رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أخطر وقائع الفساد فى 2018.. (ملف شامل)

السيسي
السيسي

أعد الملف: أحمد بركة - وائل العشرى - فتحى زرد ـ هاجر محمد


نجحت الأجهزة الرقابية خلال العام الجارى فى كشف عدد كبير من وقائع الفساد في وزارات مهمة مثل «التعليم» و«الزراعة» و«التموين»، فضلًا عن كشف عدد من المخالفات الكبيرة فى دواوين المحافظات مثل القليوبية.


وتأتي جهود تلك الأجهزة بناءً على تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي لمحاربة الفساد فى جميع القطاعات.


وتقدم «النبأ» فى الملف التالى كشفًا بأخطر وقائع الفساد التى شهدها عام 2018.



سقوط قيادات وزارة التموين بمخالفات مالية بالملايين

زلزال الفساد يهز المبنى رقم 99 شارع قصر العينى 

شهدت عام 2018، عددًا من قضايا الفساد التي هزت «أروقة» وزارة التموين والتجارة الداخلية، التي يقع مقرها في 99 شارع قصر العيني بوسط  القاهرة، وعلى خلفيتها تمت الإطاحة بأكبر القيادات في الوزارة.

ومن جانبها، ترصد جريدة «النبأ»، في السطور التالية، أشهر قضايا الفساد داخل وزارة التموين فى 2018. 

مدير مديرية تموين الإسكندرية
ففي 13 فبراير 2018، تمكن رجال مباحث التموين والتجارة الداخلية، من القبض على مدير مديرية التموين بالإسكندرية ومسئولين آخرين؛ لاتهامهم بالاستيلاء على أموال الدعم المخصصة للمواطنين على البطاقات التموينية.

جاء ذلك، بعدما وردت معلومات إلى اللواء أنور سعيد، مساعد وزير الداخلية لمباحث التموين والتجارة الداخلية، يؤكد قيام مدير مديرية تموين الإسكندرية، ورئيس خزينة المديرية، وكبير باحثين بدرجة مدير عام، بالتواطؤ فيما بينهم بالاستيلاء على أموال الدعم التى كفلته الدولة للمواطنين من خلال الاحتفاظ بكميات كبيرة من البطاقات التموينية الذكية الخاصة بالمواطنين داخل مكاتبهم.

وأضافت التحريات أن تلك البطاقات تم استخدامها من قبل موظفى إدارات التموين المختلفة بالاشتراك معهم فى صرف المقررات التموينية والخبز وفارق النقاط بها لحسابهم الشخصى ودون وجود مسوغ قانونى دون علم أصحابها خشية افتضاح أمرهم.

وقامت مجموعات عمل من ضباط مباحث التموين تحت إشراف اللواء علاء عزمى، وكيل الإدارة للمتابعة، وبرئاسة مساعد المدير لمنطقة غرب ووسط الدلتا، وبالتنسيق مع مديرية أمن الإسكندرية، إذ تم ضبط المتهمين وبحوزتهم، 10071 بطاقة تموينية خاصة بالمواطنين قام المذكورون بتجميعها للاستيلاء على قيمة الدعم المقرر لها لحسابهم الشخصى، وبعض المستندات.

وبالكشف على 77 بطاقة من تلك البطاقات تبين سابقة استخدامها فى صرف 260000 رغيف خبز، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأُخطرت النيابة العامة التى تولت التحقيقات.

سقوط 11 مسئولًا بوزارة التموين
بينما في 1 مايو 2018، نجحت الأجهزة الرقابية فى ضبط 11 مسئولا بمديرية تموين القليوبية، استولوا على أموال الدعم من خلال 4 آلاف بطاقة تموينية.

وردت معلومات للواء أنور سعيد مساعد وزير الداخلية لمباحث التموين والتجارة الداخلية، مفادها تواطؤ عدد من رؤساء مكاتب التموين بمحافظة القليوبية مع اللجان المكلفة من مديرية تموين القليوبية، بفحص البطاقات التموينية الحديثة التى لم تسلم لأصحابها عقب مرور ستة أشهر على إصدارها، وقبل تسليمها لمخازن وزارة التموين، متعمدين عدم إثبات المخالفات المالية وفقًا للوائح العمل المنظمة فى ذلك الشأن.

