الصين تعرض على مصر دخول أكبر سوق في العالم عبر مبادرة الإعفاء الجمركي
في خطوة تعكس اتساع آفاق الشراكة بين الصين ومصر، تلقّت القاهرة دعوة رسمية للانضمام إلى مبادرة الإعفاء الجمركي التي أطلقتها بكين بهدف دعم الدول الشريكة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا.
وتبرز هذه الخطوة كمرحلة جديدة في مسار العلاقات المتصاعدة، إذ تتجه الصين إلى توسيع شبكة شراكاتها التجارية الإستراتيجية لتشمل دولًا ذات ثقل إقليمي، وفي مقدمتها مصر لما تملكه من موقع جغرافي وقدرات اقتصادية متنامية.
دعوة صينية لمرحلة اقتصادية جديدة
وخلال اجتماعات رسمية في بكين، أكد وفد المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي الصيني أن إدراج مصر ضمن مبادرة الإعفاء الجمركي سيُسهم في رفع حجم التبادل التجاري وتعزيز مكانة القاهرة كمركز محوري في سلاسل الإمداد الإقليمية.
وشدد وفد المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي الصيني، على أن الصين ترى في الاقتصاد المصري شريكًا يتمتع بقدرة كبيرة على تحقيق نمو متبادل، ما يعزز مسار التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وأشار وفد المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي الصيني، إلى أن مبادرة الإعفاء الجمركي تعد إحدى أهم الأدوات التي تستخدمها الصين لتوسيع التعاون الاقتصادي عبر خفض الرسوم وتسهيل دخول السلع وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وهي خطوات ستنعكس بشكل مباشر على القطاع الصناعي المصري.
فرص استثمارية واسعة داخل مبادرة الإعفاء الجمركي
وأوضح مسؤولون صينيون أن انضمام مصر إلى منظومة مبادرة الإعفاء الجمركي سيتيح للشركات المصرية دخول السوق الصينية برسوم صفرية، الأمر الذي يمنحها ميزة تنافسية قوية.
كما سيُمهّد لجذب استثمارات صينية إضافية في مجالات الطاقة والنقل والتكنولوجيا والصناعات الثقيلة، ما يدفع نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين بشكل أكبر.
وأكدت بكين أن مبادرة الإعفاء الجمركي ليست منصة تجارية فحسب، بل مشروع إستراتيجي يهدف إلى دعم التعاون الاقتصادي بين الصين والدول الصديقة، مشيرة إلى أن السوق المصرية تُعد واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية في المنطقة، وهو ما يمنح مصر وزنًا مهمًا داخل المبادرة.
تعاون متصاعد بين القاهرة وبكين
تأتي الدعوة الصينية في ظل التوسع الملحوظ في العلاقات بين الصين ومصر خلال السنوات الأخيرة، حيث شهد حجم التبادل التجاري ارتفاعًا كبيرًا، إلى جانب مشاركة القاهرة في مشاريع ضخمة ضمن مبادرة "الحزام والطريق".
وترى بكين أن مصر تمثل ركيزة مهمة في الشرق الأوسط وإفريقيا، ما يجعل ضمها إلى مبادرة الإعفاء الجمركي خطوة طبيعية في سياق بناء شبكة تعاون اقتصادي متكاملة.
وبهذه الدعوة، تتقدم العلاقات بين الصين ومصر نحو مرحلة جديدة تُرسّخ حضور البلدين كشريكين محوريين في تأسيس منظومة اقتصادية إقليمية تعتمد على خفض الرسوم الجمركية وتدفق الاستثمارات وتوسيع الأسواق، في إطار التعاون الاقتصادي المستقبلي.
