مرض التنكس البقعي للعين.. هل يمكن علاجه بالتكنولوجيا؟
أحد أمراض العيون المنتشرة حاليًا، مرض التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) مرض يصيب حوالي 200 مليون شخص حول العالم، ويتسبب في انهيار خلايا شبكية العين، وخاصةً في المنطقة المسؤولة عن الرؤية المركزية.
ولا يُسبب التنكس البقعي المرتبط بالعمر العمى عادةً، ولكن يُمكن أن يُسبب ضعفًا شديدًا في الرؤية. أما عن علاج التنكس البقعي المرتبط بالعمر؟ لا يوجد علاج.
علاج بالشرائح الإلكترونية
ولكن شركة ساينس كورب، وهي شركة متخصصة في علوم الأعصاب، ويقودها مهندس الطب الحيوي ماكس هوداك، وفي تجربة أُطلق عليه اسم "بريما"، والذي أجرته الشركة على بضع عشرات من الأشخاص، قام الجراحون بزراعة شريحة حاسوبية بأبعاد 2 مم × 2 مم مزودة بـ 400 قطب كهربائي سداسي، مباشرة في موضع شبكية العين الذي دمره التنكس البقعي.
ثم ارتدى المرضى نظارة بلاستيكية سوداء ضخمة مزودة بكاميرا صغيرة تُراقب العالم الخارجي، وتُرسل ما تراه في نبضة أشعة تحت حمراء مباشرة إلى الشريحة، حيث يستخدم النظام طول موجة الأشعة تحت الحمراء - غير المرئي للعين المجردة - بدلًا من الضوء المرئي لمنع الإشارات من التداخل مع الرؤية المحيطية المتبقية لدى المرضى، ثم تنتقل الإشارة من الشريحة إلى العصب البصري، ثم إلى الدماغ، مُستعيدةً بذلك ما يُشبه الرؤية الطبيعية.
الشريحة التي تُجري هذا العلاج البصري السحري، يمكن رؤيتها تحت مجهر قوي متصل بجهاز كمبيوتر في مقر العلوم، يُشبه هذا الجهاز لوحة دوائر كهربائية ضخمة. للعين المجردة، يبدو وكأنه رقاقة صغيرة من العدم، لكنه رقاقة من العدم تُعيد البصر.
شارك في هذه التجربة، 38 مريضًا، من بينهم تشارتون، جُنّدوا من جميع أنحاء أوروبا، وخضعوا جميعًا لعملية بريما. بعد الجراحة، تحسّن أداء ما يقرب من 80% منهم على مخطط النظر بمقدار 20 حرفًا، وتمكن 84% منهم من قراءة الحروف والأرقام والكلمات في المنزل.
الجيل التالي من الشرائح
من المُتوقع أن تحتوي غرسة الجيل التالي على بكسلاتٍ أصغر بخمس مرات وأكثر، حيث سترتفع من حوالي ٤٠٠ بكسل في الغرسة الحالية إلى ١٠٠٠٠ بكسل، وهذا من شأنه أن يسمح بحدة بصر ٢٠/٨٠، وبمساعدة وظيفة التكبير/التصغير في الكاميرا، يُمكن أن تصل إلى دقةٍ تُعادل ٢٠/٢٠.