سر تجاهل مصر لتهديدات رئيس الاستخبارات السعودية

وأوضح رئيس الاستخبارات العامة السعودي، أن العاهل الأردني حاول الموازنة بين اللاعبين الأساسيين في الأزمة السورية، و قام بزيارة إلى كل من موسكو وواشنطن بعد اجتماع طرفي النزاع السوري بأستانا في الجولة الأولى، مشيرا إلى أن السعودية لديها معلومات تؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخبر ملك الأردن أنه سيدعمه في مختلف الأصعدة إذا شارك في حل الأزمة السورية وأن الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترمب لم يعارض قرار الرئيس الروسي.

كما شدد رئيس الاستخبارات العامة السعودي، على أن اتخاذ أي قرار عربي بشأن القضايا الإقليمية والعربية يجب ألا يكون بعيدا عن التشاور والتنسيق مع جامعة الدول العربية.

وفي هذا السياق يقول اللواء محمود زاهر، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، إن ما قاله رئيس المخابرات العامة السعودي يكشف الخط الاستراتيجي للمملكة في معالجة الأزمة السورية، مشيرا إلى أن السعودية تنظر لما يحدث في سوريا على أنه أمر يتعلق بالأمن القومي السعودي، وأن سوريا أحد خطوط صد المد الشيعي في المنطقة.

وأضاف زاهر أن رئيس الاستخبارات السعودي يلوم مصر أولا ثم يلوم الأردن التي انضمت إلى وجهة النظر المصرية في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بالأزمة السورية، مشيرا إلى أن رؤية مصر لحل الأزمة السورية ثابتة وواضحة، وهي ترتكز على ضرورة الحفاظ على الدولة السورية ومؤسساتها وقواتها المسلحة، مؤكدا  أن ما قاله رئيس الاستخبارات السعودية يعتبر تدخل في القرار المصري وفي السياسات الداخلية لمصر، التي من حقها أن تتخذ ما تراه للحفاظ على أمنها القومي.

وحذر وكيل جهاز المخابرات الأسبق من أن المملكة ودول الخليج سوف يدفعون ثمنا غاليا في حال سقوط سوريا، لافتا إلى أن كلام رئيس المخابرات السعودي نوع من العنت والعناد والذاتية، وأن مصر لن تقوم بتصعيد الأمر مع المملكة ولن تدخل في صراعات معها، لأنها تدرك أن مثل هذه الافعال هي التي أدت إلى تفتيت الدول العربية، لافتا الى أن مصر ستحاول أن تفهم الأشقاء في المملكة وفي دول الخليج على أن ما يقومون به لا يصب في مصلحة الأمن القومي العربي، كما أن مثل هذه التصريحات ستؤدي الى المزيد من تأزم العلاقات بين الدول العربية، والمزيد من التشرذم بينها، لذا كان يجب أن يتم مناقشة مثل هذه الأمور بعيدا عن وسائل الاعلام، لاسيما وأن الهجوم على هذه الدول بهذا الشكل سيؤدي الى حدوث احتقان بين الشعوب.

وعن حديث رئيس الاستخبارات السعودي على أن اتخاذ أي قرار عربي بشأن القضايا الإقليمية والعربية يجب ألا يكون بعيدا عن التشاور والتنسيق مع جامعة الدول العربية، قال «زاهر» إن هذا الأمر كلمة حق يراد بها باطل، متسائلا: إذا كانت المملكة مؤمنة بضرورة أن يكون حل القضايا العربية من خلال جامعة الدول العربية فلماذا لم تلجأ هي الى الجامعة العربية لحل القضية السورية واليمنية؟.