في المطبخ، أو يكون أمام المرآة بيسرح شعره، حتى وصل بيا الحال وبحثت عنه في الحمام، وعندما حضر أصدقاؤه لعزائي، افتكرتهم جايبينه معاهم».




اللحظات الأخيرة

وتقول ابنة عم قتيل البساتين، وجارته، «سيد زي أخويا بالضبط محله مجاور للمحل بتاعي، وكل المنطقة بتحبه وتشهد له بالأخلاق، والشهامة، واليوم اللي ما افتحش فيه المحل يسأل عليا إخواتي، وقبل الحادث طلب مني شاي، وعملته وهو يشربه، سمعنا صوت زعيق وصريخ، عرفنا أن سيدة تستغيث، طلع يجري عليها، قولتله (استنى يا سيد، أنت كل حاجة تتحشر فيها كدة) رد عليا وقال: (أعرف أيه الحكاية بس وراجع تاني)، وبعد ما سيد خلص الست من إيد المتهم جابها المحل هي وابنها، ووقفنا معاها، كانت بتعيط وتقول (ترضوا حد يعمل فيكم كدة، واحد في الشارع حضني، وباسني بالعافية، واتحرش بي، وركعني في الأرض وحط السكينة علي رقبتي).


وتؤكد أن «سيد بعدما خلص السيدة من يد المتحرش، مشاها، فجاء المتهم بعد ذلك وتهجم علينا وضرب شقيق المجني عليه في وجهه بالسكين وأحدث إصابته» مشيرة إلى أنه أثناء قيام الجاني بطعن سيد كان يردد (بسم الله، الله أكبر)، وكأنه (بيذبح خروف)، وسدد الطعنة له في صدره توفى على إثرها.




هندمك على عمرك

والتقط أطراف الحديث محمد جابر، أحد شهود العيان قائلا: «بعدما تحرش الجاني بالسيدة القبطية، دافع (سيد) عنها، وخلصها من إيد المتهم، وقال لها امشي أنتي وأنا هحلها، لكن المتحرش قاله (أنا هندمك على عمرك)، وعندما تدخل رمضان شقيق المكوجي لفض المشكلة، فوجئ بالجاني يتهجم عليه وضربه بالسكين في وجه، وعندما أمسكوه الأهالي أفلت منهم وسدد طعنة نافذة لسيد في صدره بنفس السكين، ونقلنا أبو دنيا في توك توك للمستشفي لكنه توفى قبل وصوله».



يذكر أن منطقة البساتين بالقاهرة شهدت واقعة مقتل مكوجي عقب تدخله لإنقاذ سيدة قبطية من التحرش على يد جاره، إثر إصابته بطعنة نافذة في الصدر بالناحية اليسرى وتم نقله إلى المستشفى «جثة هامدة».

وكشف محضر قسم شرطة البساتين عن قيام «ع. إ»، 40 سنة، بالتحرش بسيدة قبطية تدعى «م. ب»، 30 سنة، ربة منزل، حال سيرها بالشارع، وملامسته أجزاء حساسة من جسدها.

وأضاف محضر الشرطة بأن السيدة استغاثة بالمارة في الشارع، وتدخل على إثر ذلك «سيد طه طلبة»، 36 سنة، مكوجي، دفاعا عنها، ما أثار حفيظة الأول واستخرج من طيات ملابسه سكينا وسدد للأخير طعنة نافذة في الصدر وجرح قطعي باليد اليمنى، وتوفي متأثرًا بإصابته.

وتمكن أهالي المنطقة من ضبط المتهم بحوزته السلاح المستخدم فى ارتكاب الواقعة، وتبين أنه «على إبراهيم»، وتم تسليمه إلى ضباط وحدة مباحث قسم شرطة البساتين.

وبمواجهته اعترف المتهم بارتكاب الواقعة، وتولت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية مباشرة التحقيقات وأمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.