في يوم المرأة العالمي .. نساء تربعن على عرش مصر الفرعونية

يمتلئ التاريخ برموز نسائية تمتعت بالقوة والسيطرة، وقامت على أكتافهن حضارات، وتعتبر الحضارة الفرعونية خير دليل علي المكانة التي كانت تحظى بها المرأة في مصر القديمة، ولعلها تمتعت بحقوق أكثر من التي تتمتع بها المرأة في عصرنا الحالي.
وتشهد المقابر على دور المرأة في أعمال التجارة والحصاد ودرس القمح، وكلها أعمال شاقة قامت بها المرأة مثل الرجل تماما، كذلك عملت المرأة بجانب الرجل في أعمال المطبخ مثل طحن القمح وصنع الطعام والإشراف علي المآدب التي كان يحضرها الرجال والنساء .
وصلت المرأة لدرجة التقديس فظهرت المعبودات من النساء إلي جانب الآلهة الذكور، بل إن آلهة الحكمة كانت في صورة امرأة، والآلهة إيزيس كانت رمزاً للوفاء والإخلاص .
كذلك استطاعت المرأة المصرية في التاريخ الفرعوني الدخول في العديد من ميادين العمل المختلفة ووصل التقدير العملي لها لدرجة رفعها إلي عرش البلاد فقد تولين المُلك في عهود قديمة، وفيما يلي أشهر نساء حمكن مصر في العصر الفرعوني.
1- ميريت - نيت .. الملكة الأولى
حكمت في الأسرة الأولى، بين سبعة رجال، حوالي 3030 ق.م، اكتشف مقبرتها في أبيدوس العالم البريطاني بيتري عام 1900، واعتقد في البداية أنها لملك اسمه مير- نيت، وبعد أبحاث طويلة اكتشفوا أن الرجال في نهاية هذه الأسرة حرفوا اسمها، وعرف العلماء أنها امرأة عام 1980.
تعتبر مقبرتها من أعظم مقابر الأسرة الأولى، ولديها لوحة في المتحف المصري، ويقولون إنها كانت الملكة الأم والوصية على ابنها (دن) قبل أن يصبح ملكاً.
2- خنت كـاوس.. ملكة مصر العليا والسفلى
تعد خنت كاوس آخر ملوك الأسرة الرابعة، اتخذت (خنت كاوس) لنفسها ألقاباً عديدة وهي ملكة مصر العليا والسفلى، أُم ملك مصر العليا والسفلى، وقد استنتج العالم (يونكر) من اللقب الأول أن انحصار وراثة العرش في (خنت كاوس) سمح لها بأن تحمل لقب ملكة مصر العليا والسفلى، هي زوجة الفرعون شب سس كاف وأم الفرعون أوسر كاف، لها معبد هرمي في هضبة الجيزة، شمال طريق المعبد الجنائزي لمنقرع.
3- نيت – اقرت.. الملكة المنتقمة
هي آخر ملوك الأسرة السادسة، ابنة الملك بيبي الأول، تزوجت من مري آن رع، وبعد موته تزوجت من بيبي الثالث وكان طفلاً وتربعت على عرش مصر، يقال إنها كانت أجمل نساء عصرها، ولكن عصرها شهد صراعات ولم يكن حكمها مستقراً ولم يشهد إنجازات، ويقال إنها انتقمت ممن قتلوا زوجها وقتلتهم ثم انتحرت بعد ذلك، وبنهاية حكمها سقطت الأسرة السادسة وانتهى عصر الدولة القديمة تماماً.
4- سبك – نفرو.. السيدة العظيمة
هي ابنة الفرعون أمنمحات الثالث وزوجة الفرعون أمنمحات الرابع الذي تولت الحكم بعد وفاته، لم يستمر حكمها طويلاً (3 سنوات) وكانت فترة عظيمة من فترات الحكم في مصر، وبوفاتها انتهت الأسرة الثانية عشرة، ودخلت مصر في عصر الانتقال الثاني، خلال الفترة التي نجح فيها الهكسوس بدخول مصر واحتلالها، لها لوحة محفوظة في متحف اللوفر عليها نسبها بالكامل؛ وُصفت عليه بأنها ابنة القاضي سبك ددو الزوجة الملكية العظيمة.
5- حتشبسوت.. الملكة القوية
هي خامس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وهي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحوتمس الأول، اشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار، حيث كانت تحاول أقصى وسعها تنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أي حروب معهم، كما أنه خلال عهدها تميز الجيش وحركة البناء والرحلات التي قامت بها.
واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب حكمها من وراء الستار بشكل غير رسمي، وواجهت مشاكل مع الشعب، إذ كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد، لذلك كانت تحاول دائماً أن تلبس وتتزين بملابس الرجال لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم.
كانت أول من ارتدت القفازات جراء وجود عيب خلقي في أصابعها (6 أصابع أو أكثر في اليد الواحدة)، لم يعرف الناس ذلك إلا بعد رؤية موميائها، إذ يظهر ذلك في أغلب التماثيل التي صُنعت لها، كانت يداها تبدو طبيعية لأنها كانت تأمر النحات بذلك.
6- تاو- سيرت... ملكة الأرضين
هي آخر امرأة حكمت عرش مصر كملكة حاكمة، استولت على الحكم خلال فترة الفوضى التي تلت موت الفرعون مرنبتاح آخر الملوك الأقوياء في الأسرة التاسعة عشرة، تولت الحكم لمدة ثماني سنوات، مقبرتها توجد في وادي الملكات، احتوت على خرطوش يصفها بأنها ملكة الأرضين.. سيدة الجنوب والشمال.. بموت هذه الملكة انتهت الأسرة التاسعة عشرة.
هؤلاء نسوة حكمن بشكل واضح وصريح وسيطرن على الحكم خارجياً وداخلياً في العصر الفرعوني، هناك نساء أخريات حكمن بشكل غير مباشر، كونهن زوجة أو أم الملك.. وسوف نتحدث عنهم في مقال لاحق.