رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل أخطر «15» موقفًا أثارت غضب السيسى

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية


منذ وصوله لكرسي الحكم منذ أكثر من 4 سنوات، حمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على عاتقه تركة ثقيلة، استلم دولة مهددة في وجودها، وتتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية جمة، دولة تعاني من الانهيار في كل مناحي الحياة، لذلك كانت خطاباته دائمًا لا تخلو من نبرة الغضب، هذه النبرة تعكس مدى المخاطر التي تهدد كيان الدولة المصرية، والتي يعلمها الرئيس باعتباره صانع القرار الأول في مصر، كما تعكس حسه الوطني العالي، وحبه الشديد لبلده، وطموحاته الكبرى التي تتمثل في إقامة دولة ذات شأن، وأن تصبح مصر «قد الدنيا»، وليس نصف الدنيا كما يقولون.


من أجل ذلك تعرض الرئيس للكثير من الهجوم وصل لحد التطاول من قبل أعداء البلد، الذين يتآمرون على الدولة، ويسعون لهدمها بكل ما أوتوا من قوة ومن شر، ولكنه لا يعيرها أي اهتمام، ويمضى في الطريق الذي رسمه لنفسه من أجل بناء الدولة المصرية الحديثة.


ومن المواقف التي عبر فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي عن غضبه، والتي تثبت حبه الشديد لوطنه وغيرته عليه، وشعوره بالمخاطر التي يمر بها:


1- فيلم «سالب 1095» ومسرحية «سليمان خاطر»

غضبه من الفيلم التسجيلي «سالب 1095» وعرض مسرحي وديوان شعر، بسبب الإساءة للقوات المسلحة والشرطة، حيث دعا الرئيس وسائل الإعلام إلى التصدى للإساءة للقوات المسلحة والشرطة، وقال إن الإساءة لهما خيانة عظمى، وإن هناك فرقًا بين حرية الرأى والإساءة.


وذلك بعد أن اتهمت نيابة أمن الدولة العليا، صناع الفيلم التسجيلى «سالب 1095»، بـ«تعمد نشر أخبار كاذبة للتحريض ضد الدولة، من خلال بث صور وفيديوهات وتصريحات مجتزأة، وانتماء صنّاعه لحركات سياسية معارضة، وتلقيهم تكليفات من جهات إعلامية معادية لإنتاج الفيلم، تمهيدا لإذاعته عبر قنوات معادية للدولة تدعم جماعة الإخوان».


كما أعلنت دار «ضاد للنشر والتوزيع» فسخ تعاقدها مع الشاعر جلال البحيرى، لما بدر منه من «إساءات تمس الوطن فى ديوانه».


وأصدر نادى الصيد بيانًا، أعلن فيه دعمه للقوات المسلحة والشرطة، بعد الانتقادات التى طالت مسرحية «سليمان خاطر»، التى أوقف النادى عرضها، رافضًا الزج بالنادى فى إشارات تسىء ليس للقوات المسلحة والشرطة فحسب، وإنما لكل مؤسسات الدولة.


2- تحركات من البعض لإعادة البلد للنقطة صفر

غضب الرئيس أثناء افتتاح حقل غاز ظهر، حيث قال الإعلامي عزمي مجاهد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان غاضبًا خلال كلمته أثناء افتتاح حقل ظهر بسبب استمرار المؤامرات ضد الدولة المصرية رغم الإنجازات التي قام بها.


وقال الإعلامي محمد الباز إن عنف وغضب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح حقل "ظهر" يعكس وجود تحركات من البعض لإعادة البلد للنقطة صفر، والوصول لمرحلة الفوضى التي أعقبت ثورة 25 يناير.


وأضاف "الباز"، خلال تقديمه برنامج "90 دقيقة"، على قناة "المحور"، أن السيسي تحدث عن التضحية بنفسه من أجل ضمان استقرار مصر، وتعهد بالحفاظ على أمن مصر القومي.


3- هاشتاج «ارحل يا سيسي»

غضب الرئيس من هاشتاج «ارحل يا سيسي»، حيث قال الرئيس في مؤتمر للشباب بجامعة القاهرة: «إحنا دخلونا فى أمة ذات عوز، عارفين ماذا تعني أمة العوز؟ أمة الفقر، وأما آجى أخرج بيكم منها يقول لك هاشتاج ارحل يا سيسى».


وتساءل «عايز أخرجكم من العوز وأخليكم أمة ذات شأن تعملوا هاشتاج ارحل ياسيسي؟ أزعل ولا مزعلش؟» وأضاف «في الحالة دي أزعل».


