رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«تظبيط» مناهج الأزهر من الإعدادية حتى الجامعة «علشان عيون المسيحيين»

تفجيرات الكنائس -
تفجيرات الكنائس - أرشيفية


تعرض الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لهجوم عنيف، واتهمت بعض وسائل الإعلام، مناهج الأزهر بتخريج الإرهابيين، لاحتوائها على آراء شرعية ضد المسيحيين، كما خرج البعض الآخر، مطالبًا بضرورة تنقية تلك المناهج.


وردًا على تلك الاتهامات، قدم الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، لـ«النبأ»، الدليل القاطع على كذب ادعاءات منتقدي الأزهر، حيث قال، إن مناهج المراحل التعليمية بالمعاهد الأزهرية منذ الابتدائي حتى الإعدادي والثانوي، وأخيرًا الجامعة، تمت تنقيتها بالكامل، من جميع العبارات والجمل التراثية التي كانت بها بعد اللغط، والتي لا تتناسب مع الظروف الحالية.


واستعرض «شومان» ما تم في مناهج الأزهر، ففي المرحلة الإعدادية: وتحديدًا مادة أصول الدين، والمقررة على الصف الأول الإعدادى بالمعاهد الأزهرية، جاء فى مقدمة الكتاب بالصفحة الثالثة، أن الكتاب يبين علاقة المودة بين المسلمين وغير المسلمين، ويبين الحقوق والواجبات المقررة على كل منهما، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي تظهر سماحة الإسلام، وسماحة خلق النبي عليه الصلاة والسلام، مع جانب من سيرته وتعاملاته مع غير المسلمين.


فيما يتضمن نفس الكتاب، والمقرر على الصف الأول الإعدادي، فى الصفحة «٦٢»، درس المساواة بين الناس فى الخلق، وأن المساواة تكون على مبدأ المواطنة، فى إشارة إلى أن المسلمين والمسيحيين «سواء» وشركاء فى الوطن، كما فى الصفحة رقم «٦٥» تضمن الكتاب الدروس المستفادة من موضوع «آداب التحية فى الإسلام» أن تكون علاقة المسلم مع الناس مسلمين وغير مسلمين طيبة، بينما تضمن الكتاب ذاته درسا كاملا عن علاقة المسلم بغير المسلمين فى الصفحة رقم «٨٨»، فى تفسير قوله تعالى «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ أن اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».


وساق الكتاب، ذاته المقرر على الصف الأول الإعدادى بالمعاهد الأزهرية، حديثًا شريفًا حول معاملة المسلم مع المسلمين وغير المسلمين، فى الصفحة رقم «١١٥»، فى شرح حديث النبي «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم»، كما تضمن الكتاب أيضًا شرح حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وبراءته من أهل الغدر، وهو حديث «أيما رَجُلٍ أَمِنَ رَجُلا عَلَى دَمِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِىءٌ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا» وذلك فى صفحة رقم «١٢٢».



أما كتاب «أصول الدين»، والمقرر على الصف الثانى الإعدادى بالمعاهد الأزهرية، فقد تضمن درسًا فى الصفحة «٥٦» حول إنصاف أهل الكتاب «وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ( 106 ) وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ( 107 ) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ( 108 )».



كما تضمن الكتاب درسا كاملا حول تأمين غير المسلم فى الصفحة رقم «١٢٥» فى شرح الحديث الشريف (ذهبت أم هانئ إلى رسول الله عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه فقال: «من هذه؟». فقلت: أنا أم هانئ بنت أبى طالب، فقال: «مرحبًا بأم هانئ». فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمانى ركعات ملتحفًا فى ثوب واحد، فلما انصرف، قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي أنه قاتل رجلًا قد أجرته فلان بن هبيرة، فقال رسول الله «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ». قالت أم هانئ: وذاك ضحى).


فيما يسوق كتاب أصول الدين المقرر على الصف الثالث الإعدادى بالمعاهد الأزهرية فى الصفحة رقم "٨٥" فى موضوع بعنوان مخاطبة أهل الكتاب، فى تفسيره للآية الكريمة «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ»، كما تضمن درسا كاملا فى الصفحة رقم "١٣١"تحت عنوان رعاية حقوق غير المسلمين، فى شرح حديث النبى «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» مع بيان حكم المواطنة فى الإسلام.


أما فى المرحلة الثانوية، فقد تم تخصيص كتاب كامل حول الثقافة الإسلامية، يدرس لطلاب الصف الأول الثانوي بقسميه الأدبي والعلمي، وقد جاء الكتاب في ١٠٠ صفحة، ليعرض على طلاب الأزهر، أهم القضايا الفكرية والدينية التي تمس واقعنا وعلاقتنا، وتم تخصيص فصل كامل منه عن «المواطنة» يبدأ من صفحة ٩٤، وحتى نهاية الكتاب.


أما طلاب الشهادة الثانوية، فيدرسون فى مادة الحديث الشريف، عددا من الأحاديث النبوية التي تناولت علاقة المسلمين بغيرهم، وحُرمة «إراقة الدماء»، وحُرمة قتال أهل الكتاب.


وقال «وكيل الأزهر»، إن تنقية المناهج تمت، ومازالت في مناهج الكليات الشرعية المتخصصة، وعلى رأس تلك الكليات: «الدعوة الإسلامية، أصول الدين، الشريعة والقانون».


وأشار إلى أن كلية الدعوة الإسلامية، تدرس كتب «الثقافة الإسلامية، والملل والنحل، والفرق الإسلامية»، ويتضمن كتاب الثقافة الإسلامية موضوعات حول المواطنة فى الإسلام، وعلاقة المسلمين بغيرهم، والدروس المستفادة من حياة النبى صلى الله عليه وسلم، وعلاقته بالمسلمين وغير المسلمين، وكذلك درس عن وجوب تأمين أهل الذمة والكتاب.