تفسير الدكتور علي جمعة لآيتي "صم بكم عمي فهم لا يعقلون"
قدّم الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، تفسيرًا عميقًا لعدد من الآيات القرآنية التي تتناول صفات بعض الناس الذين أعرضوا عن الحق، موضحًا أبعادها النفسية والسلوكية.
«صم بكم عمي فهم لا يعقلون»
أوضح الدكتور علي جمعة أن هذه الآية تصف حال من *يسمعون كلام الرسل ولا يستجيبون له، ويشاهدون المعجزات بأعينهم، ويحضرونها بأنفسهم، لكنهم *يتعاملون معها وكأنهم لا يسمعون ولا يرون ولا ينطقون، فهم في حالة من الجمود العقلي والروحي.
وأشار إلى أن هؤلاء الناس رفضوا الحق واتبعوا أهواءهم، مستشهدًا بقوله تعالى: _«أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا»_ (الفرقان: 43)، مبينًا أن الله وصفهم بهذه الأوصاف لأنهم *لا يقتنعون بأي نوع من الأدلة، سواء كانت سمعية أو بصرية أو عقلية، ولا يتأثرون حتى بالمعجزات الواضحة.
«يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله»
وفي تفسيره لهذه الآية، بيّن الدكتور جمعة أن الله سبحانه وتعالى يصف حالة نفسية يعيشها بعض الناس، وهي الخوف من الناس أكثر من الخوف من الله، حيث يخفون أفعالهم عن البشر، لكنهم ينسون أن الله مطلع عليهم في كل حين.
وأكد أن هذه الآية تخاطب المنافقين، لكنها في الوقت نفسه توجه رسالة لكل مسلم بألا يكون من هؤلاء، بل عليه أن *يتصف بالصدق والشفافية، وأن يراجع نفسه إذا شعر بالخجل من فعلٍ ما، لأن الإثم ما حاك في النفس وخشيت أن يطلع عليه الناس.
وأضاف أن إخفاء الخير قد يُقبل، لكن إخفاء الشر يجمع بين خصلتين مذمومتين: خسة الإخفاء وخسة الفعل نفسه، محذرًا من التعود على الإخفاء والانشغال بالشر، فذلك مما يُبغضه الله.