وكشفت التحقيقات، أن 5 رؤساء مكاتب تموين بالقليوبية، و6 مسئولين بمديرية التموين بالقليوبية، زاولوا نشاطهم المؤثم قانونًا، بتكوين تشكيل عصابى فيما بينهم للاستيلاء على أموال الدعم التى كفلته الدولة للمواطنين، باستخدام البطاقات التموينية الذكية المنشأة حديثا وغير المسلمة لأصحابها، وصرف مقررات الخبز لدى مخابز تابعة للمديرية قبل تسليمها لمخازن وزارة التموين، ما يعد استيلاء على أموال الدعم، متربحين من جراء ذلك، ما يؤثر بالسلب على الاقتصاد القومى للبلاد، ومهدرين أموالًا طائلة من أموال الدعم الذى توفره الدولة لمحدودى الدخل.

وتبين من الفحص تسليمهم 4394 بطاقة تموينية لمخازن وزارة التموين لم يثبت بهم أى مخالفات مالية، وبالكشف عن عينة عشوائية "113" بطاقة تموينية من البطاقات المسلمة بمعرفة شركة سمارت المنفذة والمسئولة عن منظومة الخبز، أفادت بتقريرها بأن العينة العشوائية من البطاقات استخدمت فى صرف 67891 رغيفا تقدر بمبلغ 41894 جنيها.

وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة، قامت مجموعات عمل من ضباط الإدارة تحت إشراف اللواء عصام عبد العزيز مساعد المدير للمنطقة المركزية، وبرئاسة العميد محمود حجاب مدير إدارة مكافحة جرائم الدعم، بالاشتراك مع مديرية أمن القليوبية (إدارة مباحث التموين)، حيث تم ضبط المتهمين، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وجارى العرض على النيابة.

سقوط 4 قيادات
أما في 29 مايو 2018، كانت «الفضيحة» الكبرى في تاريخ وزارة التموين حيث ألقت هيئة الرقابة الإدارية، القبض على 4 من قيادات «التموين»، بتهمة تلقي رشاوي.

وقالت هيئة الرقابة الإدارية، إنه تم إلقاء القبض على اللواء علاء فهمي، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية، ومدير مكتبه، ومحمد سويد، مستشار وزير التموين للإعلام، وممدوح رمضان، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، ومستشار الوزير للاتصال السياسي بمجلس النواب، جاء لتقاضيهم رشاوى مالية تجاوزت المليوني جنيه من كبرى شركات توريد السلع الغذائية مقابل إسناد أوامر توريد السلع إليها، وكذا تسهيل صرف مستحقاتها.

 وجهت ضربات قاصمة للمخالفين

«الرقابة الإدارية» تُغربل «المرتشين» فى «الضرائب» و«الجمارك»

نجحت الأجهزة الرقابية طوال هذا العام في توجيه ضربات «قاصمة» لعدد من المسئولين الذين «تورطوا» فى قضايا فساد، ومنهم قيادات فى الضرائب والجمارك.

وألقت هيئة الرقابة الإدارية، القبض على "ج ع" مأمور ضرائب مبيعات مدينة نصر، حال تقاضيها مبلغ 400 ألف جنيه على سبيل الرشوة من أحد أصحاب الشركات الخاصة مقابل تخفيض مبلغ 27 مليون جنيه من الرسوم الضريبية المستحقة على نشاطه عن الأعوام السابقة، باستخدام فواتير صرف مزورة.

كما أعلنت هيئة الرقابة الإدارية أنها تمكنت من القبض على مسئول التحصيل بمأمورية الضرائب العقارية بجاردن سيتى، بتهمة الرشوة بعدما تم القبض على المتهم متلبسا بتقاضي مبلغ 5 آلاف جنيه من صاحب إحدى الوحدات السكنية بنطاق المأمورية، مقابل تخفيض قيمة الضريبة المقدرة على وحدته السكنية من «25» ألف جنيه إلى «5» آلاف جنيه.

وأصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمًا غيابيًا على المتهم «أ. م» مدير إدارة العمليات السابق بأحد البنوك بالسجن المشدد لمدة «7» سنوات، وتغريمه مبلغ 18.770 مليون جنيه ورد مبلغ مساوٍ للمبلغ المحكوم به، بعد ورود معلومات إلى هيئة الرقابة الإدارية تفيد تحقيق المتهم كسبًا غير مشروع بمبلغ «3» ملايين جنيه، ومبلغ 115 ألف جنيه استرلينى استولى عليها من أرصدة عملاء البنك بالمخالفة للقواعد والأعراف المصرفية مستخدمًا فى ذلك مستندات قام باصطناعها بمعرفته، وتسهيله استيلاء زوجته (ل.أ) على جزء من تلك المبالغ، وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية تم ضبط المتهم وقيدت قضية برقم 10075 لسنة 2017.

كما حكمت محكمة جنايات الجيزة حضوريا بالسجن المؤبد على المتهم (ط.ف) مستشار وزير المالية للضرائب العقارية سابقا وتغريمه مبلغ 100 ألف جنيه ومصادرة مبلغ الرشوة.

وترجع أحداث القضية إلى ورود معلومات إلي هيئة الرقابة الإدارية تفيد طلب المتهم، مبالغ مالية ومنافع مادية على سبيل الرشوة من بعض رؤساء مجالس إدارات عدد من الشركات، وبوساطة كل من (أ.ع) صاحب مكتب محاسبة، (أ.ع) باحثة قانونية بإدارة التفتيش بمصلحة الضرائب، (أ.ج) صاحب صيدلية مقابل قيامه بإبداء رأيه الفنى بما يتيح تخفيض وجدولة الضرائب العقارية المتعلقة بمشاريع سياحية تخص تلك الشركة، وكذا استغلال نفوذه لدى رئيس الهيئة العامة للخدمات الحكومية لتعجيل إجراءات تسعير قطعة أرض بالساحل الشمالي مساحتها 212 فدانا بنطاق محافظة مطروح وتخفيض سعرها عن مثيلتها بغرض شرائها وتقنين إجراءات وضع اليد عليها من المحافظة لإنشاء قرية سياحية عليها.

وعقب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تم ضبط المتهم متلبسا بتقاضي مبلغ مليون جنيه من أصل 5 ملايين جنيه اتفق عليها.

وتنظر محكمة الجنايات، قضية ثلاثة متهمين أحال قضيتهم النائب العام؛ لاتهامهم بطلب وأخذ وتقديم رشاوى مالية بدون وجه حق مقابل أداء عمل بالمخالفة للقانون لإحدى المتعاملين مع الهيئة لتمرير فواتير غير صحيحة لتمكين مقدمة الرشوة من عدم دفع 27 مليون جنيه كضرائب مستحقة عليها.

وتبين من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا التي أشرف عليها المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول أن المتهمة الأولى جيهان عطية السيد أحمد السعدي- 48 سنة، مأمور الضرائب بمصلحة الضرائب على المبيعات، بصفتها موظفة عمومية، طلبت وأخذت لنفسها عطايا مالية لأداء عمل من أعمال وظيفتها، بأن طلبت من المتهم الثاني «صاحب شركة» بواسطة المتهم الثالث «محاسب» مبلغ 700 ألف جنيه مصري على سبيل الرشوة وأخذت منه مبلغ 450 ألف جنيه مقابل إنهاء إجراءات الفحص الضريبي لملف شركة المتهم الثاني واعتماد المستندات المقدمة منه لذلك الفحص.

وأضافت التحقيقات أن المتهم الثاني قدم رشوة لموظف عام لأداء عمل من أعمال وظيفته، بأن قدم للمتهمة الأولى بواسطة المتهم الثالث عطايا الرشوة موضوع الاتهام، كما أن المتهم الثالث توسط في رشوة موظف عام لأداء عمل من أعمال وظيفته بأن توسط في رشوة المتهمة الأولى.

