رئيس التحرير
خالد مهران

من حلوان للعاصمة.. جامعة العاصمة تستعرض منظومة العلوم والابتكار على مدار 50 عاما

جامعة العاصمة تستعرض
جامعة العاصمة تستعرض منظومة العلوم والابتكار على مدار 50 عام

نشرت جامعة العاصمة «حلوان» سابقًا، تقريرًا عن منظمومة العلوم والابتكار بالجامعة، احتفالًا بمرور 50 عامًا على تدشينها.

جامعة العاصمة من التعليم التقليدي إلى جامعة بحثية مواكبة للتطورات العالمية

وكشف تقرير الجامعة، أنه منذ انطلاقها، حملت جامعة العاصمة «حلوان» على عاتقها مسؤولية الريادة العلمية في مصر، لتكون من أوائل الجامعات التي جمعت بين التخصصات التطبيقية والفنية والبحثية ضمن منظومة تعليمية متكاملة، أسهمت في إعداد كوادر قادرة على خدمة المجتمع ومواكبة متطلبات التنمية.

وعلى مدار خمسين عامًا، شهدت الجامعة تطورًا لافتًا في مجالات العلوم المختلفة، مدفوعًا بتوسع مستمر في إنشاء الكليات والمعاهد العلمية، واحتضانها لنخبة من العلماء والباحثين الذين أسهموا في إثراء المعرفة وتقديم حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية والاقتصادية.

ولم يكن هذا التطور وليد المصادفة، بل جاء نتيجة رؤية استراتيجية واضحة، واستثمار متواصل في البنية التحتية البحثية، إلى جانب شراكات فعالة مع مؤسسات علمية محلية ودولية. ونجحت الجامعة في تأسيس مراكز بحثية متخصصة، وتطوير برامج دراسات عليا متقدمة، وتعزيز ثقافة البحث العلمي بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، لتصبح بيئة محفزة على الإبداع والابتكار.

واليوم، تحتل جامعة حلوان مكانة راسخة في المشهد العلمي المصري، وهي تواصل مسيرتها بثبات نحو المستقبل، مستندة إلى إرث غني من الإنجازات، وطموح لا يعرف حدودًا في خدمة العلم والمجتمع، حيث يعكس تطور العلوم بها خلال خمسة عقود التحول من التعليم التقليدي إلى منظومة علمية متكاملة تواكب التطورات العالمية.

محطات تطور الكليات العلمية بجامعة حلوان

بدأت الجامعة في سبعينيات القرن الماضي بعدد من الكليات الأساسية، من بينها الفنون التطبيقية، والفنون الجميلة، والسياحة والفنادق، والتربية الفنية، والتربية الموسيقية. وفي الثمانينيات، شهدت انطلاقة الكليات العلمية مثل كليتي العلوم والهندسة، مع التركيز على تدريس العلوم الأساسية كالكيمياء والفيزياء والرياضيات، وإنشاء معامل تعليمية لتدريب الطلاب على التجارب العلمية الأولية.

وخلال تسعينيات القرن الماضي، توسعت الجامعة في التخصصات العلمية، حيث أُنشئت برامج جديدة في البيولوجيا والجيولوجيا وعلوم البيئة والتغذية، وبدأت في دعم المشروعات البحثية التطبيقية، خاصة في مجالات الصناعة والطاقة، إلى جانب تأسيس وحدات بحثية متخصصة داخل الكليات العلمية.

أما في الألفينات، فقد شهدت الجامعة انفتاحًا على التكنولوجيا والعلوم الحديثة، مع إدخال تخصصات مثل علوم الحاسب والتكنولوجيا الحيوية والميكروبيولوجيا، وتطوير المعامل بأجهزة تحليل متقدمة، فضلًا عن التعاون مع جهات دولية في مشروعات بحثية مشتركة، وإنشاء محطات بحثية بيئية.

وخلال الفترة من 2010 إلى 2020، دخلت الجامعة مرحلة التحول الرقمي والابتكار العلمي، حيث أُطلقت برامج دراسات عليا في مجالات الذكاء الاصطناعي، والنانو تكنولوجي، وعلوم المواد، وزادت مشاركاتها في المؤتمرات العلمية الدولية، وارتفعت معدلات النشر العلمي في المجلات العالمية. كما تم إنشاء مراكز تميز علمي في الطاقة المتجددة والمياه والتكنولوجيا الحيوية، إلى جانب تأسيس مركز النانو تكنولوجي، والمعمل المركزي، وكيانات استراتيجية مثل مكتب العلاقات الدولية، ومكتب الوافدين، ومركز البحوث البينية، ووحدة التصنيف الدولي، ومركز الإبداع والبحث العلمي، ومكتب دعم الابتكارات.

توسع نوعي في الكليات العلمية ومراكز التميز البحثي

وفي الفترة من 2020 إلى 2025، حققت جامعة حلوان نقلة نوعية نحو الريادة العلمية والتميز الأكاديمي، بإطلاق أكثر من 100 برنامج أكاديمي حديث، من بينها 13 برنامجًا دوليًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والتوسع في إنشاء مراكز بحثية متعددة التخصصات تخدم أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب دعم الابتكار الطلابي عبر المسابقات العلمية، وحاضنات الأعمال، ومشروعات التخرج التطبيقية.

وأكدت تجربة جامعة حلوان الممتدة على مدار خمسين عامًا أنها ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل مركز علمي نابض بالحياة، يواكب المتغيرات العالمية ويصنع الفارق في المجتمع المصري. فمن خلال كلياتها العلمية المتخصصة، ومراكزها البحثية المتقدمة، وبرامجها الأكاديمية الحديثة، نجحت الجامعة في ترك بصمة واضحة في مجالات العلوم التطبيقية والتكنولوجيا والبحث العلمي، وأسهمت في تخريج أجيال من العلماء والباحثين الذين شاركوا في نهضة الوطن.