رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"استغاثة مواطن بوزارة الخارجية": شفت الذل والهوان في الغربة.. وساعدوني أرجع بلدي

وزارة الخارجية
وزارة الخارجية

رغبة منه فى تحسين الظروف المعيشية لأسرته، وتوفير مستقبل مشرق لأطفاله الصغار، قرر أن يترك البلاد، ويذهب للعمل فى المملكة العربية السعودية، وكان فى مخيلته أن يترك بلده بكل ما تعانيه من بطالة وقلة وفرص العمل، والظروف المعيشية الصعبة، ليستقبل حياته الجديدة التى تحمل إليه النعيم والعيش الرغد، ولكنه لم يدر بخلده قط أنه ذاهب إلى جحيم لا يحتمل، وأنه يتمنى كل يوم أن يعود إلى وطنه الذى تركه من أجل هذا النعيم الزائف، فحامد حمادة محمد يبلغ من العمر 40 عامًا، ومتزوج ولديه ابنتان، ويقيم فى مركز الدلنجات فى محافظة البحيرة، وحامد يعمل "سائق"، وحينما وجد فرصة عمل فى المملكة العربية السعودية لم يرد أن يضيع تلك الفرصة التى طالما انتظرها، ويتمناها غيره من الشباب أن يتركها، ولكنه لم يفكر لو لبرهة فى عواقب تلك الخطوة التى خاضها بكل ثقة.


وسافر "حامد" إلى المملكة العربية السعودية لكى يعمل سائقا خاصا، وبعد شهر من وصوله حصل على الإقامة برقم 2403512565، وعلى الرغم من أنه أتى للعمل كسائق، طلب منه الكفيل أن يعمل كمرافق لشقيقه المريض، وأن يرعاه، ويقضى حاجاته، فوافق "حامد" على تلك الوظيفة على الفور، ولكنه لم يكن أن يتخيل أن تلك الوظيفة التى تبدو للوهلة الأولى أنها يسيرة، هى التى ستجعله يتمنى أن يرجع لبلاده، ويتضور فيها جوعًا خير له من تلك الوظيفة التى لم يذق فيها سوى الهوان والذل، فقد فوجئ "حامد" أن شقيق الكفيل ليس المريض يعانى من مرض نفسى، وليس عضوى، فهو مصاب بانفصام فى الشخصية.


ويقول "حامد" فى الشهر الأول من استلامه لتلك الوظيفة سارت الأمور على ما يرام وبشكل طبيعى، وبدون حدوث أى مشكلات، لأنه كان ينام فى غرفة منفصلة عن غرفة المريض، ولكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب بعد انتقاله إلى المنطقة الشرقية عند شقيق المريض الأكبر، وكان من المفترض أنه قام بتجهيز مسكن خاص لحامد، ولشقيقه المريض، ولكنه وجد أنه سيقيم فى غرفة واحدة مع المريض، وهنا بدأت المأساة، حيث فوجئ "حامد" بالتصرفات غير السوية لهذا المريض، وخاصة فى فترة الليل، حيث يقول "لما قعدت مع المريض فى غرفة واحدة اكتشفت أنه إنسان غير طبيعى على الإطلاق، ففى الليل يقوم يخنقنى، ودائمًا أتعرض للسباب والإهانة منه"، وحينما شكا "حامد" لشقيق المريض من تصرفاته المريبة، اعتذر له عن تلك التصرفات، واضطر حامد أن يتحمل هذا الوضع حتى يسدد على الأقل نفقات السفر التى قام باقتراضها من أصدقائه.


وقضى "حامد" مع ذلك المريض فترة 6 أشهر كاملة، تجرع خلالها كافة أشكال الذل والهوان، حيث يقول "كنت محبوس مع المريض ده فى غرفة واحدة، وكنت بنام على الأرض، وكنت باكل طعام قليل، وطول فترة الإقامة مكنتش بخرج من الغرفة خالص، حتى السجاير كنت بشربها فى الحمام"، وتحمل "حامد" كل ذلك على أمل الحصول على رخصة العمل السعودية، وكلما طلب من الكفيل إنهاء إجراءات الرخصة لا يجد منه سوى المماطلة، ويقول له فى كل مرة "انتظر حتى الأسبوع القادم"، وحينما شعر "حامد" أنه غير قادر على تحمل المزيد، وطلب من الكفيل أن يعيده إلى مصر، فوجئ أن الكفيل قام بتصويره وهو يدافع عن نفسه أثناء هجوم شقيقه المريض عليه، وقام بتحرير بلاغ ضده فى قسم شرطة "الظهران" التابع لمدينة الدمام، واتهمه بأنه كان يضرب شقيقه، وقامت إدارة الإدعاء والتحقيق فى الخبر بالإفراج عنه بضمان إقامته ومنعه من السفر.


وحامد حاليًا فى الشارع، بعد أن قام الكفيل بطرده من المنزل، وقام باحتجاز جواز سفره وملابسه بالمنزل، وكل يوم ينام فى مكان مختلف، وليس معه أى أموال، ولم يرسل حتى أموالا لأسرته أيضًا فى مصر منذ فترة طويلة، وهو عاجز عن الوصول للسفارة أو القنصلية، ويستغيث "حامد" بوزارة الخارجة لإعادته إلى مصر مرة أخرى، فكل ما يرجوه ويتمناه فى حياته أن يعود لأسرته.