رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أهم «7» روايات وأساطير عن مسجد عمرو بن العاص

النبأ


يشهد مسجد عمرو بن العاص، طوال شهر رمضان، إقبالًا هائلًا من المسلمين رجالًا ونساءً؛ لأداء صلاة التراويح، ويمتلئ بالمصلين إلى آخره، خاصة ليلة الجمعة الأخيرة من الشهر الكريم، والمعروفة بـ«الجمعة اليتيمة».


ومسجد عمرو بن العاص يعرف باسم «الجامع العتيق»، أو «تاج الجوامع»، ويعد أول مسجد أنشئ فى إفريقيا، ورابع مسجد فى الإسلام، وبنى مسجد فى مدينة الفسطاط التى أسسها المسلمون بمصر بعد فتحها، وبنى مسجد عمرو بن العاص عام 21 هجرية، الموافق 642 ميلادية، على مساحة 150 ذراعًا بـ«الطوب اللبن»، وفرش أرضه بالحصى، وغطى سقفه بجريد النخل، وكان له ستة أبواب.


وشارك فى تصميم هذا المسجد عدد من الصحابة، أهمهم أبو ذر الغفارى، واشترك فى تحديد قبلته ثمانون من الصحابة، وهذه الأرض التى أسس عليها مسجد عمرو بن العاص، كانت ملكا لـ«قيسبة بن كلثوم»، وطلب منه «عمرو» أن يشتريها لتكون مسجدًا، فأجابه بالقبول، وتصدق بها، وتم بناء المسجد عليها.


وعندما بنى مسجد عمرو بن العاص لم يكن له صحن، ولا محراب، ولا فرش، ولا مئذنة، ولم يدخل فى بنائه أى أعمدة رخامية فى عهد «عمرو»، وكانت جدرانه تخلو من الزخارف والبياض، وظل كذلك حتى عام 53 هجرية، وفى عهد معاوية بن أبى سفيان، أنشأ والى مصر مسلمة ابن مخلد الأنصارى «4» صوامع للمؤذنين فى أركان المسجد، بعد زيادة مساحته، ونقش اسمه عليه، وفرشه بالحصر، وأمر بإنشاء المنابر فى المساجد، ثم توالت أعمال التطوير على يد من حكموا مصر، حتى وصلت مساحته بعد عمليات التطوير المستمرة نحو 24 ألف ذراع معمارى، وتبلغ مساحته الآن 120 فى 110 أمتار.


وفى عام 564 خاف الوزير شاور من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط، بعد الحملة الصليبية على بلاد المسلمين، فقام بإشعال النيران فيها؛ نظرا لعجزه عن الدفاع عنها، ونتج عن هذا الحريق احتراق مسجد عمر وبن العاص.


وفى عام 568 أمر صلاح الدين الأيوبى بإعادة إعمار المسجد من جديد، بعدما ضم مصر إلى دولته، فقام ببناء صدر الجامع، والمحراب الكبير، الذى كسى بالرخام، ونقش عليه نقوشا منها اسمه.


وفى عام 1268 ميلادية-الموافق 696 هجرية، جددت القواصر العشرة المطلة من الإيواء القبلى على الصحن، وجدد أعمدته وبياض الجامع.


أمر السلطان «قلاوون»، الأمير عز الدين الأفرم، بعمارة الجامع، عام 687 هجرية الموافق 1288 ميلادية،  وفى أعقاب زلزال «عبد الملك» عهد الناصر محمد بن قلاوون، إلى الأمير "سلار" نائب السلطنة بتعمير الجامع تعميرا شاملا.


روايات وأساطير عن مسجد عمرو بن العاص


1-من أكثر الأحاديث شهرة عن مسجد عمروبن العاص ذكرت فى كتاب "مفتاح المفاتيح"، تقول إن فى المسجد ركنا يستجاب فيه الدعاء.


2-هناك من يعتقد أن المقام الموجود فى المسجد هو مقام عمرو بن العاص، ولكن الحقيقة أن المدفون فى المقام هو "عبد الله بن عمرو"، وهو من أشهر رواة الحديث وهو ابن عمرو بن العاص.