وشهد عمرو سامح عبد الباري، عضو هيئة الرقابة الإدارية، أنه عقب ورود بلاغ المتهم الثاني شريف محمد الصغير، مالك شركة «جينرال سيستم للتوريدات الصناعية» مفاده طلب المتهمة الأولى جيهان عطية السيد أحمد السعدني مأمور فحص ضرائب بمأمورية ضرائب القيمة المضافة بمدينة نصر، منه بواسطة المتهم الثالث محمد مصطفى محاسب قانوني مبالغ مالية قدرها 700 ألف جنيه وأخذت منها بواسطة الأخير 450 ألف جنيه على سبيل الرشوة مقابل إنهاء إجراءات الفحص الضريبي لملف شركته عن الفترة من 2014 حتى 2017 واعتماد المستندات المقدمة منه.

أكثر الوزارات فى المخالفات:

«الزراعة».. 12 قضية فى «365» يومًا: «متعودة على إهدار المال العام»

ضبط مهندس بمحافظة البحيرة لتقاضيه 230 ألف جنيه «رشوة»


تعد وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى أكثر وأشهر الوزارات التي شهدت العديد من قضايا الفساد وإهدار المال العام، والتي اتهم فيها عدد كبير من مسئولى الوزارة على مدار تاريخها، بالإضافة لعدد غير قليل من المسئولين في الهيئات والجهات والمراكز التابعة للوزارة والتي تنوعت ما بين قضايا «الرشوة»، والاستيلاء على أراضى الدولة.


وبلغت قضايا الفساد خلال هذا العام «12» قضية تم توجيه الاتهام فيها إلى أكثر من «15» متهمًا، وإحالتهم للمحاكمة، و«النبأ» من ناحيتها ترصد أشهر قضايا الفساد التي شهدتها الوزارة خلال عام 2018 في السطور القادمة.


وتأتي في مقدمة قضايا فساد وزارة الزراعة خلال عام 2018م قضية الرشوة والتي تم إلقاء القبض فيها على رئيس الإدارة المركزية لحماية الأراضى، أثناء تقاضيه رشوة «50» ألف جنيه من شركة، مقابل تسهيل إجراءات لصالحها في وزارة الزراعة.


وحددت محكمة النقض جلسة 24 سبتمبر الماضي، لنظر الطعن المقدم من رئيس الإدارة المركزية عن حماية الأراضي بوزارة الزراعة وآخر على حكم السجن المشدد لمدة 10 سنوات لكليهما، وذلك أمام الدائرة 2 ب بمحكمة النقض.


وكانت الدائرة 17 جنايات شمال الجيزة المنعقدة بمجمع محاكم جنوب القاهرة بالسيدة زينب برئاسة المستشار جمال على عبد اللاه، قضت بمعاقبة المتهم الأول رئيس الإدارة المركزية عن حماية الأراضي بوزارة الزراعة، والمتهم الثالث مسعد محمود، بالسجن المشدد لمدة عشرة سنوات، وتغريمهما مبلغ 200 ألف جنيه فى القضية رقم 2763 الدقى لسنة 2016، المعروفة بـ«رشوة وزارة الزراعة» كما قضت المحكمة بإعفاء المتهم الثاني محمود أبو العز، والمتهم الرابع أبو العز إبراهيم، من العقوبة.


واستمرارًا لقضايا الفساد بالوزارة فقد أمر المستشار صفاء أباظة، قاضى التحقيق المنتدب من وزارة العدل للتحقيق فى قضايا فساد وزارة الزراعة بإحالة 12 قضية استيلاء على أراضي الدولة، والتي تتضمن أكثر من 15 متهما إلى محكمة الجنح، لاتهامهم بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، والقضاء على الطرق الزراعية.


وأرسل قاضى التحقيق، أوراق القضية لمكتب النائب العام، وصدر قرار الإحالة خلال شهر أغسطس الماضي إلى محكمة الجنح، لقيام المتهمين بالاستيلاء على أراضي الدولة، بمساحة ما يقرب من 200 ألف فدان، بطرق ومناطق عديدة منها مصر الإسكندرية الصحراوى، والقاهرة الإسماعيلية والوادي الجديد.


وكانت المفاجأة أن من بين قرارات الإحالة رجل الأعمال "إبراهيم. أ" لقيامه بالاستيلاء على مساحة 18 ألف فدان بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي.


