رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

القصة الكاملة لـ«كورس» تأهيل المقبلين على الزواج.. وتعليم «إتيكيت» التعامل مع «العروسة»

شخص يتزوج
شخص يتزوج


بعد رفض الأزهر دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوثيق «الطلاق الشفهي» للحد من ظاهرة الطلاق التي انتشرت داخل الأسرة المصرية، كشفت إحصائيات أن هناك ما يقرب من 40 ألف حالة طلاق سنويًا، ولجأت دار الإفتاء إلى تبني مبادرة جديدة لحل تلك الأزمة عن طريق تنظيم دورات تدريبية عبارة عن «كورس» مركز للمقبلين على الزواج أو المتزوجين حديثًا لتثقيفهم وتعريفهم بمتطلبات الحياة الزوجية، وكيفية مواجهة الأزمات، ومؤخرًا أعلنت دار الإفتاء المصرية فتح باب الاشتراك في البرنامج السادس لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج.


وذكرت الدار، أن الزواج من أهم وأخطر الأمور الشرعية؛ لخطورة ما يترتب عليه من آثار على كل من الطرفين، الزوج والزوجة، وعلى جميع المحيطين بهم، وعلى المجتمع من بعد ذلك، وكذلك خطورته تظهر في أنَّ الزواج هو الرافد الشرعي الوحيد لإخراج جيل من الأبناء الذين يكونون امتدادًا للأجيال السابقة فيما بعد، ولعل خبرة دار الإفتاء المصرية على مدار أكثر من مائة عام من القيام بمهمة الإفتاء الشرعي تؤهلها للوقوف على أهم أسباب تقوية الروابط الأسرية وأهم أسباب انفصامها، وكذلك الوقوف على أسباب ودوافع ما ابتلى به المجتمع من كثرة وقوع الطلاق بين طبقة الشباب؛ لأسباب راجعة في أغلبها إلى قلة المعرفة وعدم التأهيل المناسب، وما ترتب على ذلك من تزايد حالات الطلاق بشكل يهدد استقرار الأسر المصرية؛ نتيجة لانتشار الأفكار والمفاهيم المغلوطة والمنحرفة المفسدة للزواج والأسرة؛ خاصة مع انتشار التيارات المتشددة وانتشار أفكارها عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ ما جعل كثيرًا من الأحكام الشرعية والقيم الأخلاقية مشوشًا عليه؛ بسبب ما تقوم به تلك التيارات من ضجيج وتشغيب.


ولما سبق قد استشعرت دار الإفتاء المصرية خطورة الأمر وقصدت سد الحاجة المجتمعية إلى الإرشاد والتأهيل المناسب إلى شباب المجتمع المقبل على الزواج تحقيقا لمقصد مهم من مقاصد الشرع الشريف وهو بناء الأسرة التي هي أساس المجتمع على قدر من الوعي الصحيح، والعلم الرصين.


وكشفت دار الإفتاء، أن الهدف العام من البرنامج: هو تدريب وتأهيل وإرشاد عدد من المقبلين على الزواج على مهارات الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية التي يواجهها الزوجان، ويتوقع من المتدرب في نهاية البرنامج أن يكون قادرًا على:


إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين.


فهم طبيعة كل طرف من الناحية النفسية والاجتماعية والثقافية.


الإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية.


التعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج.


وقالت دار الإفتاء، إن المتاح لهم لدخول «كورس» الحياة الزوجية، هم الشباب المقبلون على الزواج، أو المتزوجون، الراغبون في اكتساب بعض المهارات الخاصة بتحقيق السعادة الزوجية وفق الرؤية الشرعية.


وأضافت الدار، أن مدة البرنامج تستغرق ستة أسابيع، على مدار يومين في الأسبوع «الإثنين، والأربعاء»، لمدة ساعتين في اليوم، من الخامسة مساءً بما يعادل «24» ساعة تدريبية، وتبلغ قيمة الاشتراك 80 جنيهًا مصريًا.


من ناحيته، أكد مجدي عاشور، أمين الفتوى، والمستشار الأكاديمي لفضيلة المفتي، أن الدورة التدريبية يحاضر فيها متخصصون في الطب النفسي، والصحة الزوجية والإنجابية، وخلال التدريب تعقد محاضرات للشباب حول:


أسس اختيار الزوج والزوجة، بدءا من الخطبة، وعقد الزواج، وآثار عقد الزواج، كما تتضمن المحاضرات قواعد العشرة الحسنة، والإرشاد النفسي والاجتماعي، من حيث تهيئة الزوجين للحياة الزوجية، تدريب الزوجين على حل الإشكالات الزوجية، وعلى التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية، كما تناقش المحاضرات موضوعات الإرشاد الطبي والصحة الإنجابية، حيث تقدم نصائح عامة للمقبلين على الزواج، ونصائح متعلقة بالإنجاب وسبل تنظيمه.


وذكر «عاشور»، أن الدورات التدريبية تتضمن أيضًا: تعليم الشباب التصميم والديكور المنزلي من حيث أسس الديكور المنزلي وأسس اختيار الأساس المنزلي والأثر النفسي للديكور والألوان والنباتات المنزلية.


بدوره، أوضح الدكتور عبد الغني سعد، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن دار الإفتاء تتلقى سنويا 40 ألف سؤال عن الطلاق، بما يعادل 3000 فتوى شهريًا، وهو الذى جعل الدار تستشعر خطورة الأمر وتلك الظاهرة التى انتشرت فى مجتمعنا المصرى وضرورة تنظيم تلك الدورات للتأهيل.


مطالبا بضرورة تقديم الأزهر مشروع قانون يلزم المقبلين على الزواج الحصول على تلك الدورات، كشرط لصحة عقد الزواج، وبدونها لم يقبل المأذون على عقد القرآن، خاصة أن الكنيسة انتبهت لهذا الأمر، وتقوم بتنفيذ تلك الدورات التدريبية للمقبلين على الزواج، منوهًا إلى أن هذا شيء إيجابي للغاية.


وأشار «سعد» إلى أن المتدرب فى نهاية البرنامج يكون قادرًا على إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين وفهم طبيعة كل طرف من الناحية النفسية والاجتماعية والإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية والتعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج واكتساب بعض المهارات الخاصة بتحقيق السعادة الزوجية وفق الرؤية الشرعية.