4- قصة الغضب من الإعلامي خالد أبو بكر

عندما رد بغضب على ما قاله الإعلامي خالد أبو بكر، الذي انتقد في برنامج "القاهرة اليوم" لقاء الرئيس بالشركات، وترك الأزمات التي تمر بها البلاد، في إشارة للأزمة التي شهدتها محافظة الإسكندرية بعد هطول الأمطار بكميات كبيرة وغرق الشوارع وبعض المناطق بها، حيث أكد الرئيس خلال كلمته في ندوة القوات المسلحة أنه من غير اللائق أن يتحدث أحد المذيعين قائلًا: "الرئيس ساب إسكندرية بتغرق وقاعد مع مسئولين من ألمانيا" مؤكدًا أن هذا الأمر يساعد على نشر وعي خاطئ بين الناس.


وقال السيسي موجهًا حديثه للإعلاميين: "أنتم بتعذبوني إن جيت وقفت هنا.. الناس لا فاهمة ولا عارفة قدام الميكروفون بتتكلم فيه، أو جورنال بتكتب فيه".


وأضاف: "الدولة هتضيع.. كده بننشر جهل وعدم وعي بين الناس.. كأن المشاكل بتتحل بالمفاتيح".


5- عدم تقنين المساحات الشاسعة من الأراضي المصرية

أثناء زيارته لمحافظة قنا في صعيد مصر، لافتتاح عدد من المشروعات القومية، عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن غضبه الشديد من عدم تقنين المساحات الشاسعة من الأراضي المصرية، والاستفادة منها بشكل قانوني مع حفظ حقوق الدولة فيها وكذلك المواطن البسيط، قائلا: «مصر مش طابونة.. ومحدش هاياخد حاجة مش بتاعته».


وقد علق الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على غضب الرئيس، قائلًا: "غضب الرئيس هو غضب الدولة، وهو غضب لتنفيذ القانون وتطبيقه".


كما سارع المهندس شريف إسماعيل لعقد اجتماع مع عدد من المحافظين من أجل دراسة وضع الأراضي غير المقننة بجميع المحافظات والبدء في حصرها.


كما قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل لجنة لاسترداد أراضى الدولة ومستحقاتها، برئاسة المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية.


6- الحزن على شهداء الكتيبة 101

السيسي كشف عن غضبه حينما اجتمع بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، معلنا عن تقديم تعازي مصر في أبطال الجيش الذين استشهدوا في الكتيبة 101 في سيناء وراح ضحيتها قرابة 30 مجندا وضابط فضلا عن إصابة آخرين.


7- «داعش ليبيا» يستهدف الأقباط المسلمين

في 15 فبراير 2015  أعلن السيسي عن غضبه بعد استشهاد أقباط مصريين في ليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابي، وقد ردت القوات المسلحة الباسلة على هذا العمل الإرهابي في وقته.


فقد شنّ الجيش المصري غاراتٍ على مواقع تابعة لمجلس شورى المجاهدين في مدينة درنة شمالي ليبيا، وذلك بعد ساعات من مقتل وإصابة عشرات المسيحيين المصريين على يد مسلّحين في مدينة المنيا جنوبي البلاد.


وجاء القصف بعد ساعات من هجوم مسلّحين مجهولين على مجموعة من المسيحيين كانوا في طريقهم إلى دير بصعيد مصر، ما أدّى إلى مقتل 29، وإصابة 24 آخرين.


وقال المتحدث باسم الجيش المصري، إن القوات الجوية نفّذت غارات في مدينة درنة بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعد التنسيق والتدقيق الكامل لكافة المعلومات والبيانات".


وأضاف المتحدث عبر الصفحة الرسمية للجيش على "فيسبوك": "قامت قواتنا الجوية بتنفيذ ضربة جوية مركّزة ضد تجمّعات من العناصر الإرهابية بالأراضي الليبية، بعد التأكد من اشتراكهم في التخطيط والتنفيذ للحادث الإرهابي الغادر الذي وقع بمحافظة المنيا، وما زالت العملية مستمرّة حتى الآن"


8- اجتماع مع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة

عندما عبر الرئيس عن غضبه حينما اجتمع مع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمناقشة الأوضاع في سيناء وموقف مصر من الأشقاء العرب وحماية المنطقة وبينهم اليمن، معتبرا أن الأمن المصرى مبني على أمن المنطقة.