وشهد عام 2018م ضبط هيئة الرقابة الإدارية مهندسًا بالهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية بمحافظة البحيرة لتقاضيه 230 ألف جنيه رشوة مقابل تقنين وضع يد أحد المواطنين على «5» آلاف فدان بمدينة وادى النطرون تبلغ قيمتهم حوالى 400 مليون جنيه.


ضبط «11» مسئولًا استولوا على أموال الدعم

تفاصيل بلاوي "الحيتان" فى القليوبية

شهدت محافظة القليوبية العديد من وقائع الفساد داخل جدران هيئاتها الحكومية؛ ففي الأول من مايو 2018، نجحت الأجهزة الرقابية فى ضبط «11» مسئولًا بمديرية تموين القليوبية، استولوا على أموال الدعم من خلال «4» آلاف بطاقة تموينية.


وردت معلومات لمساعد وزير الداخلية لمباحث التموين والتجارة الداخلية، مفادها تواطؤ عدد من رؤساء مكاتب التموين بمحافظة القليوبية مع اللجان المكلفة من مديرية تموين القليوبية، بفحص البطاقات التموينية الحديثة التى لم تسلم لأصحابها عقب مرور ستة أشهر على إصدارها، وقبل تسليمها لمخازن وزارة التموين، متعمدين عدم إثبات المخالفات المالية وفقًا للوائح العمل المنظمة فى ذلك الشأن.


وكشفت التحقيقات أن 5 رؤساء مكاتب تموين بالقليوبية، و6 مسئولين بمديرية التموين بالقليوبية، زاولوا نشاطهم المؤثم قانونًا، بتكوين تشكيل عصابى فيما بينهم للاستيلاء على أموال الدعم التى كفلته الدولة للمواطنين، باستخدام البطاقات التموينية الذكية المنشأة حديثا وغير المسلمة لأصحابها، وصرف مقررات الخبز لدى مخابز تابعة للمديرية قبل تسليمها لمخازن وزارة التموين، ما يعد استيلاء على أموال الدعم، متربحين من جراء ذلك، ما يؤثر بالسلب على الاقتصاد القومى للبلاد، ومهدرين أموالًا طائلة من أموال الدعم الذى توفره الدولة لمحدودى الدخل.


ومن أطرف قضايا الفساد داخل مديرية التربية والتعليم بالقليوبية وهي واقعة قيام أحد الطلاب بأداء الامتحان بدلا من زميله بمادة الجبر بالدور الثاني بمدرسة الدكتور مصطفى خليل الثانوية بإدارة كفر شكر التعليمية، وهي الواقعة التي تسببت في تقديم مدير إدارة كفر شكر التعليمية استقالته احتجاجًا على إحالته للتحقيق في الواقعة أمام النيابة الإدارية.


وفى شهر أغسطس الماضى، أمرت النيابة الإدارية، بإحالة رئيس قسم شئون الطلبة بمديرية التربية والتعليم بمحافظة القليوبية للمحاكمة التأديبية العاجلة، لما نسب إليه من التلاعب والتزوير في بيانات النجاح لـ4 طلاب في امتحانات شهادة إتمام دراسة الثانوية العامة.


كما تم القبض على كل من (س.م) مدير مشروعات الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة القليوبية، ونجله (أ.س) مهندس مدني حر وصاحب مكتب استشاري هندسي، و(ن.ا) رئيس مجلس إدارة إحدى شركات المقاولات الخاصة، و(ش.م) مهندس بذات الشركة، لقيام الأول باستغلال نفوذه بإجبار الثالث وبوساطة الرابع على التعاقد مع الثاني (نجله) بغية تربيحه من العمل كمهندس استشاري لمشروع شبكات الصرف الصحي بإحدى مناطق مركز ومدينة بنها، والتي تنفذه الشركة لصالح الجهاز، مقابل تسهيل إجراءات صرف مستحقات الشركة عن الأعمال المنفذة بذات المشروع.


اتهام «12» مسئولًا بالاستيلاء على 20.6 مليون جنيه

الأزهر الشريف والأوقاف.. «تحت العِمة فاسد»

1895 قضية بـ«الوزارة» تم التحقيق فيها من قبل الجهات القضائية

شهدت المؤسسات الدينية وعلى رأسها وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر ظهور قضايا فساد كبرى فى 2018.


