رئيس التحرير
خالد مهران

خريطة الطوائف الدينية في المنطقة العربية

الطوائف الدينية فى
الطوائف الدينية فى بلاد الشام

على الرغم من أن الدستور ينص على أن سوريا هي دولة علمانية ويسود فيها النظام الاشتراكي منذ عقود، إلا أن هناك خليطاً فريداً من نوعه في البلاد.

وإذا ما استثنينا لبنان فيمكن اعتبار سوريا بأنها الدولة الأكثر تعقيداً من الناحية الطائفية والعرقية في سائر أنحاء الشرق الأوسط، فهناك المسلمون والمسيحيون والعلويون والدروز والإسماعيليون وغيرهم من الطوائف والعرقيات.
يتذرع المدافعون عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أنهم يتخوفون من نشوب حرب أهلية في حال سقوط النظام.
بعض هؤلاء الطوائف يزعم أن مستقبلهم سيكون محفوفا بالمخاطر دون النظام الحالي رغم أن المعارضة تنفي اتهامات البعض لها بالطائفية.

أقليات ومذاهب دينية دمشقية:
- السنة
يأتي أهل السنة والجماعة في المرتبة الأولى، إذ يغلب على سوريا مشهد الاختلاط والتمازج السكاني، الذي يغلب عليه الطابع الإسلامي السني بحكم كونهم الأغلبية ،فهم يمثلون حوالي 70إلى 74% من السكان.
وتتركز الأغلبية السّنية في المحافظات الرئيسية دمشق، حمص، حماة، حلب، الرقة، درعا.

- أقباط
ينتشر المسيحيون في كل أنحاء البلاد، وفي بعض المدن يتركزون في أحياء معينة، أو في قرى بأكملها،كمنطقة باب توما، وهي منطقة مسيحية في مدينة دمشق القديمة، وهم يمثلون نحو 10 في المائة من السكان، ويعتبر المجتمع المسيحي في دمشق من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم.

-الدروز
جرمانا مدينة صغيرة تقع جنوب شرقي دمشق ويعيش بها الكثير من السوريين العلمانيين المنتمين لطوائف إسلامية مختلفة، لكن الأغلبية من الدروز الذين يمثلون ما بين أربعة إلى خمسة في المائة من السكان . أما الكثافة الأعلى لهم في المنطقة الجنوبية بالجبل بمحافظة السويداء، فضلا عن وجود أكثر من 40 ألف درزي في هضبة الجولان المحتل.
- شيعة
بين 4.5 إلى 4 في المائة ،وكانت الأغلبية الشيعية الكبيرة التي هجرت العراق تجد منذ فترة طويلة قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 ملاذها الآمن في سوريا.
وأبرز المناطق التي يتواجد فيها الشيعة بسوريا، فهي في العاصمة دمشق و زين العابدين والجورة والأمين، ويعتبر حي الأمين أهم مركز للشيعة في سورية وفيه مسجدان الأول مسجد الإمام علي بن أبي طالب وحسينية يمتد نشاطها على مدار السنة، والمسجد الآخر مسجد الزهراء.

-اسماعيليين
الإسماعيلية هي إحدى أفرع المذهب الشيعي ، وتعتبر “السَلمية ” التي تقع على بعد ثلاثين كيلومتراً إلى الشرق من مدينة حماة في وسط سوريا، عاصمة الطائفة الإسماعيلية في سوريا و الشرق الأوسط.

- علويين
والذين يعرفون أيضاً بالنصيريين،وهم ينتمون اسميا لطائفة الشيعة ويمثلون نسبة 13 في المائة فقط من السكان وهي الطائفة الدينية نفسها التي ينتمي إليها الرئيس.

ينتشر العلويون في سورية بشكل أساسي في الجبال الساحلية من البلاد، من عكار جنوبا، إلى طوروس شمالا، وينتمون للطائفة الشيعية الاثني عشرية، ويتوزع بعضهم في محافظات حمص وحماة ودمشق وحوران ولواء الإسكندرونة.

عرف العلويون بعدة أسماء منها «النصيريون»، نسبة لـ«محمد بن نصير البكري النميري» الذي كان من معاصري الإمام الحسن العسكري، وقد عرفوا أيضا بـ«الخصيبية» نسبة إلى الحسين بن حمدان الخصيبي.

أما بالنسبة لليهود فقد هاجر معظمهم بعد سماح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لهم بمغادرة البلاد في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وتشير الإحصائيات إلى بقاء عدد قليل جدا لا يتجاوز الآلاف في كل من حلب ودمشق حصرا, وهناك دراسات تقول إن عددهم لا يتجاوز المئات.

أقليات قومية وعرقية:
- أرمن
يتركز وجودهم في مدينة حلب وريف اللاذقية ومدينة القامشلي شمال شرق سوريا، وتبلغ نسبتهم 4 في المائة . وبحسب بعض التقديرات فإن ما بين 60 و100 ألف مسيحي من أصل أرمني يقيمون في سوريا، وهم أحفاد الأرمن الذين فروا من المجازر إبان حكم السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
وقد وصل أكثر من ثلاثة آلاف سوري أرمني إلى أرمينيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، منذ بدء النزاع في سوريا في مارس 2011، لكن العديد من اللاجئين يعتزمون العودة إلى بلدهم سوريا فور عودة السلام إلى هذا البلد.التركمان
3 في المائة أي يبلغ تعدادهم نحو 3.5 مليون نسمة ، وهم مسلمون سنة ، و يتوزع تركمان سوريا في سوريا بين القرى والمدن وأهم تجمعاتهم في حلب ودمشق واللاذقية وحمص حيث يوجد فيها باب اسمه باب التركمان, وفي دمشق يوجد حي ساروجة نسبة للقائد المملوكي التركي صارم الدين صاروجة، وفي حلب يتركز التركمان في القرى الشمالية لمدينة حلب.

