هل يتخلى عشاق الآيفون عن هواتفهم نهائيًا؟
إذا كنت تشعر أن جهاز الآيفون الخاص بك يعاني من أعطال أكثر من أي وقت مضى، فأنت لست وحدك، حيث غمر مُحبو آبل الغاضبون مواقع التواصل الاجتماعي بشكواهم من أن هواتفهم الذكية باهظة الثمن تعاني من مشاكل تقنية.
مع تزايد الإحباط من عملاق التكنولوجيا، أقسم بعض المُستخدمين أنهم قرروا التخلي عن منتجات آبل نهائيًا.
حتى أن أحد المُعلقين الغاضبين لجأ إلى موقع X للتعبير عن استيائه قائلًا: "لن أكون عميلًا لآبل مرة أخرى بعد التعامل مع هذه الخردة!".
موجة كبيرة من الأعطال
على مدار العام الماضي، عانت أجهزة الآيفون من موجة من الأعطال، بدءًا من فشل التنبيهات وصولًا إلى ظهور "نقطة الموت السوداء".
وكذلك، بدأ العديد من مُحبي آبل المُخلصين يشعرون بخيبة أمل بسبب نقص الابتكار أو الميزات الجديدة في كل إصدار سنوي من الهاتف الرائد.
بينما لا يتوقع محللو الصناعة أن يلقى الآيفون مصير بلاك بيري في أي وقت قريب، إلا أن هذه قد تكون بداية تراجع كبير، فتزايد الإحباط بين عشاق التقنية بسبب الأخطاء والمشاكل التقنية قد يؤثر سلبًا على مكانة الآيفون كجهاز أساسي لا غنى عنه.
ومنذ إطلاق نظامي التشغيل iOS 18 وiOS 24، ازداد استياء مستخدمي الآيفون من كثرة المشاكل التقنية التي تواجه هواتفهم.
ويتسبب هذا الخلل، الذي يبدو أنه يؤثر على أجهزة الآيفون المثبتة بنظام iOS 26، في تحويل صوت المنبه إلى صوت خافت، مما يتسبب في تأخر المستخدمين عن العمل وحتى تفويت رحلاتهم الجوية.
في وقت سابق من هذا العام، حيّر خللٌ غامضٌ آخر مستخدمي آيفون، حيث ظهرت نقطة سوداء غريبة على شاشاتهم.
وبينما لا يزال سبب هذا الخطأ مجهولًا، أفاد المستخدمون بأنهم اضطروا لدفع تكاليف استبدال الشاشة لحل المشكلة.
وفي الوقت نفسه، بدأ خللٌ آخر محرجٌ للغاية، يؤثر على الهواتف التي تعمل بنظام iOS 18، في استعراض سجل تصفح المستخدمين، بما في ذلك عمليات البحث التي يفضلون إبقاءها خاصة.
واكتشف مستخدمو آبل أن أجهزتهم تعرض محتوىً إباحيًا قديمًا في أوقات غير مرغوب فيها، على الرغم من حرصهم الشديد على مسح سجل التصفح وعلامات التبويب وملفات تعريف الارتباط، حتى بعد التأكد من عرض المحتوى غير اللائق في "وضع التصفح الخفي" فقط.
ويشير المحللون إلى أن المستخدمين قد عزفوا عن استخدام آبل بسبب هذه المشاكل، نظرًا لسمعتها الممتازة سابقًا في مجال الموثوقية، ولكن هناك تباين حالي بين توقعات المستخدمين والمنتج.
ولطالما تفوقت آبل في إرضاء العملاء، لكن المشاكل التقنية التي نشهدها، من أعطال نظام iOS 18 إلى مشاكل البطارية واستجابة شاشة اللمس، تُمثل خللًا في هذا الوعد الأساسي.
والخطر الحقيقي ليس الانقراض، بل تآكل الثقة، فعندما يدفع الناس في المتوسط أكثر من 1000 دولار مقابل جهاز، فإنهم يتوقعون أن يعمل بشكل مثالي.
وبالمثل، أعرب العديد من المستخدمين عن استيائهم من أن كل جيل جديد من أجهزة آيفون لا يختلف كثيرًا عن سابقه.
هل تؤدي تلك الشكاوي لانخفاض المبيعات؟
لكن السؤال الأهم هو ما إذا كانت هذه الشكاوى ستؤدي إلى انخفاض في المبيعات أو تغييرات في استراتيجية آبل.
وقد تضطر آبل إلى تغيير نهجها لتلبية توقعات العملاء، حيث تشير التوقعات إلى أن تتخلى آبل عن الإصدارات السنوية الثابتة وتتجه نحو وتيرة منتجات أكثر مرونة، على غرار ما فعلته مع جهاز آيباد.
ولكن على كل الأحوال، لا يزال جهاز آيفون هو الجهاز المفضل لدى معظم شرائح الشباب حول العالم، ويمكن القول إن لدى Apple قاعدة جماهيرية هي الأكثر ولاءً من بين جميع مصنعي الهواتف الذكية، وكل ذلك مرتبط بنظام بيئي متماسك للغاية.