رئيس التحرير
خالد مهران

ميلوني: حلّ الدولتين مفتاح الاستقرار ودعوة صريحة لإسرائيل للاعتراف بحق الفلسطينيين

رئيسة الوزراء الإيطالية
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني

جددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني موقف بلادها الداعم لحل الدولتين باعتباره الخيار الوحيد الكفيل بضمان الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك في تصريح يعكس اتساق السياسة الخارجية الإيطالية مع التوجهات الأوروبية والدولية الداعية إلى إعادة إحياء المسار السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 وتأتي هذه التصريحات في سياق دبلوماسي حساس أعقب قمة شرم الشيخ، والتي ركزت على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتهيئة الظروف لاستئناف الحوار السياسي.

حل الدولتين.. رؤية إيطاليا لتحقيق الاستقرار

شددت ميلوني على أن حل الدولتين يمثل الطريق الواقعي والمستدام للخروج من دوامة العنف وعدم اليقين التي تعيشها المنطقة.

 وقالت إن إيطاليا ترى في هذا الحل أساسًا لا يمكن الاستغناء عنه لتحقيق الأمن، سواء للفلسطينيين أو الإسرائيليين، مؤكدة دعم بلادها الكامل لمخرجات قمة شرم الشيخ التي تناولت مستقبل غزة وآليات تثبيت التهدئة.

وتعكس هذه التصريحات قناعة إيطالية راسخة بأن غياب مسار سياسي عادل سيؤدي إلى استمرار الانفجارات الأمنية وتوسع دائرة الصراع، وهو ما حذرت منه ميلوني بشكل غير مباشر خلال حديثها.

دعوة مباشرة لإسرائيل: الاعتراف بدولة فلسطينية

في موقف نادر الوضوح، وجهت رئيسة الوزراء الإيطالية رسالة سياسية مباشرة إلى تل أبيب، دعت فيها إسرائيل إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
واعتبرت ميلوني أن أي مبادرة سياسية تخص غزة، حتى وإن جاءت بعد وقف إطلاق النار، لن تكون كاملة أو ذات جدوى دون الاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، وشددت على أن اقتراحات السلام الحالية «لا غنى عنها» ويجب التعامل معها بجدية وبأعلى درجات الدعم الدولي.

ويعكس هذا الموقف تحولًا ملحوظًا في خطاب بعض العواصم الأوروبية التي باتت ترى أن تجاهل المطالب الفلسطينية أدى إلى انسداد سياسي ينعكس مباشرة على الأوضاع الأمنية.

تثمين جهود تثبيت وقف إطلاق النار

أشادت ميلوني بالجهود الدولية المتواصلة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، معتبرة أن الهدنة الحالية تمثل فرصة مهمة ينبغي استثمارها لإعادة بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
كما شددت على أن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقًا دوليًا متزايدًا، ليس فقط لمنع تجدد التصعيد، بل أيضًا لإطلاق مسار دبلوماسي يمكن أن يفضي إلى حلول طويلة الأمد.

وأوضحت أن إيطاليا ستواصل العمل مع شركائها الأوروبيين ومع واشنطن لإبقاء باب المفاوضات مفتوحًا ومنع أي تدهور جديد للأوضاع الإنسانية في القطاع.

 توقيت دقيق وحراك متصاعد

تأتي تصريحات ميلوني عقب قمة شرم الشيخ التي أعادت تسليط الضوء على غزة، مركزة على وقف إطلاق النار ومناقشة آفاق إعادة الإعمار. وتزامن ذلك مع حراك دبلوماسي مكثف في المنطقة، تشارك فيه قوى دولية وإقليمية، بهدف منع تفجر الأوضاع مجددًا.

وتسعى روما، مثل العديد من العواصم الأوروبية، إلى لعب دور أكثر حضورًا في صياغة سياسات الاستقرار بالشرق الأوسط، مع اعتبار حل الدولتين محورًا مركزيًا في أي مبادرة تُطرح على الطاولة

 ويأتي هذا الطرح انسجامًا مع التوجه الأوروبي العام، الذي بات يرى أن غياب حلول سياسية هو المحرك الأساسي لاستمرار الصراع.