يقسم تركمان سوريا لقسمين:
القسم الأول
-تركمان المدن: وهم من العائلات التركية التي تمتد جذورها إلى السلالات التركية التي وجدت في سوريا منذ قدوم السلاجقة ومن ثم المماليك والعثمانين .وبعض هذه العائلات التركمانية قدمت كموظفين في عهد الدولة العثمانية أو في الجيش العثماني.

-تركمان القرى: خليط من عشائر تركمانية (تعود بأصلها إلى قبائل الأوغوز) وجميع القرى التركمانية في سوريا من الأغوز.
-الأكراد
يقطن الأكراد المناطق الشمالية الشرقية من سوريا المحاذية للعراق وتركيا خاصة محافظة الحسكة والقامشلي والشمالية في ريف حلب ، ويكونون ما بين 10 و15 في المائة من مجموع سكان سوريا أي حوالي أكثر من مليون كردي.

كانت الحكومات السورية المتعاقبة تميز تمييزا واضحا ضد الأكراد خوفا من احتمال أن يجنحوا نحو الانفصال.
وقد حرم كثيرون منهم حتى من الحصول على الجنسية السورية طبقا لقانون صدر في أوائل ستينيات القرن الماضي..
وقد انفجر غضب الأكراد على هذه الإجراءات في مارس 2004 في مدينة القامشلي، عندما خرجوا في مظاهرات أصدمت مع قوات الأمن.

-شراكسة
يتركزون في دمشق ،ومعظم الشركس في سوريا الّذين يقدر تعدادهم ب 150000 شركسي هم أحفاد أولئك الذين طردهم الروس من وطنهم في شمال القوقاز إلى الإمبراطورية العثمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
وخلال العام 2011 وجه 115 مواطنا سوريا من أصل شركسي ، رسالة إلى القيادة الروسية والمؤسسات الشركسية في روسيا طلبوا فيها مساعدتهم للعودة إلى وطنهم الأم.الأشوريين --------- - الأراميين
يتواجدون بشكل ملحوظ في أقصى شمال شرق سوريا بمدينة القامشلي والقرى التابعة لها وكذلك في حلب ودمشق.
ويشكلون حوالي ثلث مسيحيي سوريا ويتبع أغلبهم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية كما أن هناك تواجد للكلدان والآشوريين وخاصة من الذين نزحوا من العراق. بالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية عن أعدادهم غير أن معظم المصادر تقدرهم بحوالي 700,000 إلى 800,000 يضاف إليهم أكثر من 200,000 لأجيء عراقي.

المذاهب الطائفية في العراق:
تنقسم المذاهب الدينية في العراق بين سنة وشيعة وتتباين الإحصاءات المعلن عنها بشكل غير رسمي في العراق، بشأن نسبة أبناء الطائفتين المسلمتين، من بين العراقيين، إذ تذهب الإحصاءات الشيعية، التي باتت من الأمور المسلم بها، بعد أن روجها الإعلام بكثرة، إلى أنهم يمثلون ما بين 60 إلى 65 في المائة من العراقيين.
وفى المقابل تشير الإحصاءات أن نسبة أهل السنة تتجاوز 65 % ولكن الإحصائيات الواقعية تشير إلى أن نسبتهم تتراوح ما بين 53 و58 في المائة وتمثل بقية الأديان الأخرى في العراق 2 في المائة.
وينتشر أنصار المذهب السني والشيعي في مختلف محافظات بغداد مثل (السليمانية وصلاح الدين وبغداد ودهوك والانبار التأميم وغيرها من المحافظات في العراق).

المذاهب والطوائف فى لبنان
ومن ناحية أخرى تعد الطائفية الأكثر انتشارا في لبنان هي الطائفة الشيعية والأقباط أكثر من المسلمين وتمثل الشيعة في لبنان امتدادا للشيعة في إيران.اختلاف الطوائف المسيحية فى لبنان
تتميز الطوائف المسيحية في لبنان بالتنوع والاختلاف ومن أهمها الطائفة المارونية التي مثلت العديد من الصراعات السياسية في بيروت كما أنها كانت سبب في الصراع الذي نشب بين لبنان والعديد من الدول العربية التي تؤيد المذهب السني في الإسلام.صراع الحركات داخل لبنان.
شهدت لبنان صراعات بين حركة أمل وحركة حزب الله الذي امتد خارجيا بسبب ما تمثله حركة حزب لله من علاقات بين الشيعة في لبنان وإيران مما جعل حزب الله يدخل في صراعات أخرى مع بعض الحكومات الغربية.
كما وقعت صراعات وسط الطائفة المارونية حيث وقعت صراعات بين حركة سمير جعجع والقوات اللبنانية مما أن سببا في إشعال حرب أهلية.
-إضعاف الطائفة المارونية
هذا وقد تسببت الحرب الأهلية التي كان أساسها الخلافات داخل الطائفة المارونية في لبنان إلى إضعاف القطاعات المسيحية المارونية في لبنان مما كان له تأثير سلبي على العديد من الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.
ثم جاءت الجماعات الإسلامية ودحر الاحتلال الصهيوني ليتمركز في الجنوب وتقوى أوضاع الشيعة في لبنان على حساب الطوائف الأخرى.