عاصفة شتوية عنيفة تجتاح كاليفورنيا وتفرض إجلاء السكان

 تتعرض ولاية كاليفورنيا الأمريكية لموجة طقس قاسية نتيجة عاصفة شتوية قوية أدت إلى إجلاء مئات السكان، وسط فيضانات واسعة واضطرابات كبيرة في حركة السفر، بالتزامن مع عطلة عيد الميلاد في معظم أنحاء الولاية.

أمطار غزيرة ورياح قوية وثلوج كثيفة
وأطلقت هيئة الأرصاد الوطنية تحذيرات عاجلة من استمرار الأمطار الغزيرة وتساقط الثلوج وهبوب رياح قوية حتى يوم الجمعة، داعية السكان إلى توخي الحذر.

وتشير التوقعات إلى هطول أمطار قد تصل إلى نحو 30 سنتيمترًا في جنوب كاليفورنيا، مع رياح تبلغ سرعتها 88 كيلومترًا في الساعة، فيما سجلت جبال سييرا نيفادا سماكات ثلجية مرشحة للارتفاع إلى أكثر من 150 سنتيمترًا قبل انحسار العاصفة الشتوية.

تعاني ولاية كاليفورنيا منذ سنوات من اختلالات مناخية متزايدة جعلتها من أكثر الولايات الأمريكية تعرضًا للظواهر الجوية المتطرفة.

 فقد تعاقبت فترات الجفاف الحاد وموجات الحر الطويلة مع عواصف شتوية قوية وغير مسبوقة، ما أدى إلى إنهاك الأنظمة البيئية والبنية التحتية على حد سواء. 

وأسهم تغير المناخ في رفع درجات الحرارة وزيادة جفاف الغطاء النباتي، وهو ما وفّر بيئة خصبة لاندلاع حرائق غابات واسعة النطاق خلال عام 2025، خلّفت عشرات الضحايا وألحقت أضرارًا جسيمة بالمنازل والطرق وشبكات الكهرباء والمياه.

وفي هذا السياق، تأتي العاصفة الشتوية الحالية لتفاقم من حجم المخاطر القائمة، إذ تضرب مناطق لا تزال في طور التعافي من آثار الحرائق والانهيارات الأرضية السابقة. فالتربة المتضررة من الحرائق تصبح أقل قدرة على امتصاص مياه الأمطار، ما يرفع احتمالات الفيضانات والسيول الجارفة والانزلاقات الطينية، خاصة في المناطق الجبلية والمنحدرات.

 كما أن البنية التحتية المتضررة جزئيًا من الحرائق تواجه ضغطًا إضافيًا مع الأمطار الغزيرة والرياح القوية وتساقط الثلوج.

وتحذر السلطات المحلية وخبراء المناخ من أن تكرار هذا النمط من الظواهر المتطرفة يعكس تحولًا هيكليًا في المناخ بالولاية، حيث أصبحت العواصف أكثر شدة وأقصر زمنًا، لكنها تحمل كميات أمطار وثلوج أكبر في فترات قياسية.

 ويضع هذا الواقع تحديات كبيرة أمام جهود الاستجابة والطوارئ، ويؤكد الحاجة إلى خطط طويلة الأمد للتكيف مع التغير المناخي، وتعزيز الجاهزية لحماية السكان وتقليل الخسائر البشرية والمادية في كاليفورنيا.