رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مصير «إخوان مصر» في تركيا بعد رحيل «أردوغان »

النبأ


«حسن»: ستكون ضربة قوية ثانية للإخوان بعد مصر

«غباشي»: سيؤثر على مشروع الجماعة والتحالفات السياسية في المنطقة

 

في ظل الرباط  المقدس، والزواج الكاثوليكي، الذي يربط بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، تساءل الكثيرون عن مصير أعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين في تركيا في حال عدم نجاح الرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية القادمة في تركيا؟.

يأتي ذلك في ظل وحدة المصير التي تربط الطرفين، فحسب خبراء ومتخصصون، فإن ثمة دوافع عدة تقف وراء الدعم التركي لجماعة الإخوان في المنطقة العربية، أهمها، أن هناك هدف مشترك للطرفين وهو عودة الخلافة الإسلامية بصورة عصرية، استغلال أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين من أجل ترسيخ مواقعها في العالم العربي نظراً للتوافق العقائدي والأيديولوجي بين “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا وتوجهات جماعة الإخوان وامتداداتها في العالم العربي، وتوظف تركيا قضايا جماعة الإخوان لاستنساخ إستراتيجية طهران في رعاية التنظيمات الشيعية، حزبية كانت أو عسكرية، من أجل خدمة نفوذها الإقليمي، وتمدد قواتها العسكرية خارج حدودها الجغرافية.    

لكن مصير قيادات الجماعة في تركيا في حال رحيل أردوغان ما زال غامضا، لأنه – حسب خبراء -  يتوقف على  مصير حزب العدالة والتنمية، وموقف الرئيس الجديد من الجماعة، والذي سيكون من المعارضة التركية المعروفة بمعارضتها للفكر الإسلامي، وعلمانيتها المتطرفة.

لكن مصير الجماعة في حال سقوط أردوغان، لن يخرج عن السيناريوهات التالية – حسب الكثير من الخبراء -:

السيناريو الأول: يتمثل في قيام الرئيس الجديد الذي سيكون من التيار العلماني المتشدد، بالتخلص من قيادات وأعضاء الجماعة، وإغلاق قنواتهم، سواء عن طريق تسليمهم لمصر، أو ترحيلهم إلى دول أخرى مثل بريطانيا وقطر وماليزيا وإندونيسيا، من أجل تحسين العلاقات التركية العربية، لاسيما مع مصر والسعودية والإمارات، وإعادة فكر كمال أتاتورك، المعادي للفكر الإسلامي.

السيناريو الثاني: ويتمثل في عقد صفقة بين حزب العدالة والتنمية، والرئيس الجديد، تقضي ببقاء قيادات الجماعة في تركيا، وعدم تسليمهم لمصر، لكن بعد إغلاق قنواتهم، ومنعهم من الحديث في السياسة، أو مهاجمة الدول العربية، وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات.

وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو، قد دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التخلي عن دعم الإخوان، والتخلي عن استقبال واستضافة رموز الإخوان الذين يتهمهم العالم الإسلامي بدعم الإرهاب.

 

عن هذا الموضوع يقول الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن العلاقة بين أردوغان والإخوان قائمة على المصالح والأيديولوجية، باعتبار أن مرجعية حزب العدالة والتنمية هي المرجعية الإسلامية مثل الإخوان وحركة حماس، وأردوغان لا ينكر هذه العلاقة، بل هو يرسخها داخل تركيا وخارجها، مؤكدا على أن رحيل أردوغان وحزب العدالة والتنمية سيكون له تأثير على مشروع الجماعة وعلى التحالفات السياسية في الشرق الأوسط، باعتبار أن طبيعة علاقات تركيا الخارجية في عهد أردوغان كانت مبنية على أساس أيديولوجي، وعلى أساس علاقته بجماعة الإخوان المسلمين.

 

من جانبه يقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصير جماعة الإخوان المسلمين في تركيا يتوقف على نتيجة الانتخابات، موضحا أن العلاقة بين الإخوان وأردوغان علاقة أيديولوجية منذ حكم أربكان الذي كان يمثل فرع من فروع الجماعة في تركيا، وبالتالي هناك توافق تام بين الجماعة وأردوغان من حيث النشأة والتطور، منوها إلى أن مشروع أردوغان وجماعة الإخوان المسلمين تعرض لضربة قوية بعد سقوط الجماعة في مصر، مؤكدا على أن سقوط أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية سيكون ضربة قوية ثانية أخرى لجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة بعد مصر، لاسيما بعد أن أصبح هناك خطوط مقاومة لهذا المشروع، لاسيما من جانب مصر والسعودية والإمارات، مستبعدا حدوث تغيير كبير على خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، أو على علاقات تركيا بالدول العربية، لأن علاقات تركيا الخارجية قائمة على المصالح والصراع على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، لكن ربما يتم تغيير التكتيك السياسي لتركيا فقط، من خلال تحجيم دور التيار الديني في السياسة التركية، متوقعا حدوث مفاجآت في نتائج الانتخابات التركية القادمة، مؤكدا على أن التدخل الخارجي في الانتخابات التركية سواء بالدعم المالي أو السياسي أو الإعلامي سيكون له تأثير على نتائج الانتخابات.