دراسة تحذر من فكرة الطفل المعجزة في عدد من المجالات
أظهرت دراسة جديدة أن فكرة الطفل المعجزة قد يُعيق فرص بلوغه مرتبة عالية في مراحل لاحقة من حياته، وخلص باحثون، درسوا تطور الشخصيات العالمية في مجالات العلوم والموسيقى الكلاسيكية والشطرنج والرياضة، إلى أن المتفوقين لا يتطورون بالضرورة كمعجزات في الطفولة، وأن أفضل الشباب، ومن يصلون لاحقًا إلى العالمية، لا يبدأون حياتهم دائمًا كمتفوقين.
وخلصت الدراسة إلى أن الشباب المتميزين يصلون إلى ذروة أدائهم بسرعة، لكنهم نادرًا ما يتقنون مجالًا واحدًا، وفي المقابل، يصل البالغون المتميزون إلى ذروة أدائهم تدريجيًا من خلال ممارسة أوسع وأكثر تنوعًا في مجالات متعددة.
تفاصيل الدراسة
درس الفريق تطور 34،839 من أبرز الرياضيين العالميين، بمن فيهم رياضيون أولمبيون وحائزون على جائزة نوبل، ووجدوا أنهم يميلون إلى اتباع نمط تطور مختلف عما كان يُعتقد سابقًا.
وأشارت الدراسة إلى أن الأبحاث التقليدية كانت تعتقد أن العوامل الرئيسية للتميز الرياضي تكمن في الأداء المبكر، والقدرة المناسبة، وسنوات التدريب، حيث تركز برامج اكتشاف المواهب غالبًا على الشباب المتفوقين وصقل مهاراتهم في مجال واحد، وهو ما يتم وصفه باعتباره "الطفل المعجزة".
وهذا ما يُفسر الفكرة الشائعة في الثقافة الشعبية عن الطفل المعجزة - سواءً أكان ذلك من خلال لقطات ليونيل ميسي وهو في الثامنة من عمره يُراوغ المدافعين ببراعة في بطولة للناشئين، أو موزارت الشاب الموهوب بشكل استثنائي، الذي يُقدم حفلات موسيقية في سن المراهقة.
لكن علماء آخرون شككوا في عالمية هذه الفكرة، مُشيرةً إلى أنها قد تُسبب ضررًا أكثر من نفعها، فتركيز المواهب الشابة على تخصص واحد قد يُؤثر سلبًا على فرص تقدمهم.
ولم تتناول الأبحاث التقليدية في مجال الموهبة والخبرة مسألة كيفية تطور الأداء المتميز عالميًا في سنواتهم الأولى.
نتائج الدراسة
خلصت الدراسة إلى ثلاث نتائج رئيسية، أولها أن أفضل المتفوقين في سن مبكرة يختلفون في الغالب عن أفضلهم في مراحل لاحقة من حياتهم.
ثانيًا، أظهر أولئك الذين بلغوا مستوى عالميًا تطورًا تدريجيًا في أدائهم في سنواتهم الأولى، ولم يكونوا بعد من بين الأفضل في فئتهم العمرية.
ثالثًا، لم يتخصص أولئك الذين بلغوا ذروة أدائهم لاحقًا في مجال واحد في سن مبكرة، بل انخرطوا في مجالات متنوعة، سواء أكانت مواد دراسية مختلفة، أو أنواعًا موسيقية، أو رياضات، أو مهنًا. ووفقًا للدراسة، يُعد التخصص في مراحل لاحقة من الحياة طريقًا أفضل للنجاح.
وقد أدى ذلك إلى فرضيات طرحها الباحثون، مفادها أن تجارب التعلم المتنوعة في مختلف المجالات تُعزز القدرة على التعلم، مما يُحسّن التعلم المستمر اللاحق على أعلى مستوى في المجال.
كما يشير ذلك إلى أن الانخراط في العديد من التخصصات يقلل من مخاطر العوامل التي تعيق المسيرة المهنية، مثل الإرهاق، وفقدان حب المجال، أو الإصابات.