رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«2017 عام الأزمات».. الإرهاب «يُعشش» بمصر بعد حصاره في سوريا والعراق

قوات الجيش في سيناء
قوات الجيش في سيناء - أرشيفية


لا شك أن الإرهاب، أو ما يطلق عليه «الوحش الكاسر» يعد من أهم التحديات التي سوف يواجهها العالم في عام 2017، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما كان سببا في اتجاه صندوق النقد الدولي في أبريل 2016، لخفض توقعاته للنمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للعام الجديد ليصبح 3.3% بدلا من 3.5%.



ومع عودة العمليات الإرهابية في مصر بقوة خلال الفترة الماضية، خاصة بعد تفجير الكنيسة البطرسية، وسبقها استشهاد عدد من رجال الشرطة في الهرم، تباينت التوقعات الخاصة بمستقبل الإرهاب في مصر خلال العام الجديد.



وتوقع الإعلامي تامر أمين، أن يكون عام 2017 نهاية الحرب على الإرهاب في مصر، كما أكد مصدر عسكري في سيناء، أن تنظيم أنصار بيت المقدس تهاوى بالفعل في مدينتي رفح والشيخ زويد، وما تبقى منه مجرد «فلول» وجيوب جارٍ تدميرها بالعمليات النوعية والضربات الجوية.



والسؤال المطروح حاليًا، هو: هل سيتم إعلان مصر خالية من الإرهاب عام 2017، أم أن العمليات الإرهابية ستستمر؟.



في البداية.. يقول اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري، إنه يتوقع زيادة العمليات الإرهابية في مصر الفترة القادمة، لخلخلة نظام الحكم، وافتعال أزمات للرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لضرب شعبيته، مشيرا إلى أن الإرهاب بالنسبة للتنظيمات المتطرفة أصبح مسألة حياة أو موت.



وتوقع الخبير العسكري انتشار الإرهاب في جميع المحافظات، وليس في سيناء فقط، مشيرًا إلى أن العملية التخريبية التي تمت داخل الكنيسة البطرسية، تعد تطورًا نوعيًا كبيرًا، ولا يستبعد تكرارها في أماكن أخرى.



وأضاف الخبير العسكري، أن هناك عدة أهداف سوف يتم التركيز عليها من قبل هذه التنظيمات على رأسها القوات المسلحة والشرطة والقضاة والكنائس والمساجد، مشيرا أن الإرهاب أصبح إرهابًا عالميًا منظمًا موجهًا ضد الأنظمة الشرعية في الشرق الأوسط.



من جانبه، يؤكد العميد محمود قطري، الخبير الأمني، أنه يتوقع زيادة معدلات الجرائم الإرهابية في 2017 طبقًا لقراءة المسرح الأمني المحلي والإقليمي، وانتشار هذه العمليات في مصر على مستوى واسع، وربما حدوث تغيير جوهري في توجهات هذه العمليات بحيث تقوم بضرب الأسواق وأماكن تجمعات المواطنين، لاسيما بعد سيطرة جيش الأسد على حلب.



وأشار إلى أن القضاء على داعش في سوريا والعراق سوف يؤدي إلى قيام فلول هذه التنظيمات الإرهابية بالبحث عن «مأوى جديد» ومسرح عمليات، وسوف تكون سيناء وليبيا هي أحد الأماكن التي سوف تلجأ إليها داعش بعد طردها من سوريا والعراق، وسوف تستهدف أوروبا كما حدث في برلين.



وتابع:«من العوامل التي ستساعد على انتشار الإرهاب في مصر عام 2017، هي الإجراءات التي تتخذها الشرطة المصرية، وهي إجراءات غير جادة»، مشيرًا إلى أن الشرطة المصرية في حاجة إلى إعادة بناء.



وأكد «قطري»، أن الجيش المصري غير مدرب على حرب العصابات مثل باقي الجيوش في العالم، منوهًا إلى أن كل ذلك يؤكد أن الجرائم الإرهابية سوف تزداد وتنتشر في عام 2017 أكثر من 2016، كما أن داعش سوف يحاول التمسك بسيناء كآخر معقل لها بعد طرده من سوريا والعراق.



وتوقع «قطري» حدوث تغير في نوعية العمليات الإرهابية في عام 2017 لسببين: الأول هو قيام داعش بضرب تجمعات المواطنين في باريس وبرلين وغيرها من العواصم الغربية، وبالتالي ليس جديدا عليه تنفيذ هذه العمليات في مصر عندما تضيق بهم السبل، السبب الثاني: أنه بعد الضربات الموجعة التي لحقت بجماعة الإخوان المسلمين والتي أدت إلى حدوث انشقاقات كبيرة جدا داخل الجماعة، جعلت بعض الشباب الذين ثاروا على شيوخهم، يلجأون إلى العمل المسلح، ويعتقدون أن المقاومة المسلحة هي أفضل من المقاومة السلمية.



وأشار الخبير الأمني، إلى أن هناك عناصر إرهابية جديدة سوف تدخل على الخط خلال الفترة القادمة، هذه العناصر ظهرت الفترة الماضية من خلال زرع العبوات البدائية، وهذه العبوات يصنعها هواة يتحولون مع الوقت إلى إرهابيين محترفين.



أما العقيد حاتم صابر، الخبير في قضايا الإرهاب، فقال إنه لا أحد يتوقع انتهاء الإرهاب، لاسيما في ظل وجود سياسة أمريكية جديدة في المنطقة في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب، القائمة على انسحاب أمريكا من دور شرطي العالم والتوقف على التدخل في دول الشرق الأوسط.



وأضاف «صابر»، أنه للأسباب السابقة سنجد داعش وكل التنظيمات الإرهابية التي كانت ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية من «تحت الترابيزة»، تفقد الدعم الذي كان مقدما لها من واشنطن، وسترتد لبلد المنشأ كما حدث في تركيا، وبالتالي خروج أمريكا من الملعب سيترتب عليه أشياء كثيرة لا يستطيع أحد تحديدها أو تحديد الضربات القادمة للإرهاب قبل 20 يناير موعد تنصيب ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.



وأضاف «صابر» أن دخول التنظيمات الإرهابية إلى سيناء بعد طردها من سوريا والعراق صعب جدا، ولكن يمكن دخول هذه التنظيمات عن طريق الأنفاق على حدود قطاع غزة، وبالتالي تصبح إسرائيل متورطة في هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على علم تام بكل التنظيمات الإرهابية وهو يأويهم في تركيا ويهدد بهم أوروبا.



وأكد الخبير الأمني أنه لا يمكن إعلان مصر دولة خالية من الإرهاب الذي أصبح ظاهرة دولية.



وختم:القضاء على الإرهاب يتطلب من الدولة المصرية اتخاذ موقف قوي من الدول المحرضة عليه، مشيرًا إلى أن مصر يمكنها الاستفادة مما سيقوم به الرئيس الأمريكي الجديد «دونالد ترامب» من فضح الدول الراعية للإرهاب.