رئيس التحرير
خالد مهران

الأزهر يشيد بموقف باكستان: مواجهة الفكر المتطرف ضرورة أمنية وفكرية

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

أكد مرصد الأزهر أن إعلان "الجهاد" يظل حقًا حصريًا للدولة، مشددًا على أن أي فتاوى أو خطابات تحرّض على "الجهاد الفردي" تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار وتتناقض مع مقاصد الشريعة الإسلامية.


وجاء موقف المرصد تعليقًا على تصريحات المارشال عاصم منير، رئيس هيئة الدفاع ورئيس أركان الجيش الباكستاني، الذي شدد خلال مؤتمر «علماء الأمة الوطنية» في إسلام آباد على ضرورة حصر القرارات السيادية المتعلقة بالأمن القومي، بما فيها إعلان الجهاد، في المؤسسات الرسمية، محذرًا من مخاطر الانزلاق وراء الدعوات الفردية التي تفتقد لأي تفويض شرعي.


وأوضح المارشال منير أن الشريعة الإسلامية تقوم على التنظيم والانضباط ضمن الجماعة، وأن أي إعلان للجهاد خارج سلطة الدولة يفتح الباب للفوضى وتعدد المرجعيات، مؤكدًا أن العمل العسكري يجب أن يكون منضبطًا وتحت إشراف الدولة لضمان حفظ النظام ومنع الفتن.

مواجهة الفكر المتطرف 


ونوّه مرصد الأزهر بأن هذا التحذير يأتي في ظل تصاعد التحديات على الحدود الباكستانية الأفغانية، حيث تسعى جماعات محظورة مثل "طالبان باكستان" وتنظيم "داعش – ولاية خراسان" إلى توظيف النصوص الدينية خارج سياقها لاستهداف المدنيين وقوات الأمن، والترويج لما يسمى بـ "الجهاد الفردي"، بما يشكل انتهاكًا صريحًا للمعايير الشرعية والأمنية.


وأكد المرصد أن استقرار باكستان يعتمد على الالتزام بسيادة القانون وحصر السلاح والقرارات المصيرية في المؤسسات الرسمية، مشيرًا إلى أن مواجهة الفكر المتطرف لا تقل أهمية عن العمليات الأمنية الميدانية، وأن تفكيك الأدبيات الدعائية المتطرفة ضروري لمنع تحويل الجهاد من مفهوم شرعي إلى أداة لتبرير العنف وإشاعة الفوضي

 

وختم المرصد بالإشارة إلى أن موقف القيادة العسكرية يعكس إدراكًا رسميًا بأن مكافحة التطرف تتطلب مزيجًا من الإجراءات الأمنية والفكرية معًا، لضمان حماية المجتمع ومنع استغلال الدين في أعمال العنف.