علي جمعة: الحياة دار ابتلاء لا تشريف.. والإنسان يُقلب بين الخير والشر لحكمة إلهية
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن تقلب الإنسان بين الخير والشر في هذه الحياة هو جزء من حكمة الله تعالى، الذي جعل الدنيا دار تكليف وابتلاء، لا دار تشريف. وأوضح أن الإنسان خُلق أولًا في الجنة دون تكليف، ثم نُقل إلى دار التكليف بعد أن أكل من الشجرة، مشيرًا إلى أن الأصل في الإنسان هو التشريف، بدليل سجود الملائكة له.
وأضاف جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أن مراحل حياة الإنسان تبدأ بالتشريف في الطفولة، ثم يدخل مرحلة التكليف التي تستلزم الامتحان والابتلاء، مؤكدًا أن الحياة لا تخلو من الكدر والمصائب، بل هي مزيج من الخير والشر، والضيق والسعة، كما قال تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾.
علي جمعة: الحياة دار ابتلاء لا تشريف
وأشار إلى أن نتيجة هذا الامتحان تظهر يوم القيامة، داعيًا إلى التمسك بدعاء الصالحين: "اللهم إنا نسألك حسن الختام"، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ عن أهمية الخاتمة، وأنها بيد الله وحده.
وأكد جمعة أن الابتلاء لا يعني الانتقام الإلهي، بل هو جزء من سنن الحياة، وأن على المؤمن أن يتأرجح بين الصبر عند البلاء، والشكر عند النعماء، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير".
وختم بقوله إن الله يرزق من يشاء ويبتلي من يشاء، لحكمة يعلمها وحده، وأن العلاقة بين العبد وربه تقوم على الرجاء والخوف، واليقين بأن الله هو القادر على كشف الضر ومنح الخير: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.