بالصور.. تعرف على «شجرة الزقوم»

قال تعالى "أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ، إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ، إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ" [الصافات 62:65].
«الزقوم»، بحسب كتب التفاسير، شجرة تنبت في قعر جهنم ثمارها كأنها «رؤوس الشياطين»، وتعد طعام لأهل النار، ويقول ابن عباس رضى الله عنهما: «لو أن قطرة منها قطرت على أهل الدنيا لأفسدت، على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون الزقوم طعامه»، سميت الشجرة بـ«الزقوم» لأنه اسم مشتق من كلمة «تزقم الطعام» أي ابتلعه، والابتلاع يفيد الألم والقسر وليس الأكل بما يعطيه من متعة.
تحدث «القرطبي»، أنهم لما خوفوا بها قال أبو جهل استهزاء: «هذا محمد يتوعدكم بنار تحرق الحجارة، ثم يزعم أنها تنبت الشجر، والنار تأكل الشجر، وما شجرة الزقوم إلا التمر والزبد». ثم أمر أبو جهل جارية وأحضرت تمرا وزبداً، وقال لأصحابه: «تزقموا»، وعرّفها الله في قرآنه بالشجرة الملعونة، كما جاء في قوله: «وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً».
تكلم المفسرون في أسباب لعنها فقال البيضاوي: «ولعنها في القرآن لعن طاعميها وصفت به على المجاز للمبالغة، أو وصفها بأنها في أصل الجحيم فإنه أبعد مكان من الرحمة أو بأنها مكروهة مؤذية من قولهم طعام ملعون لما كان ضار، قال الطاهر بن عاشور، في تفسيره: «والملعونة أي المذمومة في القرآن في قوله: طَعَامُ الْأَثِيمِ، وقوله: طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ "الصافات: 65" وقوله: كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ "الدخان: 45-46" وقيل معنى الملعونة أنها موضوعة في مكان اللعنة وهي الإبعاد من الرحمة لأنها مخلوقة في موضع العذاب».
حقيقة الصور التى ظهرت للشجرة
الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي هي لنبتة زهرية من الفصيلة السبعية، موطنها حوض البحر المتوسط، الاسم الشائع لها "فم السمكة"، "أنف الثور"، و "حنك السبع، تزدهر فم السمكة في الشتاء وتستخدم للزينة كما يستخدم زيتها لبعض الأغراض الطبية وهي حسنة المظهر بديعة التكوين في حالتها الزهرية، إلا أن الأمر ينقلب حين تسقط أوراقها وتجف النبتة فيصبح لها مرأى موحش يثير في النفس الرهبة، هو أشبه بالجماجم البشرية التي تتجمع بغزارة حول ساق النبات، وهو ما استغله البعض للترويج لفكرة ظهور شجرة الزقوم.