9- سبب غضب الرئيس من الإعلاميين

أبدى السيسي انزعاجه من طريقة بعض الإعلاميين فى تناول موضوعات متعلقة بالدين بشكل مغاير لوجهة نظره في أمر تصحيح أمور الدين وتجديد الخطاب الديني للشباب والعالم الخارجي، وطالب بضرورة عدم الضغط على الرأي العام أو إخافتهم، مؤكدا أنه لا يوجد أغلى من الدين.


10 - وزير التموين وتوقيت الانتهاء من «الشون الترابية» وتحديثها

عبر الرئيس عن غضبه من الدكتور على مصيلحى، وزير التموين، عندما قال خلال افتتاح المشروعات التنموية بمحافظة قنا،: «أنا مش هسيبك يا دكتور المصيلحي تمشي كده»، مطالبًا بمعرفة القرارات الخاصة بالشون الترابية.


وقد كشف وزير التموين سبب غضب الرئيس منه وقال، إن الرئيس كان يرغب في معرفة توقيت الانتهاء من الشون الترابية وتحديثها، وأنه أبلغ السيسي أن تحديث تلك الشون يتطلب اعتماد مبالغ كبيرة.


11- زيادة الحد الأدنى للمرتبات لـ 3 آلاف جنيه

عندما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى رسالة شديدة اللهجة إلى النائب أبو المعاطى مصطفى عضو مجلس النواب عن محافظة دمياط أثناء افتتاح مشروعات تنموية في دمياط، وذلك بسبب مطالبة النائب لزيادة الحد الأدنى للمرتبات لـ 3 آلاف جنيه، وتأجيل زيادة أسعار الوقود لحين تعديل الرواتب، حيث قاطع الرئيس النائب قائلا بنبرة غضب وانفعال شديد: «إنت مين (من أنت)؟.. إنت دارس الموضوع الذي تتحدث فيه.. إنت تريد الدولة تنهض، أم تبقى ميتة؟.. لو سمحت ادرسوا المواضيع جيدًا ثم تحدثوا»، وأضاف الرئيس: «ادرسوا المواضيع قبل الكلام، والدول لا تقوم سوى بالقرارات الحكيمة، فالعواطف لا تنهض بالدول».


12- اللي هيقرب لها لأشيله من على وش الأرض

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته خلال فعاليات إطلاق استراتيجية مصر للتنمية المستدامة، رؤية مصر 2030، بلهجة كلها غضب وانفعال: «أنا لا بلف ولا بدور وعارف مصلحة البلد كويس»، مضيفًا: «إحنا هنقطع مصر ولا إيه أنا مش هسمح بكده.. قسما بالله اللي هيقرب لها لأشيله من على وش الأرض».


وأضاف: «هدفنا هو الحفاظ على الدولة المصرية أي دولة غايتها القومية هي بقاؤها، بمعنى أن الدولة المصرية خلال الفترة الماضية أو السنوات كانت معرضة لتهديد حقيقي وما زالت، وتحدثت أمام البرلمان بكل وضوح هل من كانوا يتمنون ويعملون من أجل أن يكون مصير مصر كمصير الآخرين قائم أم انتهي، إذا كان انتهي فذلك خير ولكنه لم ينته بعد، ما زالت المحاولات تبذل لكي تسقط مصر».


وتابع الرئيس: «أنا عارف مصر زي ما أنا شيفكم قدامي كده وعارف علاجها وأنا بوجه حديثي لكل من يسمعني في مصر لو سمحتم متسمعوش كلام حد غيري أنا بتكلم بمنتهى الجدية أنا مش راجل بكذب ولا بلف وأدور ولا ليه مصلحة غير بلدي ومش بس ليه مصلحها غيرها.. وفاهم أنا بقول إيه».


13- لن أسمح لفاسد بالاقتراب من كرسي الرئاسة

عندما أكد فى جلسة "إسأل الرئيس" ضمن مؤتمر "حكاية وطن"، على أنه لن يسمح لفاسد بالاقتراب من كرسي الرئاسة، وقال الرئيس أنه لن يكون حكرًا على اختيار المصريين لرئيسهم القادم فى الانتخابات الرئاسية، موصيًا الشعب بأن يختار الأصلح، ومن يأتمنونه على مستقبلهم ومستقبل أولادهم.


وتابع: "تخيروا واختاروا وخليكوا حريصين جدًا جدا فى اختياركم، لا تعطوا صوتكم إلا لمن ترونه يستحق أنه يتولى أمركم".


