رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حرب القواعد العسكرية بين مصر والسعودية على رأس «باب المندب».. (تقرير)

السيسي وسلمان
السيسي وسلمان


يبدو أن الفترة القادمة ستشهد سلسلة جديدة من «المكايدات السياسية»، والخلافات بين مصر والسعودية، لاسيما بعد حكم المحكمة الإدارية العليا الخاص ببطلان اتفاقية التنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير»، الأمر الذي  سيزيد الأمور تعقيدًا، ويزيد من حدة الخلافات بين الرياض والقاهرة، والتي ظهرت إلى العلن؛ بسبب الاختلاف في المواقف السياسية فيما يخص الأزمتين السورية واليمنية.





وبسبب هذه الخلافات، عاقبت السعودية مصر وأوقفت شحنات «أرمكو»، ثم تحركت في إثيوبيا لدعم بناء سد النهضة، وتنفيذ خطة «تعطيش المصريين»، ومن إثيوبيا، وصولًا إلى جيبوتي، تتواصل خطة «مملكة آل سعود» لحصار القاهرة، خاصة بعد اللقاءات التي عُقدت بين الملك سلمان، ورئيس جيبوتي، عُمر جيلة، واستعداد الثاني لاستضافة قاعدة عسكرية على أرض دولته التي تضم عددًا كبيرًا من القواعد العسكرية التابعة لأمريكا وإيطاليا وفرنسا والصين واليابان.



القواعد العسكرية في «جيبوتي» لها هدف واحد، وهو حماية الملاحة البحرية في مضيق «باب المندب» والبحر الأحمر، وإذا نجحت المملكة العربية السعودية في زرع قاعدة عسكرية لها في «جيبوتي»، فإن ذلك يعني وجود مزيد من النفوذ السعودي الذي يستهدف في الأساس الإضرار بالمصالح السياسية والاقتصادية للقاهرة.



التحركات السعودية في هذه المنطقة، تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي المصري؛ لاسيما أن منطقة البحر الأحمر تعد المدخل الجنوبي لـ«قناة السويس»، فضلًا على أنها الممر الآمن للسفن التي تحمل شحنات بترولية.



وكرد فعل على تحركات السعودية لزرع قاعدة عسكرية في «جيبوتي»، دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي، مرتديًا الزي العسكري، اللواء الثاني للقوات الخاصة البحرية والمعروف إعلاميًا بـ«الأسطول البحري الجنوبي» في سفاجا؛ لتوسيع النفوذ في البحر الأحمر، بمساعدة حاملة الطائرات «ميسترال» لتوجيه إنذار للدول الكبرى التي تلعب في منطقة البحر الأحمر، والقرن الإفريقي، فضلًا عن الدفاع عن مصالحها الملاحية.


نرشح لك: «تركيع السيسي».. الشروط المستحيلة لـ«محمد بن سلمان» لإتمام المصالحة مع مصر



ويعد لواء «الوحدات الخاصة»، أحدث الألوية داخل الجيش من حيث التسليح، والمعدات، ويضم كافة الأسلحة التي تساعده على أداء مهمته، كما يتميز رجال الصاعقة البحرية، بتنفيذ المهام وعمليات الاقتحام والإغارة، باستخدام أقل عدد من الأفراد وبمعدات خفيفة خلف خطوط العدو لرفع الروح المعنوية للجيش.


ويتكون لواء الوحدات الخاصة لثلاث أقسام رئيسية، هي الصاعقة البحرية والضفادع البشرية واللنشات السريعة، كما شهد اللواء تحديثا وتطويرا في كافة التفاصيل، من أجهزة وأسلحة ومعدات.


ومن أبرز مهام لواء الوحدات الخاصة،  تنفيذ الكمائن البحرية للعناصر المعادية، وتنفيذ الكمائن البرية على المحاور الساحلية، واقتحام السفن المشتبه بها؛ للخضوع لقوانين الدولة.


وتعليقًا على السباق العسكري بين مصر والسعودية في منطقة البحر الأحمر، وباب المندب، قال الخبير العسكري، اللواء إبراهيم شكيب، إن المملكة العربية السعودية تريد أن تستبق إيران والحوثيين في السيطرة على «باب المندب»، خاصة أن الرياض خسرت في حرب اليمن كثيرًا، لأنها دخلت مواجهة عسكرية لم تحسبها جيدًا، منوهًا إلى أن مصر تسبق الأحداث هي الأخرى من الناحية الاستراتيجية، ولهذا الأمر عملت على تدشين «الأسطول البحري الجنوبي».


وأكد «شكيب»، أن السعودية تريد اكتساب نفوذ في منطقة البحر الأحمر؛ لاسيما أنها ترى في نفسها كبيرة دول مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أن هذا الأمر يشكل خطرًا على مصر؛ خاصة أن السيطرة على باب المندب يمثل «خنقًا» لقناة السويس.


وتابع:«لتقوية الأسطول البحري فإن مصر ستسعى خلال المرحلة القادمة للحصول على 5 غواصات «دلفين» من دولة ألمانيا، وهو ما يمثل كارثة على إسرائيل التي تمتلك غواصتين فقط من هذا النوع، كما أن جزءًا من هذه الغواصات سيدخل ضمن «الأسطول الجنوبي».


وأشار «شكيب» إلى أن الصراع على تدشين قوة عسكرية ونفوذ في منطقة البحر الأحمر بين مصر والسعودية يمثل صراعات على المصالح؛ بدليل أن المملكة مارست ضغطًا على «جيبوتي»؛ لرفض زرع القاعدة العسكرية بها، إلى جانب الدول الخمس التي لها قواعد عسكرية هناك تعمل على تأمين الملاحة.



وقال الخبير العسكري، إن السبب في الصراع، هو أن عبد الفتاح السيسي لم ينفذ خطة «مسافة السكة» كما كانت السعودية تريد، ورفض دخول حربًا بالوكالة ضد اليمن، ما أغضب المملكة العربية السعودية منه.



في هذا السياق، قال اللواء علاء بازيد، الخبير الأمني، إن العلاقات المصرية السعودية، تشهد أسوأ حالاتها، إلا أن الشعبين المصري والسعودي تربطهما أواصر أخوة قديمة لا تتأثر باختلاف وجهات النظر، منوهًا إلى أن بعض وسائل الإعلام في البلدين تحاول تأجيج الاختلاف إلى خلاف، ثم إشعال هذا الخلاف حتى يصل إلى صراع سياسي تتحمل القيادة السياسية والعسكرية السعودية الوزر الأكبر فيه.



وأضاف الخبير الأمني أن ثوابت السياسة المصرية تعتمد على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، إلا أن مصلحة مصر تتمثل فى دعم الحل السياسي في العراق وليبيا وسوريا واليمن؛ لأن انهيار تلك الدول، سيؤدي حتمًا إلى التأثير على مصر بشكل يمثل خطرًا عليها، ومن ثم الأشقاء بالخليج، إذ إن فرط عقد الدول العربية بالكامل يبدأ بانهيار دول الطوق لمصر، لافتًا إلى أن هناك خطة موضوعة سلفًا تهدف لتدمير جيوش العراق وسوريا وليبيا؛ ليسهل بعد ذلك استهداف مصر بعد تطويقها «عسكريًا»، والدفع بـ«الجماعات الإرهابية» فى الدول المنهارة للقاهرة بعد «خنقها» اقتصاديًا بتجفيف منابع دخلها، وهو السياحة عن طريق «مؤامرة الطائرة الروسية».


نرشح لك: «طعنة جديدة من الشقيقة».. السعودية تنتقم من مصر في مجلس الأمن