شريان الحياة ينبض في أركاديا مول من جديد

قبل 5 أعوام، كان هذا المبنى، بموقعه المتميز المطل على النيل بوسط القاهرة، ينبض بالحياة، يزوره المئات يوميًا، لا تطفأ أنواره أبدًا، حتى أصبح معلمًا يعرفه جميع السائقين والراكبين، يكفي أن يقول الراكب «أركاديا معاك» ليفهم السائق أين سيتوقف.
«أركاديا مول» اسم ارتبط بأحداث ثورة 25 يناير، وكان ضحية من ضحايا التخريب الذي حدث على أيدي البلطجية، الذين استغلوا الانفلات الأمني وتواجد الثوار بالميدان، لتصل أيديهم التخريبية لحد سرقة محتويات المول وحرقه بعد إتمام المهمة.
أصابع الإتهام دائمًا ما تشير إلى أن صاحب المكان فضل ذلك الوضع، ويريد حرقه لاستلام قيمة التأمين من قِبل شركة التأمين الأمريكية، التي طالبتها بالفعل إدارة المول بسداد 300 مليون جنيه، قيمة تعويضات، ولم تستلم منها إلا 90 مليون فقط، بحسب ما قاله المهندس حسين صبور رئيس شركة الأهلي للتنمية العقارية المالكة للمول.
بعد انتظار تجاوز الـ4 سنوات، خرج المبنى التجاري «أركاديا» من غرفة الإنعاش؛ ليطمئن جمهوره بأنه على قيد الحياة فقط، ولكنه لن يمارس نشاطه إلا بعد كثير من المحاليل والجرعات التي تساعده على الشفاء؛ كي يعود بقوته المتمثلة في 450 محل، والتي تم تشغيل قرابة الـ 100 محل منها بالفعل، وعادوا للعمل من جديد، لينبض شريان الحياة فيه مرة أخرى.
مصدر مسئول بشركة شوبنج مول، المعنية بالتسويق لأركاديا، قال لـ«النبأ»، إن الـ100 محل التي تم الإعلان عن إعادة تشغيلهم من خلال رئيس شركة الأهلي للتنمية العقارية المالكة للمول، لا تتجاوز نسبتهم الـ18% من إجمالي القوة التشغيلية التي تستهدفها الشركة في بداية الإعلان عن جاهزية مول أركاديا للانطلاق واستقبال الجمهور.
وأضاف أن شركة شوبنج مول ليست معنية بما يطلقه المسؤولين من تصريحات بأن المول تم إعادة تشغيلة، مشيرًا إلى أنهم كشركة تسويق لن يقولوا أن المول جاهز لاستقبال الجمهور حتى تصل نسبة التشغيل إلى 60% أو 65%، وهذا لن يحدث قريبًا.
لمن لا يعرف «أركاديا» .. فهو ذلك المبنى التجاري الذي يقع على كورنيش النيل، وكان يحتوي على الكثير من المحلات التجارية والمقاهي، وتعرض عصر يوم الخميس 3 فبراير 2011، للنهب على مدار أيام دون رادع، اتبعه حريق امتد إلى 8 طوابق، واستمر لساعات؛ بسبب قلة عدد رجال الحماية المدنية وسيارات الإسعاف.
أحد العاملين بملاهي أركاديا مول قال «للنبأ» إن سبب الحريق مجموعة من بلطجية منطقة روض الفرج، حيث قاموا بسرقة محتوياته، في حضور أفراد الأمن وقتها، المتمثل في شركة فالكون، والذين اكتفوا بالمشاهدة، بعدما وجدوا أن الوضع يصعب السيطرة عليه، فهربوا من المكان، بحسب قوله.
على استحياء، وبعد دعايا بسيطة لأصحاب المحلات، ظهر المبنى بثوبه الجديد، مزودا بأبواب إلكترونية محكمة، بجانب الاستعانة بشركة تأمين تابعة للجيش تسمى «كوين سيرفيس».
رصد محرر «النبأ» أراء عدد من المسؤولين عن المحلات التي بدأ فتحها، ليعرف منهم عن قرب سبب عودتهم مرة أخرى للمكان وكيف وجدوه؟ فتبين له أن معظمهم من المستأجرين من قبل أحداث ثورة 25 يناير، وأن محلاتهم كغيرها تعرضت للسرقة، مؤكدين أن التأمين من وجهة نظرهم غير كاف بالشكل المطمئن بالنسبة لهم، إلا أن حبهم للمكان هو ما دفعهم للتواجد مرة أخرى.
وأكد المستأجرون أنه بالرغم من عدم وجود دعايا كبيرة، إلا أن الزوار يأتون بشكل لا بأس به بالنسبة لفتح المبنى بعد قرابة الـ4 سنوات من إغلاقه.