3-جامع عمر وبن العاص يوجد به عمود رخامى على مقربة من دكة القارئ فى إيوان القبلة، وهذا العمود به خط حلزونى حول العمود، ويقال إن هذا الخط أثر ضربة كرباج أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضى الله عنه، عندما استعصى على العمال حمله من المدينة إلى الفسطاط، أثناء بناء الجامع وعندما ضربه أمير المؤمنين أطاعه، ويقال إن هذا العمود يشفى بأمر الله من الأمراض العضال، عن طريق وضع لسان الشخص المريض على العمود عدة مرات، بغرض الشفاء، ولذلك قامت وزارة الأوقاف بإحاطة هذا العمود بقفص حديدى؛ لمنع الناس من هذا الفعل الخرافى، وعند إجراء الترميمات الأخيرة رفع الخط، ونسى الناس هذه البدعة.


4- أما عن حكاية صلاة البهرة، فيأتى أتباع طائفة البهرة الخارجة على الإسلام يوم الجمعة قبل قراءة القرآن بنحو ساعتين، رجالا ونساء يصلون فرادى ركعتين بالقرب من البئر الموجود فى إيوان القبلة، فى جامع عمرو باعتبار أن هذه المنطقة مقدسة لديهم.


5-حكاية المعجزة:

وهناك العديد من القصص والروايات حول المسجد العتيق، والتى يتسابق المسئولون عن الدين فى مواجهة هذه البدع، ولكنهم أبدا لا ينسون حكاية المعجزة التى تكلم عنها الأجداد، وهذه الحكاية تقول إن جامع عمرو بن العاص كانت مساحته ضعف مساحته الحالية، وفى أحد الجمع الأخيرة من شهر رمضان "اليتيمة"، طار نصف المسجد بمن فيه من المصلين، واتخذ موضعا له فى الجنة، وأن النصف الثانى للجامع الموجود حاليا سيطير بمن فيه من المصلين، لذلك نجد تواجدا كثيفا فى يوم الجمعة الأخيرة "اليتيمة" من شهر رمضان بداخل المسجد، خصوصا القادمين من الدول الأفريقية.


ولكن ما يقال قد يكون مجرد حلم أو أمنية من المصلين؛ لأن جامع عمروبن العاص ذو قيمة حضارية عظيمة، حيث يتحول المسجد فى النصف الثانى من شهر رمضان إلى طوفان من البشر، من كل الأماكن، ليسعدوا بلحظات حالمة فى أحضان مسجد بناه الصحابة فوق أرض الكنانة.


6- كما يوجد فى مسجد عمر وبن العاص بئر فى إيوان القبلة، من الجهة الجنوبية الشرقية عند لوحة مفاتيح الكهرباء، وكان يستخدم للوضوء قديما، ويعرف باسم "البستان"، ومع مرور الزمن جف هذا البئر، إلا من بعض المياه الراكدة، وقد شاع بين بعض النسوة الأميات أن هذا الماء يشفى المرأة العقيم، بعد أن يصب على ظهرها، لكن الآن لا يوجد ماء بهذا البئر، كما قامت هيئة الآثار المصرية بوضع غطاء زجاجى فوق البئر لإنهاء هذه البدعة.


7- أشيع عن مسجد عمرو بن العاص وجود عمودين رخاميين محفور على أحدهما بعض الآيات القرآنية، وموجودان مع البائكة الأخيرة من إيوان القبلة، وكان فى عهد الفاروق عمر بن الخطاب، والفاتح عمرو بن العاص رضى الله عنهما، يأتى إلى الجامع المتنازعون والخصوم ليحتكموا إلى عمر بن الخطاب، فكان يدعو الخصوم أن يمروا بين هذين العمودين، فمن صدق حديثه مر من بينهما حتى لو كان ضخم الجسم، أما إذا كان كاذبا فلم يمر، وإن كان نحيفا، أى أن هذين العمودين كانا بمثابة جهاز كشف الكذب، وهى خرافة لا يصدقها عقل.