رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

نكسة التجمع الخامس (2)

أسامة الغزالى حرب
أسامة الغزالى حرب


مرة أخرى أكرر ترحيبى بتولى الوزير محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية التحقيق فى أسباب غرق حى التجمع الخامس تحت مياه الأمطار يوم الثلاثاء الماضي، وأدعوه ـ بالمناسبة ـ للتحقيق فى شبهات للفساد يعانى منها ذلك الحى المتميز فى القاهرة. أولاها، يتعلق بالحدائق الصغيرة المنتشرة بين المساكن فى التجمع الخامس، والتى تعتبر إحدى مزايا التجمع بلا شك، ولكن نظرة إلى تلك الحدائق تكشف الوضع البائس الذى آل إليه الكثير منها، فأنت أمام مساحات خضراء باهتة يفترض أن تتم صيانتها ورعايتها على نحو سليم، ولكن هذا لا يحدث فعليا، هناك بالفعل مقاولون من الباطن تصرف لهم مستحقات بعقود وهمية لا تتم على أرض الواقع، فلا صيانة ولارعاية حقيقية، وإنما مجموعة من المساحات الخضراء الباهتة التى لا صاحب لها، ولذلك لجأ السكان فى بعض الحالات إلى أن يقوموا هم برعاية تلك الحدائق على نفقتهم الخاصة. ثانيها، أن العقود المبرمة بين جهاز المدينة وبين السكان تنص على أن الأرض المباعة مخصصة لغرض السكن، ويحظر على الساكن (أى الساكن صاحب الأرض) استعمالها فى أى غرض آخر تجارى أو صناعى أو تعليمى أو دينى أو أى استخدام آخر...ولكن هذا كله يتم التحايل عليه، وتوجد شركات ومكاتب بكل ما يحيط بها من ضوضاء وزحام للسيارات . وعندما يشكو الجيران يسارع موظفون «بتشميع» المكان فقط لبضعة أيام أو حتى ساعات قليلة، ليعود الوضع بسرعة إلى ماكان عليه!. مثال ثالث، يذكرنا بمسجد «ضرار» الذى قام بعض المنافقين ببنائه أيام الرسول «صلى الله عليه وسلم» فأمر الرسول بهدمه! حيث قام أحد الذين سبقت إدانتهم فى قضية الوزير السابق إبراهيم سليمان ببناء مسجد على أرض حدائق محظور البناء فيها!. إننى لا أجد فى مواجهة هذا الموقف خيرا من الآية الكريمة «يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون»...«البقرة 9».

نقلًا عن «الأهرم»