رئيس التحرير
خالد مهران

سر المدينة "الزرقاء" في المغرب!

النبأ

ابتكرت النساء في مدينة "شفشاون" المغربية طريقة جديدة، لوضع مدينتهم الصغيرة على الخريطة بشكل مميز، وذلك من خلال طلاء حوائط منازلهن باللون الأزرق، مع وجود العديد من المباني بنفس اللون بالمدينة.

وتعتبر تلك المدينة التاريخية الموجودة في شمال المغرب على سفوح الجبال، أحد الطرق القديمة التاريخية بين فاس وطنجة، وهي إحدى المدن التاريخية الشهيرة، نظرا لتواجدها على هذا الطريق التاريخي القديم.

وبدأ الأزرق في شفشاون قبل 20 سنة من الآن، وقال عبدالسلام مودن أحد المواطنين المحليين بالمدينة، إنها كانت بيضاء كغيرها من مدن المغرب، ولكن فكرة غريبة في تمييز المدينة باللون الأزرق، جعلتها تحصل على هذا اللون من 20 سنة.

ويرى البعض أن اللون الأزرق هو اللون الروحي للمسلمين واليهود الذين يسكنون المدينة منذ آلاف السنين، وقد يعتقد أنه تحية لمناخ الربيع الجبلي الذي تحظى به المدينة، ولكنه لون مميز على كل الأحوال لتلك المدينة ذات الطبيعة الجبلية الساحرة.

وفي مساء أحد الأيام، قامت إحدى النساء بطلاء جدران منزلها الخارجية باللون الأزرق، وعندما استيقظ أهل القرية وجدوا اللون مريحا وجميلا، وهو ما كررته بعض النساء في الأيام التالية، ليصبح اللون الغالب على حوائط المدينة.

اللطيف في الأمر أن النساء لم تحتج إلى (نقاش أو فنان) لطلاء حوائط منازلهن الخارجية، بل هو عمل يدوي بحت، وبسيط ولكنه رائع في المجمل.

وتشتهر المدينة بكثرة الدروب والطرق الضيقة بها، كعادة المدن المغربية التاريخية والقديمة، وإذا سرت في تلك الشوارع والطرق، سوف تجد الكثير من العلامات التي توحي بأنك في المدينة الزرقاء بخلاف حوائط المنازل، حيث تجد بعض التحف التي تم طلاؤها باللون الأزرق، والسلالم، وغيرها.

وفي بعض الأجزاء الحديثة نسبيا في مدينة شفشاون، نجد أن كثيرا من الساحات تم تلوينها بألوان مختلفة عن الأزرق، لكن لا تزال تحتفظ بوجود اللون نفسه في بعض أجزائها والتي تتناسب تماما مع اللون الأزرق، مثل الأبيض والأزرق الشاحب والأخضر.

وداخل البيوت تجد الكثير من المفارش الزرقاء الباهتة، واللون النيلي والبحري، وغيرها من الألوان التي تعود في أصلها إلى الأزرق.