رئيس التحرير
خالد مهران

استاذ سيكولوجية الأديان : " القرآن الكريم لا يحرم العادة السرية "


العادة السرية عادة خبيثة منكرة لها آثارها السيئة على فاعلها، في دينه ونفسيته وصحته، الإحصائيات الصادر عن المنظمات الصحية المتخصصة في مصر تشير إلى إنتشار العادة السرية بين الشباب انتشارا كبيرا، حتى يمكن القول أن 90-95% من الشباب، وحوالي 70% من الشابات يمارسونها .

ورغم إختلاف العلماء حول الحكم الشرعي لهذه العادة، إلا أن الملاحظ أنه لا توجد أية قرآنية صريحة تحرم الاستمناء .

حول صحة هذا الأمر، أوضح الدكتور أحمد على عثمان استاذ سيكولوجية الإديان بالجامعة الأمريكية المفتوحة ،أنه لا يوجد أي نص قرآني يحرم الاستمناء يشكل صريح، ولكن العلماء إستندوا في حكم التحريم إلى   الآيات التي تدعوا لحفظ الفرج، الآية الاولى من الكتاب: قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ،إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " الأية الثانية  قوله تعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " .

وقد فسر فريق آخر من العلماء أن تلك الآيات نزلت لتحريم ممارسة الزنا، وتحريم نظر الزوج لإمرآة أجنبية غير زوجتة، وليس لهذه الأيات علاقة بالاستمناء، إلا أن جمهور العلماء ء قالوا إن حكم الاستمناء هو عدم الجواز، وذلك لقوله تعالى في وصف عباده المؤمنين الذي يستحقون الفلاح :"قَدْ  أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ  ".

وقد استدل العلماء بهذه الآية على تحريم ما يسمى بالعادة السرية أو الاستمناء، وقالوا: إن من فعل ذلك فقد فعل الاعتداء المذكور في الآية.

والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد الشباب فقال لهم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري. فعلم بهذا أن الاستمناء محرم وأنه ليس من وسائل تصريف الشهوة التي أرشدنا إليها القرآن والسنة، وذلك لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى. فقد علم الناس أن للاستمناء أضراراً كثيرة على الجسم، وعلى التفكير.

وفيما يخص وجود حديث صحيح في التحريم فإننا لم نطلع على أصل خاص له، ولكن تحريمه مستنبط من قوله تعالى: "فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ".

وقال الدكتور  عبد الغني سعد إستاذ الفقة جامعة الأزهر  ،إن الوارد عن الوجة الشرعية بشأن الاستمناء ما ذكر عن الأئمة الأربعة ،حيث  قالوا أن لا ستمناء الرجل بيده حالات :

الحالة الأولى : الاستمناء لغير الحاجة الْحَالَةُ  :- اختلف الفقهاء في حكم استمناء الرجل بيده في هذه الحالة فذهب الْمالكية والشافعية   في قول إلى أن الاستمناء محرم  ؛ لقول اللَّهِ تعالَى : { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } وذهب الحنفية إلأى أنه يكره ،وقيد الحنفية الكراهة بالتحريم حيث صرحوا بانه مكروه تحريما ، وَقَال أحمد بن حنبل في رواية نقلها أبن منصور : لا يعجبني بلا ضرورة  .

الحالة الثانية : الاستمناء لخوف الزنا :- اختلف الفقهاء في حكم الاستمناء في هذه الحالة : فذهب الحنفية والحنابلة إلى أن من استمني في هذه الحالة لا شي عليه   ، وعبر الحنفية عن هذا المطلب بقولهم : الرجاء  ألا يعاقب .

وذهب المالكية في رواية إلى أنه  يحرم ولو خاف الزنا ،لأن الفرج مع إباحته بالعقد  لم يبح بالضرورة ،فهنا أولى ،وقد جعل الشرع الصوم بدلا من النكاح ،والاحتلام مزيل لشدة الشبق ،مفتر للشهوة .

أما الشافعية فيرون انه يجوز طالما يدفع الشخص عن ممارسة  الزنا  .

الحالة الثالثة : الاستمناء من أجل طرق الزنا فقد ذهب الحنفية والحنابلة والشافعية إلى جواز الاستمناء إذا كان الشخص دائم الزنا ويريد التخلص منه بهذه  الوسيلة، وصرح المالكية بأن استمناء الشخص بيده حرام خشي الزنا أم لا .

لَكن إِذَا لَم يندفِع عنه الزنا إلا بالإستمناء قدمه على الزنا، فيكون قد ارتكب لأخف المفسدين  .