رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصة الإطاحة بـ"شريف نظيف" من مدرسة القرية الذكية

النبأ

 

انتصر أولياء أمور مدرسة القرية الذكية على شريف نظيف، رئيس مجلس إدارة المدرسة، بعد أن ثبت أنه ارتكب العديد من المخالفات في الإدارة، أخطرها المغالاة في المصروفات، وتحويلها المدرسة من "غير هادفة للربح" إلى مدرسة تهدف إلى الربح الفاحش.

 

عندما أسست السيدة منى نظيف، زوجة رئيس مجلس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، مدرسة القرية الذكية، كانت تسعى إلى تقديم خدمات تعليمية إلى أبناء مدينتي أكتوبر والشيخ زايد، بل وأبناء مصر كلها حسب التكلفة، ولم تكن تهدف إلى تحقيق أرباح منها، كما هو الحال في العديد من المدارس الدولية والخاصة، التي لا تتورع عن مص دماء أولياء الأمور.

 

لكنها أيضًا لم تكن تتوقع أن تحيد المدرسة عن هدفها بعد رحيلها إلى العالم الآخر، بل لعلها قد تصدم لو كانت تحيا بيننا الآن، عندما تعلم أن ابنها "شريف أحمد نظيف"، هو من سعى إلى تحويل المدرسة إلى نظام "البزنس"، وعمل على تحقيق أرباح من ورائها.

 

تسبب شريف نظيف في إثارغضب أولياء الأمور وثورتهم ضده، كما تسببت سياسيات والده في ثورة المصريين ضده في 25 يناير 2011، عندما وجدوا أن المدرسة تتدهور أحوالها التعليمية، وفي الوقت نفسه ترتفع فيها المصروفات بطريقة جنونية.

 

ولما فشلوا في إعادة المدرسة إلى سابق عهدها، اضطروا إلى خوض حرب على كافة الجبهات ضده، وتقدموا بمذكرة إلى النائب العام، حملت رقم 308 لسنة 2017 وإلى إدارة التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى.

 

وأشاروا إلى أن المدرسة تم تأسيسها كمدرسة دولية بها قسم فرنساوى وإنجليزى، لكنها أصبحت تعانى من مشكلات تعليمية كثيرة على رأسها عدم بناء مبنى جديد بها رغم توفير 36 مليون جنيه مخصص لذلك ، بالإضافة إلى تغيير النظام التعليميى من النظام الأمريكيى ig إلى البكالوريا الدولية ib وسيتم تطبيقه على الطلاب بعد 3 سنوات بدون شهادة.

 

وأوضحوا في مذكرتهم أن أهم المشكلات هو ارتفاع المصروفات بشكل مخالف للقانون وعدم الالتزام بالنسبة القانونية المحددة لزيادة المصروفات وهى 7%، تم رفع المصاريف بمرحلة رياض الأطفال من 39500 ألف جنيه إلى 64 ألف جنيه، كما ارتفعت مصروفات التسجيل من 9 آلاف إلى 17 ألف جنيه، وارتفاع مصروفات الباص من 7 آلاف إلى 13 ألف جنيه، و5 آلاف جنيه مصروفات الكتب، وأصبح إجمالى المصروفات 105 آلاف جنيه على الرغم من أن الجمعية المؤسسة للمدرسة  خيرية لا تهدف للربح.

 

وطالب أولياء الأمور، فى مذكرتهم، بإلزام المدرسة بتقديم الخدمة التعليمية المتفق عليها بمنح الطلاب شهادة ig مع ضرورة توفير المعلمين والكتب الدراسية، إضافة إلى احترام العقود المبرمة بين المدرسة وأولياء الأمور بعدم زيادة المصروفات الدراسية.

 

وأكد أولياء الأمور فى مذكراتهم أن المدير الأجنبى للمدرسة أكد تغيير نظام الدراسة فى المدرسة من شهادة ال ig  إلى ib   بصرف النظر عن رغبة أولياء الأمور.

 

ولم يقف الأمر عن هذا الحد، بل نظم  أولياء الأمور وقفات احتجاجية ، أمام مقر المدرسة، احتجاجا على ارتفاع المصروفات الدراسية وتغيير نظام الدراسة بها دون علم أولياء الأمور. وأكدوا أن المدرسة تم إنشاؤها من قبل مؤسسة تنمية تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى .

 

واستمر أولياء الأمور في عمليات التصعيد، حتى حضرت لجان من وزارة التربية والتعليم، واكتشفت وجود مخالفات كثيرة، وأضطر شريف نظيف إلى التنحى عن إدارة المدرسة، وأرسل إلى أولياء الأمور رسائل، قال فيها إنه تم حل مجلس الإدارة وتعيين مجلس جديد، يتكون من جمال محرم، وطارق ملش، وعبد الناصر عوض.

 

 وبرر شريف نظيف للقرار بأنه محاولة لضخ دماء جديدة في إدارة المدرسة، ولكن الحقيقة أن أولياء الأمور حققوا انتصارًا ساحقاً ضد ابن رئيس مجلس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، وأعادوا المدرسة إلى مسارها الصحيح.