البداية من وزارة الأوقاف، فقط كشف تقرير وزارة المالية، عن أكبر الأعمال تحت الطاولة تُدار من قبل مسئولين في الأوقاف، وأوضح التقرير إهدار وزير الأوقاف، للمال العام بالوزارة فيما يخص ريع الأوقاف، وحسابات صناديق النذور، وحساب اللجنة العليا للخدمات الإسلامية والاجتماعية من دور المناسبات والعيادات على مستوى الجمهورية، إضافة إلى قيام الوزير بضم عمالة وهمية، وصرف مرتبات وأجور لهم وهم غير مدرجين بأي كشوف أو صادر لهم قرار تعيين، كما قام بصرف إثابة شهرية تتراوح بين 125% و150% لحرس الوزير، وبدل انتقالات للحرس 307 آلاف جنيه، متجاوزًا للصرف وقيمته 107 آلاف جنيه.


ورصد تقرير وحدة التحليل الإحصائي بالنيابة الإدارية وقائع الفساد في قطاع وزارة الأوقاف التي بلغت جملتها 1895 قضية، تم التحقيق فيها من قبل الجهات القضائية.


ومن أبرز قضايا الفساد داخل الأوقاف في العام الحالي، هى ضبط (م. س.ه) وكيل منطقة الأوقاف بمحافظة الشرقية، لطلبه وتقاضيه 30 ألف جنيه على سبيل الرشوة من أحد المواطنين مقابل إنهاء إجراءات مزاد صورى، وتحرير عقد إيجار بقيمة متدنية لقطعة أرض زراعية مساحتها 20 فدانا من الأوقاف الخيرية للخديوى إسماعيل التابعة لهيئة الأوقاف المصرية بمركز أبو حماد بالمحافظة.


أما قمة قضايا الفساد والتي كشفت عنها "النبأ"، فهى بيع أسهم هيئة الأوقاف المصرية، والتى تسببت فى إصدار رئيس مجلس الوزراء وقتها المهندس شريف إسماعيل، القرار رقم 815، بإعفاء رئيس هيئة الأوقاف الدكتور أحمد عبد الحافظ، من منصبه.


وكلّف وزير الأوقاف، مختار جمعة، المهندس سيد محروس القائم بأعمال مدير عام الهيئة، بتسيير أعمال رئيس مجلس إدارة الهيئة مؤقتًا؛ لحين تعيين رئيس مجلس إدارة جديد للهيئة.


وتعود القضية لقيام رئيس هيئة الأوقاف المقال، ببيع نحو 8 ملايين و98 ألف سهم من حصتها بالبنك، بقيمة 404.9 مليون جنيه، بسعر بيع 50 جنيهًا للسهم، منتصف يناير الماضي لتصل نسبة مساهمة هيئة الأوقاف بعد العملية إلى 5.03% من أسهم البنك، مقارنة بنحو 11.4% قبل العملية، وتم تنفيذ الصفقة من خلال شركة «بلتون» لتداول الأوراق المالية، مضيفة أن 8 مستثمرين عرب وأجانب اشتروا الحصة المذكورة، وأن الحصة المتبقية لـ«هيئة الأوقاف» بهيكل البنك تضمن احتفاظها بمقعد ضمن مجلس الإدارة.


وبلغ حجم الأموال المهدرة على الهيئة نظير بيع الأسهم ما يقرب 150 مليون جنيه، نتيجة بيع أسهم الهيئة في شهر يناير، وكان من المقرر قانونًا أن تنتظر الهيئة جنى أرباح أسهمها فى مارس، والتى بلغت قيمتها 151 مليون جنيه، كما أن عملية البيع تمت بالأمر المباشر دون موافقة مجلس الإدارة، ومجلس وكلاء الأوقاف، ووزير الأوقاف حيث يشترط القانون موافقة الجهات المذكورة واعتماد الوزير.


ومن جانب آخر، جرى تفعيل عمل لجنة مكافحة الفساد بوزارة الأوقاف، بعدما أعلن الدكتور مختار جمعة حالة الطوارئ داخل هيئة الأوقاف، كما خصص مكافأة لكل من يكشف بالمستندات أي وجه من وجوه الفساد.


