كلاكيت ثالث مرة.. القضاء ينصف طالبًا بسبب 6.5 درجة غيّرت مستقبله من طب أهلي لحكومي
في تطور جديد يعمّق الجدل الدائر حول منظومة تصحيح الثانوية العامة، نجح الطالب الأنصاري عبد الحميد علي الأنصاري من محافظة سوهاج في انتزاع ست درجات ونصف بموجب حكم قضائي، وهو ما نقل مستقبله من دراسة الطب البشري في جامعة أهلية بمصروفات إلى التحاق مجاني بكلية الطب الحكومي.


هذه الواقعة جاءت لتصبح الحالة الثالثة التي يعلن عنها المستشار عصام مهنا ضمن سلسلة أحكام حصل عليها مكتبه، تؤكد أحقية طلاب في درجات ضائعة قلبت مسار حياتهم الجامعية.
بالتزامن، فجّرت الطالبة حبيبة أحمد رشدي حالة واسعة من الجدل بعد تعديل نتيجتها بإضافة 11 درجة كاملة ليقفز مجموعها إلى 94.6%، ما سمح لها بدخول كلية طب سوهاج والتتويج في المركز الأول بمدرستها.
وهكذا بات المشهد أكثر سخونة، وسط موجة عارمة من أسئلة أولياء الأمور حول دقة التصحيح الإلكتروني والآليات المعتمدة في فحص أوراق الامتحانات.
غضب أولياء الأمور.. وتساؤلات لا تتوقف: “هو لازم نرفع قضية عشان نجيب حق ولادنا؟”
تدفقت التعليقات الغاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر العديد من أولياء الأمور أن ما يحدث يكشف ثغرات خطيرة في منظومة التصحيح.
وتساءل أحدهم في منشور متداول: «هو أنا لازم أرفع قضية عشان أجيب حق ابني؟»، وهو ما يعكس فقدان قطاع واسع من الأسر الثقة في آلية التظلمات الرسمية، والاعتماد مرغمين على ساحات القضاء لإنصاف أبنائهم.
حالات تُغير المستقبل.. من علاج طبيعي إلى طب بشري
وشدد المستشار عصام مهنا، محامي الطعون التعليمية، على أن مكتبه تمكن خلال الفترة الأخيرة من مساعدة عدد من الطلاب الذين ثبتت أحقّيتهم في درجات مفقودة.
وأشار إلى حالة أخرى انتقل فيها طالب من علاج طبيعي إلى طب بشري بعد إضافة درجتين ونصف، مؤكدًا أن “المنظومة الحالية بحاجة إلى مراجعة جذرية، خاصة أن تاريخ إعلان النتيجة، المدون يوم 11 نوفمبر 2025، كشف تأخر غير معتاد في اعتمادها”.
كيف يتم تصحيح الأسئلة المقالية بالثانوية
وأكدت وزارة التربية والتعليم أن منظومة التصحيح الإلكتروني تهدف إلى تقليل الخطأ البشري وضمان أعلى درجات الدقة. وتشمل الآليات:
1-نموذج إجابة موحد، تعده لجنة مختصة قبل بدء التصحيح لضمان توحيد المعايير.
٢-تصحيح إلكتروني مزدوج
يتم إرسال صور ورقة الطالب إلى مصححين اثنين يطبقان النموذج دون اجتهاد.
3-مصحح ثالث عند الخلاف
إذا تجاوز الفارق نصف درجة، تُحال الورقة لمصحح ثالث لإقرار الدرجة النهائية.
دعوات لتطوير منظومة التظلمات ونشر بيانات شفافة
تزايدت المطالبات بإعادة هيكلة منظومة التظلمات عبر نشر تقارير رسمية تشمل: عدد التظلمات المقبولة والمرفوضة، متوسط الدرجات المعدلة بعد المراجعة، نسبة الأخطاء المكتشفة بعد إعادة التصحيح.
ويرى خبراء التعليم أن لجوء الأسر للقضاء هو مؤشر خطير، يكشف عن فجوة يجب سدها سريعًا لضمان العدالة التعليمية وتقليل الضغط على الطلاب والأهالي.
أزمة ثقة.. ومطالب تحقيق شامل
ما حدث لا يمكن اعتباره “واقعة فردية”، بل مؤشر لوجود خلل يحتاج إلى مراجعة عاجلة، خاصة وأن الدرجات في الثانوية العامة ليست مجرد أرقام، بل بوابة تحدد مصيرًا جامعيًا وحياة مهنية كاملة.
مطالب أولياء الأمور
ولذلك، يطالب أولياء الأمور والطلاب بـ:
1-مراجعة شاملة لآليات تصحيح الأسئلة المقالية.
2-إعادة تقييم التظلمات وآليات مراجعتها.
3-تحقيق معلن يوضح مصدر الخطأ وكيفية منع تكراره.
4-ضمانات بأن ما حدث لن يتكرر مع طلاب آخرين.







