رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حارة السقايين.. والرجل البخيل صاحب الزير المعلق

حارة السقايين
حارة السقايين

بحي السيدة زينب بالقاهرة، تجد الكثير من الحواري الكبيرة و(حارة السقايين) من أشهرها؛ حيث تبدو كما لو كانت حيا مستقلا متعدد الحواري الصغيرة.

كانت الحارة مقرا ومعقلا للسقايين بمصر، سكن بها العديد منهم، وأيضا العديد من الشخصيات الشهيرة مثل السيدة (شفيقة القبطية) أشهر مغنية في بداية القرن العشرين، والتي كانت على علاقة وثيقة برجال الحكم وكبار الإقطاعيين.


كما أن الشاعر، أحمد رامي، صاحب أكبر رصيد من الأغنيات لأم كلثوم من مواليد هذه الحارة إلا أنه تركها منذ طفولته.


ومن أشهر الحارات المنبثقة من حارة السقايين هي حارة (الزير المعلق) آخر الحارات من الناحية اليمين، حيث كانت تنتشر "أزيار" المياه أمام بيوت الأغنياء والفقراء معا.. وكان أحد البخلاء قد وضع زيرا عاليا على ناصية بيته وفي مكان مرتفع وعلقه بسلاسل حديدية، كذلك فعل "بالكوز" أو "كوب الماء" ثم وضع تحته حجرا كبيرا يصعد عليه من يريد الشرب.

 لذا سميت (حارة الزير المعلق). وتعتبر حارة السقايين ذات خصوصية كبيرة وشهرة واسعة نظرا لمن عاشوا فيها..


وأشهرهم مثلا (محمد دري) صاحب أول مطبعة في الشرق لطباعة الكتب الطبية.. وكانت تعرف باسم المطبعة الدرية.. كذلك من سكان الحارة المتشرف الإنجليزي المعروف (إدوار وليم لين) الذي كان يلبس ملابس أولاد البلد، وقد أطلق على نفسه اسم منصور أفندي، وهو مؤلف الكتاب الشهير (المصريون المحدثون عاداتهم وتقاليدهم).


وأخيرا بمجرد دلوف الزائر إلى هذا المكان سيشعر أنه دخل في حضرة مملكة السقاية في مصر، فلا تخلو الأمتار القليلة التي تشكل أركان الحارة من المياه الرطبة التي تدل عليها دون معرفة اسمها.