رئيس التحرير
خالد مهران

رد فعل أهالي «الدنافقة» بعد كشف لغز «خطف وقتل» الأطفال على يد «شيطانة القرية»

المتهمة حنان من قرية
المتهمة حنان من قرية الدنافقه بسوهاج


أثارت حوادث خطف الأطفال والتخلص منهم بطريقة بشعة في قرية الدنافقة بمركز دار السلام في محافظة سوهاج جدلًا واسعًا، خاصة بعدما تم الكشف عن هوية مرتكب تلك الجرائم وتبين أنها سيدة تدعى "حنان" وأنها فعلت ذلك بالتعاون مع حماتها، ولم يتوقع أهالي القرية أن يكون وراء ارتكاب تلك الجرائم واحدة منهم إذ ظنوا أن إحدى عصابات تجارة الأعضاء التي ظهرت في الآونة الأخيرة وراء هذا الأمر، خاصة وأن المتهمة كانت حريصة على عدم ترك أي آثر لجرائمها.

وفي هذا السياق، قال علي عوض، المحامي بالنقض وأحد أهالي قرية الدنافقة بمركز دار السلام جنوب شرق محافظة سوهاج، إن ما قامت به المتهمة «حنان» أمر لا يصدقه عقل رغم اعترافها بارتكاب هذه الوقائع، مشيرًا إلى أن المتهمتين «حنان وحماتها» ينتميان إلى عائلة «آل جمعة»، وهي ذات العائلة التي ينتمي إليها ثلاثة أطفال من ضحاياهما وهم: «آدم ويوسف ومحمد»، بينما تنتمي الطفلة «حنين» لعائلة أخرى.

وأضاف «عوض» في تصريحاته لـ«النبأ» أن عائلة «آل عطية» التي تنتمي إليها الطفلة حنين إحدى ضحايا المتهمة يحترمون القانون وينتظرون حكمًا عادلًا يشفي صدورهم، لافتًا إلى أنهم بعد كشف لغز اختفاء الأطفال قالوا: «إذا كانت المتهمة عملت في ابن أخوها كده احنا هنعمل إيه».

وقال شخص آخر من أهالي القرية، رفض ذكر اسمه، أن الدنافقة كانت تعد أهدى قرى مركز دار السلام بسوهاج؛ لعدم وجود خلافات ثأرية بها، مؤكدًا أن جرائم خطف الأطفال والتخلص منهم بهذه الطرق هى الأخطر على مستوى العالم وليس مصر فقط.

يذكر أن الأجهزة الأمنية بسوهاج بقيادة اللواء خالد الشاذلي، مدير البحث الجنائي بالمحافظة، كشفت عن «لغز» جريمة بشعة في الصعيد تمثلت في قيام سيدتين بخطف وقتل الأطفال بقرية الدنافقة بمركز دار السلام جنوب شرق محافظة سوهاج، وطريقة تخلصهما من الجثث بأساليب مختلفة.

وتوصلت تحريات المباحث التي قادها اللواء خالد الشاذلي، مدير البحث الجنائي والعميد منتصر عبدالنعيم رئيس فرع الأمن العام، والعميد محمود حسن رئيس مباحث المديرية، والعقيد أحمد شوقى رئيس فرع بحث شرق والمقدم المزمل نافع وكيل الفرع، والرائد محمد أبو العطا رئيس المباحث والنقيب كريم علام رئيس مباحث التنفيذ، وباقي ضباط مباحث المركز ولقوة المرافقة، أن المدعوة «حنان . ھ. ن» شقيقة والد الطفل "محمد سامح" أحد ضحاياها، وراء ارتكاب تلك الوقائع بالاشتراك مع أخرى.

وأضافت تحريات المباحث أن النقيب كريم علام، رئيس مباحث التنفيذ في مركز شرطة دار السلام، هو الذي اكتشف «لغز» واقعة تغيب الطفل «محمد سامح» عندما شاهد المتهمة أثناء نزولها من أعلى سطح المنزل بعدما «شم» رائحة غريبة ورأى دخانًا كثيفًا وألسنة لهب فوق سطح المنزل، وتبين أن الحريق بالفرن البلدي في المنزل حيث تمكن الأهالى من إخماده وعثر على جثة الطفل المتغيب «متفحمة».

وتبين أن المتهمة سالفة الذكر هي التي أشعلت النيران، لتتخلص من جثة الطفل وتمكن رئيس مباحث التنفيذ وباقي القوة بمساعدة الأهالى من ضبطها، وتم التحفظ عليها.

وبمناقشتها حول الواقعة وظروفها وملابساتها أقرت بارتكاب الواقعة والتخلص من الطفل وقتله وعللت ذلك بأنه نتيجة تحريض من «حماتها» المدعوة «أفياد. م. ن » 57 ربة منزل؛ اعتقادًا منها بأن والد الطفل هو الذى قتل حفيدها الطفل المتغيب «آدم».

وأضافت المتهمة أنها وراء ارتكاب الوقائع السابقة في القرية، والمحرر بها المحاضر رقم 780 لسنة 2017 باختفاء الطفل «يوسف»، مؤكدة أنها قامت بخطفه وتسليمه إلى «حماتها»، ولا تعلم مكانه حتى الآن.

وتابعت: ورقم 2796 لسنة 2017 إدارى دار السلام باختفاء الطفلة «دنيا أحمد» بنفس الأسلوب وتسليمها لوالدة زوجها مضيفة أن«حماتها» هي التي تخلصت من جثة الطفلة بإلقائها فى غرفة الصرف بدورة المياه الفاصلة بمنزلها.

كما عللت كل ذلك بأن حماتها هددتها بالطلاق من ابنها إن لم تنفذ ما تطلبه منها وذلك لاعتقادها بأن الذى قتل حفيدها هو والد الطفل الذى تم العثور عليه داخل الفرن.

وتحرر عن ذلك المحضر رقم 4911 لسنة 2017 إدارى دار السلام وتم العرض على النيابة لتتولى التحقيقات، والتي أمرت بضبط وإحضاره الأخيرة حماتها.

بدأ أكتشاف الواقعة عندما تلقى ضباط مباحث مركز شرطة دار السلام بسوهاج بلاغًا من الأهالي يفيد باختفاء الطفل محمد سامح المقيم بقرية الدنافقة صباح الأربعاء.

تم تشكيل فريق بحث من ضباط مباحث المركز، وأثناء البحث اكتشف بأن الأهالي عثروا على الجثة متفحمة داخل فرن بلدي أعلى سطح المنزل.

وكثف رجال المباحث جهود البحث حتى تمكنوا من كشف غموض الواقعة وألقوا القبض على المتهمتين وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وتباشر النيابة العامة التحقيقات.