صلاح عطية.. تجارته مع الله جعلته عريسًا يُزف إلى السماء

أنه ليس رئيسا أو وزيرا أو يشغل منصبا فى الدولة، ولكنه رجل تاجر مع الله، فرحل تاركا خلفه صفوفا تضم الآلاف من محبيه الذين حضروا، ظهر أمس الإثنين؛ لتشييع جنازته فى مشهد مهيب يطرح العديد من التساؤلات ماذا كان يفعل كى يحظى بحب تلك الحشود.
صلاح عطية مؤسس فرع جامعة الأازهر فرع تفهنا، ابن قرية تفهنا الأشراف بمركز ميت غمر في الدقهلية، حكى قصته من قبل قائلا: إنه فضل التجارة مع الله فرفعه الله إلى مكانة مرموقة، ومَنْ عليه بالخير، فتبدأ قصته عندما اتفق مع تسعة من الشباب بقريته لإنشاء مزرعة للدواجن بعد انتهاء فترة تجنيدهم، والتى كانت تحتاج إلى 2000 جنيه، ولم يكن لديهم سوى 1800 جنيه فقط، وخلال كتابة عقد الشركة قرروا تخصيص نسبة 10 % من الربح لإنفاقها في وجوه الخير وسموه «سهم الله الأعظم».
وتابع عطية القصة: "أنهم وجدوا مكسبا وربحا كبيرا لم يكن يتوقعوه فقرروا زيادة نسبة "سهم الله الأعظم" إلى 20 % من الربح في الدورة التالية حتى وصلت إلى 100 % من إجمالي عشر مزارع.
وتوالت أعمال الخير للمهندس صلاح عطية بعدما مَنْ الله عليه، وزاده من نعمه حيث اتفق عطية مع عمدة القرية على إنشاء مركز إسلامى متكامل بالقرية، وإقامة حضانة لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم بالمجان، مع نقلهم من القرى المجاورة والتكفل بزي الحضانة، وساعد فى القضاء على الأمية تماما في قريته، ثم قام ببناء معاهد أزهرية بكافة المراحل التعليمية للبنين والبنات.
كما أسس المئات من المعاهد الأزهرية بقرى محافظات مصر، حيث ساهم في بناء المعهد الديني بقرية الصنافين التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، وكان يعتمد دائما على استراتيجية البدء ليكون قدوة للناس ويأتي بعد ذلك حث الناس واستنهاض هممهم للمشاركة، حيث جمع التبرعات من أهالى قريته وكان هو أول المتبرعين,
فكل هذه الأعمال تركت أثرا طيبا فى نفوس أهالى قريته تفهنا الأشراف والقرى المجاورة، وذاع صيته فى محافظات الجمهورية فرحل عطية عن عمر الـ70عاما، ولكنه لم يرحل من قلوب وعيون الأهالى لأنه قام بإقامة العديد من المشروعات الخيرية والاقتصادية.