14- هكذا حاول نتنياهو تهدئة غضب السيسي عبر الهاتف

في مقال تم نشره في صحيفة معاريف الإسرائيلية، تحت عنوان «هكذا حاول نتنياهو تهدئة غضب السيسي عبر الهاتف»، كشف الصحفي الإسرائيلي بن كسبيت في مقال مطول أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تعهد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتخاذ خطوات على الأرض باتجاه حل الدولتين والإعلان باعترافه بمبادرة السلام العربية أما العرب فتعهدوا بالتطبيع التدريجي مع تقدم المسيرة.


15- الأزهر وشيوخه وتجديد الخطاب الدينى

عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة عن غضبه من الأزهر وشيوخه بسبب عدم تنفيذ رؤيته فيما يتعلق بموضوع تجديد الخطاب الديني، فخلال الاحتفال بعيد الشرطة، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي حديثه إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قائلا: «تعبتني يا مولانا».


ويكشف هذا عن عمق الخلاف بين رؤية الرئيس لتجديد الخطاب الديني، وما يتمسك به الأزهر من ثوابت يحرص عليها، ويرى في الخروج عنها مساسًا بقواعد مستقرة منذ مئات السنين، ويؤكد أن الرئيس غير راضٍ عن أسلوب تعاطي الأزهر الشريف مع ملف الخطاب الديني.


يأتي ذلك بعد أن وجه الرئيس عشرات الدعوات للأزهر الشريف، لتصويب وتطوير الخطاب الديني من منطلق إيمانه بأن الأزهر الشريف هو المسؤول الأول عن تحديد الخطاب الديني، ليس في مصر فقط بل وعلى مستوى العالم، وهو ما دعاه في أكثر من مناسبة إلى مطالبة الأزهر بـ«ثورة دينية»؛ لتجديد الفكر وتطوير الخطاب الديني بما يتناسب مع العصر الحالي سعيًا لتغيير المفاهيم الخاطئة.


وفي إحدى المرات قال الرئيس إنه ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مدار المئات من السنين، يدفع الأمة بكاملها إلى القلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها.


وكان الطلاق الشفوي إحد الأزمات التي أثارت غضب الرئيس، فخلال احتفالات عيد الشرطة، حاول السيسي أن يقتنص من شيخ الأزهر فتوى شرعية بمنع الاعتراف بالطلاق الشفوي في معرض حديثه عن الإحصاءات المرتفعة للطلاق في مصر، وقال السيسي: «هل نحن يا فضيلة الإمام بحاجة إلى قانون ينظم الطلاق بدل الطلاق الشفوي، لكى يكون أمام المأذون، حتى نعطى للناس فرصة لتراجع نفسها، ونحمى الأمة بدل تحولها لأطفال فى الشوارع بسلوكيات غير منضبطة»، متابعا: «ولا إيه يا فضيلة الإمام، «تعبتني» يا فضيلة الإمام».


لكن هيئة كبار العلماء التي يترأسها شيخ الأزهر أصدرت بيانًا رافضًا لاقتراح الرئيس، وعدم شرعية طلبه، وجاء البيان بعد اجتماع طارئ بعنوان «بيان للناس من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف» بصيغة غير معتادة تدل على أهمية الموضوع.


وشهدت الفترة الماضية عدة انتقادات، من الرئيس عبد الفتاح السيسي لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، للطيب من بينها في 2015 وخلال الاحتفال بالمولد النبوي، طالب الرئيس السيسي الأزهر بما وصفة «ثورة في الخطاب الديني»، وقال: «إننا في حاجة لثورة وتجديد في الخطاب الديني، وأن يكون هذا الخطاب متناغمًا مع عصره»، ووجه السيسي الكلمة لشيخ الأزهر قائلًا «أنتم المسئولون أمام الله عن ذلك»، وتابع: «والله لأحاججكم يوم القيامة».


وفي ديسمبر 2016 خلال الاحتفال بالمولد النبوي تكرر النقد ووجه السيسي كلامه للطيب: «أنا بقول لفضيلة الإمام كل ما أشوفه أنت بتعذبني، فيقولي أنت بتحبني ولا لأ.. ولا حكايتك إيه؟.. أنا بحبك وبحترمك وبقدرك وإياكم تكونوا فاكرين غير كده تبقى مصيبة، أنا بحب الإمام وعارف دور الأزهر ومقدره كويس في مصر والعالم كله».


