رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

باحثة بريطانية تكشف عن 300 عقل تم تخليقها في المعمل!

النبأ

خرجت الباحثة البريطانية مادلين لانكستر، باكتشاف طبي جديد، يفتح الأبواب أمام كثير من الموضوعات المتعلقة بتطوير القدرات العقلية، واستغلال العلم في أن يكون الإنسان أكثر ذكاءً، حيث أصبح لديها الآن أكثر من 300 عقل تنمو في معملها الخاص منذ نحو ستة أو سبعة أشهر مضت.

وتقول لانكستر إن هذا العضو الوليد ذو حجم صغير للغاية لا يتجاوز قطره 4 ملليمتر، ويمتلك أكثر من 2 مليون خلية عصبية.

وتسعى الباحثة البريطانية من خلال تلك الحضانة الهائلة إلى تطوير العقول البشرية، في مختبرها الذي يوجد على ضفاف نهر الميكونج في كامبريدج.

وبدأت الفكرة لدى لانكستر بتحويل الجلد البشري إلى عقل بنفس الطريقة التي تتطور بها عقول الأجنة داخل رحم الامهات، من خلال توفير نفس البيئة التي تجدها تلك الأجنة داخل رحم الأم، مع وجود إمدادات للدم مع تحديث تلك الدماء كل بضعة أيام، ولكن دون وجود نظام للمناعة.

وعندما تفتح باب الحاضنة لترى العقل الذي تم تطويره تجد نقط ماء عائمة في بركة من السائل الوردي، وكأنها جزء من الفشار التي غمرتها المياه، وهي تشبه كثيرًا دماغ البشر العادي مع وجود خلايا عصبية ومادة بيضاء وأنسجة دهنية تتكون من ذيول ضعيفة.

كما يتواجد مجموعة من التجاعيد تمثل مركز العاطفة والذاكرة والمخيخ لتنسيق العضلات والحفاظ على التوازن وغيرها من المكونات الدقيقة.

وقامت الباحثة باستغلال بعض الخلايا الصغيرة تم سحبها من الجلد، وهي خلايا قادرة على التطور إلى جميع أنسجة الجسم، مع استخدام نوع من المصل الشباب الخلوي، وهو عبارة عن كوكتيل من مجموعة من البروتينات التي تساعد في القضاء على الشيخوخة المبكرة.

بعد نحو أسبوع من النمو، تبدأ الخلايا في التقشر، لتشبه لحد كبير طبقا فارغا إلا من السائل الوردي، ثم يبدأ في الظهور شيئًا فشيئًا مجموعة من النقاط البيضاء، ثم تبدأ كل خلية جذعية في التخصص، لتتحول إلى خليط من أنواع مختلفة من الخلايا.

ثم يتم بعد ذلك نقل الخلايا الكروية إلى طبق جديد، مع قليل من الطعام، لتبدأ الخلايا في الموت، ولا يتبقى سوى خلايا الدماغ القوية القادرة على النمو وسط الظروف الصعبة.

وتبدأ الخلايا العصبية في بث مزيد من النشاط الكهربائي مع انتشار شكل هلامي حول الأنسجة مع ارتفاع درجة الحرارة في الحاضنة.

وبعد ثلاثة أشهر، يبدأ المنتج النهائي في الظهور بقطر أربعة ملليمترات ويحتوي على ما يقارب مليونين من الخلايا العصبية.

ويكشف هذا البحث المذهل عن كثير من الأمور الغامضة حول تطور العقل البشري، مثل الإشارات الكهربائية، كما توضح الاختلاف بين الخلايا العصبية في المخ، وخلايا الضخ في القلب.

وتقول لانكستر أن الأدمغة التي أقوم بتخليقها ليست قادرة على التفكير، لأنه ببساطة لا توجد بها معلومات مكتسبة، حيث إن البالغين لديهم في المتوسط أكثر من 1000 تريليون معلومة تم تخزينها، وهي التي تعطي أدمغتنا قوة معالجة ما يعادل جهاز كمبيوتر واحد تريليون بت في الثانية.

كما كشف ذلك البحث عن الفرق الجيني بين البشر والشمبانزي هو حوالي 1.2٪. وهذا أعلى 12 مرة فقط من الاختلافات بين البشر!