الجيش السوداني يوسّع عملياته في شمال كردفان وسط معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع

تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وحلفائه ضد قوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي في ثلاثة محاور بولاية شمال كردفان، في وقت يصفه مراقبون بأنه إحدى أكثر الجبهات سخونة منذ أسابيع.
وقالت مصادر عسكرية، إن وحدات من الجيش السوداني والقوة المشتركة شنّت هجمات مكثفة منذ فجر الثلاثاء على تمركزات الدعم السريع في الجزء الغربي من الأبيض، ما أدى إلى تراجع الأخيرة نحو مدينة الخوي بولاية غرب كردفان.

تقدم وتراجع في أم سيالة

خلال الأيام الماضية، نفّذ الجيش السوداني عملية واسعة في شمال كردفان، تمكن خلالها من استعادة كازقيل وأم دم حاج، قبل التقدم نحو بارا وأم سيالة.
لكن بعد اندلاع مواجهات ضارية، اضطر الجيش إلى الانسحاب من بارا وأم سيالة مؤقتًا، رغم محاولته تثبيت وجوده في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تربط الأبيض بولايات النيل الأبيض والخرطوم.

الخسائر العسكرية للطرفين

نشرت منصات موالية للقوة المشتركة مقاطع فيديو تظهر تدمير مركبات عسكرية ومقتل وأسر عناصر من الدعم السريع. وفي المقابل، قالت قوات الدعم السريع إنها كبدت الجيش السوداني وحلفاءه خسائر فادحة في مناطق جبل أبو سنون وجبل عيسى والعيارة.
كما نفّذ الطيران الحربي التابع لـ الجيش السوداني غارات جوية على مواقع لـ الدعم السريع في المزروب وبارا.

إصابة قائد درع السودان في أم سيالة

أعلنت قوات درع السودان إصابة قائدها أبو عاقلة كيكل إصابة "طفيفة" خلال معارك أم سيالة في شمال كردفان، مشيرة إلى أنه تلقى إسعافات أولية قبل مواصلة قيادة العمليات. وأكدت القوات سقوط شهداء وجرحى ومفقودين في صفوفها.

أهمية أم سيالة الاستراتيجية

تعتبر أم سيالة من أهم النقاط العسكرية في شمال كردفان، إذ تقع على طريق حيوي يربط الولاية بالنيل الأبيض ومدينة الأبيض وصولًا إلى الخرطوم.
وأفاد الجيش أن المرحلة الأولى من عمليته العسكرية في هذا المحور حققت أهدافها، وأنه ألحق بـ الدعم السريع خسائر كبيرة رغم الهجمات المضادة المدعومة بالطيران المسيّر والمدفعية.

منذ أبريل 2023، يشهد السودان صراعًا مفتوحًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، جعل من ولايات دارفور وشمال كردفان ومدينة الأبيض مسرحًا لمعارك متقطعة. وتُعد أم سيالة إحدى نقاط الاشتباك المتكررة بسبب موقعها الرابط بين خطوط الإمداد، ما يجعلها هدفًا متكررًا لطرفي الصراع في محاولة لكسب زخم ميداني.