يقول اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن فعل «ارحل» كبير جدا، وأنه من حق الرئيس أن يغضب، لاسيما في ظل الجهود الكبيرة التي يبذلها من أجل النهوض بالبلد، ورغم الإصلاحات التي حققها في وقت قصير، رغم قسوتها على الشعب، لكن كان لابد منها من أجل إنقاذ البلد من الانهيار، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الإنجازات التي تحققت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى منها، حقول الغاز والعاصمة الإدارية الجديدة وبناء الطرق والكباري وقناة السويس، إضافة إلى بناء الجيش والقوات البحرية وتنويع مصادر السلاح.


وحمل الخبير العسكري الإعلام المصري مسئولية عدم توصيل كل هذه الإنجازات للناس، من أجل ذلك يحاول الرئيس في كل المناسبات اطلاع الشعب وتعريفه بهذه الإنجازات التي لم تتحقق في عشرات السنين، كما حمل الحكومة جزءً كبيرًا من المسئولية بسبب عدم قدرتها على إظهار تلك الإنجازات.


وأكد «درويش» أن نبرة الغضب عند الرئيس سببها أن قلبه على البلد، وكذلك غيرته الشديدة على البلد، مشيرا إلى أن العسكريين من أكثر الناس إيمانا بتراب هذا الوطن، ويكفى الرئيس أنه حارب الإخوان وأفشل مشروعهم، الذي كان سيحول مصر إلى مصير سوريا والعراق، لافتا إلى أن الإعلام المصري لا يبرز التضحيات التي يقدمها رجال الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب وخاصة في سيناء.


ولفت الخبير العسكري إلى أن غضب الرئيس من الإعلام يكون بسبب عدم إبرازه للإنجازات التي يتم تحقيقها على أرض الواقع، وعدم إدراكه للمخاطر التي تتعرض لها البلد، مشيرا إلى أن السيسي اختار الطريق الصعب وضحى بشعبيته من وضع الدولة المصرية على الطريق الصحيح، لافتا إلى أن غضب الرئيس من الأزهر بسبب أنه مخترق من جماعة الإخوان المسلمين ومن المذهب الوهابي، منوها أنه لا يوجد شيء اسمه الإسلام الوسطي، ولكن هناك صحيح الدين.


وعن تذكير الرئيس الدائم بالمؤامرات التي تحاك ضد الدولة، قال الخبير العسكري، إن الرئيس لا يستطيع الكشف عن كل شيء لأن هناك أشياء كشفها يهدد الأمن القومي للدولة، مؤكدًا أن التهديدات التي تواجهها الدولة المصرية ما زالت قائمة ومستمرة، لاسيما من إيران وإسرائيل والسودان، فإيران تعتبر مصر هي البوابة الرئيسية لنشر المذهب الشيعي في المنطقة، كما أن إسرائيل ترى أن الجيش المصري هو التهديد الوحيد لها في المنطقة، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي صدر القوات المسلحة في الأعمال المدنية ووضعها تحت أمر الشعب من أجل بناء الدولة والنهوض بها.


من جانبه يقول الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث، إن نبرة الغضب عند الرئيس عبد الفتاح السيسي عالية أكثر من الرؤساء السابقين بسبب تعرضه للنقد أكثر من غيره من هؤلاء الزعماء، مشيرا إلى أن الرئيس واقع تحت ضغط النظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يفرض عليه رفع الدعم وترك المعاملات التجارية بين الناس طبقا لآلية العرض والطلب، لافتا إلى أن كل خطابات السيسي تقوم على طمأنة الناس ومطالبتهم بالصبر وتعريفهم بصعوبة الإصلاحات التي يجريها، وهذا يضعه تحت ضغوط كبيرة.


ويقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن إثارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لموضوع هاشتاج «ارحل يا سيسي» كان خطأ كبيرًا من جانب الرئيس، لأنه أعطى لأصحاب هذا الهاشتاج أهمية ولفت النظر إليهم، مشيرا إلى أن السياسي الشاطر هو الذي يتجاهل مثل هذه الأعمال ولا يعيرها أدني اهتمام، لاسيما وأن عدد المصريين على تويتر لا يتعدى نصف مليون مشترك، بالاضافة إلى أن مثل هذه الهاشتاجات يقف وراءها شبكات وحسابات مزيفة، ولها أهداف محددة، وبالتالي بالحديث عن هذا الموضوع هو أعطى أهمية له وجعل أصحابه يشعرون بأن لهم أهمية وبأن صوتهم يصل للرئيس، لذلك كان على الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاهل ذلك وعدم إعطائه أي اهتمام.