وأحالت النيابة العامة الإدارية بتاريخ 1-8-2018، سبعة مسئولين في مشيخة الأزهر للمحاكمة التأديبية، ووجهت لهم تهمة الفساد الإداري والمالي في القضية رقم ( 318 لسنة 60 قضائية).


وأثبتت التحريات ارتكاب المتهمين مخالفات واضحة في أعمال ترميمات خاصة بالمشيخة، وشمل قرار النيابة العامة الإدارية إحالة كل من: مسئولين بإدارة الترميمات بالمشيخة،عضوي لجنة الاستلام الابتدائي لأعمال الترميم الخاصة بمشروعات مشيخة  الأزهر، ومسئولي الإدارة المركزية للشئون الهندسية، رئيس قسم الأساسات بالإدارة الهندسية داخل المشيخة.


وتضمن أمر الإحالة عدة تُهَم للمتهمين من بينها، الإهمال في عملهم ما ترتب عليه ضياع حق من الحقوق المالية للدولة، وعدم تأدية عملهم المنوط بهم بأمانة، ومخالفة القواعد الخاصة بالمناقصات والمزايدات.


وتبين من التحريات، أن المتهمين تجاهلوا إبداء الملاحظات والدقة أثناء استلامهم بعض المشروعات الإنشائية للمشيخة، كما قاموا بصرف بنود مالية غير مستحقة مستغلين أعمال الاستلام؛ ما ترتب عليه اقترافهم جريمة سرقة وإهدار أموال عامة دون وجه حق.


وشهدت عام 2018 الكشف عن قضية فساد كبرى نظرتها المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة وعرفت وقتها بقضية الفساد الكبرى بالأزهر، المتهم فيها 12 مسئولًا من قيادات منطقة الجيزة الأزهرية، بالاستيلاء على 20.6 مليون جنيه والتسبب في ضياع 6.8 مليون من أموال الأزهر الشريف.


وأكد تقرير قضائي منسوب للنيابة الإدارية قيام أحد الموظفين بـ"الأزهر" بالاستيلاء على 20،6 مليون جنيه وضياع 6،8 مليون جنيه من أموال جهة عمله بسبب إهمال 11 مسئولًا من قيادات منطقة الجيزة الأزهرية.


وكشفت التقارير الرقابية، وجود إهدار للمال العام بخصوص أراض تابعة للمنطقة الأزهرية ومعاهد أزهرية تمت إزالتها، وتبين وجود العديد من المعاهد الأزهرية التابعة للمناطق الأزهرية التي تم إخلاؤها وإزالة بعضها منذ فترة كبيرة ترجع إلى أكثر من 10 سنوات دون القيام بإعادة إحلالها وتجديدها لحمايتها من التعدى عليها من جانب الأهالى وعدم ترميم المعاهد التي تم إخلاؤها فى أغراض تحسين العملية التعليمية وتحسين جودتها.


وأدى الإهمال إلى تعرض بعضها للتعدى على مساحة كبيرة منها بلغت 39030 مترًا بقيمة 100 مليون جنيه، فضلًا عن عدم الاستفادة من المعاهد المنشأة بالجهود الذاتية كـ«تبرعات»، وبلغت 3.25 مليون جنيه.


وذكر التقرير، وجود العديد من المعاهد الأزهرية التى صدرت قرارات لإزالتها لخطورتها على شاغليها منذ 10 سنوات دون القيام بإعادة تحليلها وتجديدها لعودة التلاميذ بها بدلا من العمل مع معاهد أخرى، ما يؤدي إلى التكدس فى الفصول وتشغيل المعاهد أكثر من فترة "صباحية ومسائية"، وكذلك وجود العديد من المعاهد التي تم إخلاؤها من التلاميذ لترميمها دون القيام بـ«عملية الترميم»، الأمر الذى أدى إلى عدم الاستفادة بتلك المساحات فى الأغراض المخصصة من أجلها فضلًا عن عدم الاستفادة من المعاهد المنشأة بالجهود الذاتية كتبرعات.