رئيس التحرير
خالد مهران

اللواء معتز الشرقاوي«أشرس ضابط صاعقة مصري» لـ«النبأ»: إسرائيل لقبتني بـ«الشبح» واتهمتني بإصابة جنودها بالتبول اللاإرادي

الكاتب الصحفي على
الكاتب الصحفي على الهواري يحاور اللواء معتز الشرقاوي

التقيت بالرئيس جمال عبد الناصر 3 مرات وكان يزورنا فى البيت ومعه السادات وحسين الشافعى

والدى كان يلتقى جمال عبد الناصر وصلاح سالم وكمال الدين حسين وعبد اللطيف البغدادى فى العين السخنة

نفذت عملية «سامية وهالة» التى هزت إسرائيل.. والمعارك التى خضتها علمتنى الدين الحقيقى

علاقتي بالمشير محمد حسين طنطاوى بدأت وأنا فى السنة النهائية من الكلية الحربية

شعارنا فى الصاعقة «أطلب الموت توهب لك الحياة»

معركة «رأس العش» تنطبق عليها الآية القرآنية «كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ»

حرب 1973 كانت ملحمة وسيمفونية يقودها مايسترو

لهذه الأسباب رفض الفريق محمد فوزى منحى «نجمة الشرف»

حصلت على 3 نوط شجاعة من الرئيس جمال عبد الناصر 

قال اللواء دكتور معتز الشرقاوي، ضابط الصاعقة الذي شارك في حربي 1967 و1973 وحرب الاستنزاف، إن الإسرائيليين هم من أطلقوا عليه لقب «الشبح»؛ لأنه أصاب الجنود الإسرائيليين بمرض التبول اللا إرادي، وأنه كان يتخفى ويظهر في الصحراء وينفذ العمليات دون أن يراه أحد من الإسرائيليين، كما أنه قام بأكبر عملية هزت إسرائيل وهي قتل الجنرال الإسرائيلي جافيتش قائد جبهة سيناء، كما قام قام بأسر أول أسير إسرائيلي.

وأضاف في حواره لـ«النبأ»، أنه التقى بالرئيس جمال عبد الناصر 3 مرات، وأن الرئيس جمال عبد الناصر كان يقوم بزيارتهم في البيت ومعه محمد أنور السادات وحسين الشافعي، مشيرا إلى أن شعارهم في الصاعقة هو «أطلب الموت توهب لك الحياة»، لافتا إلى أن علاقته بالمشير محمد حسين طنطاوي بدأت وهو في السنة النهائية في الكلية الحربية، كما تحدث بالتفصيل عن العمليات والبطولات التي قام بها أثناء الحروب الثلاثة التي خاضها.. وإلى تفاصيل الحوار

في البداية.. اسمح لي أن أعبر عن فخري واعتزازي بالجلوس أمام شخصية عسكرية فذة وعظيمة مثل سيادتكم؟

أنا لا أستحق كل هذا الثناء، أنا كنت ضابط في القوات المسلحة وقمت بدوري كأي مواطن لخدمة بلدي، ثم ذكر قول الله تعالى: «وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى».

ولكن هذا تواضع وإنكار ذات من سيادتكم؟

هناك الآلاف أفضل مني ولكنهم غير معروفين ولم يظهروا في وسائل الإعلام، القوات المسلحة هي الشعب المصري، خلال الحروب الثلاثة التي شاركت فيها رأيت ناس عاديين ليس لهم علاقة بالقوات المسلحة ولكن وطنيتهم وولائهم وإيمانهم أكثر من ناس كثيرة جدًا.

لكن لولا تضحيات حضرتك وقواتنا المسلحة ما كنا قد استردينا سيناء؟ 

الكل ضحى، جمال الغيطاني المحرر العسكري لجريدة الأخبار كان يقابلنا كضباط صاعقة في السويس من أجل معرفة الأخبار، وكانت السويس مدمرة وكل المباني على الأرض مثل غزة، وجدت مواطن مصري يعمل في هيئة النظافة يقوم بتنظيف الشارع فضحكنا واندهشنا مما يفعل، اقتربت منه وسألته كيف ينظف المكان وهو مدمر؟ فبدا الغضب على وجهه ونظري لي باستنكار، فقبلت رأسه، وهذا يدل على وطنية الرجل والمواطن البسيط، هكذا كان شعب مصر أيامها. 

لكن كل القادة يتحدثون عن أن الشعب هو البطل وهو السبب في النصر وبالتالي هم لديهم إنكار للذات غريب وعجيب يدل على وطنيتهم العالية

أنا لا اعتبره انكارا للذات، نحن من الشعب.

كلمنا عن دور الصاعقة في الحروب التي خاضتها مصر ضد إسرائيل؟

الصاعقة هي القوات المصرية ذات التدريب الخاص المكلف بالمهام المستحيلة وشبه المستحيلة، ولا تتردد ولا تفكر، وتؤمن بالمثل الذي يقول: «أطلب الموت توهب لك الحياة»، ومقولة «العمر واحد والرب»، لذلك فرد الصاعقة لا يفكر في الموت، الإيمان في الصاعقة لا يوجد بعده إيمان أبدًا.

أنت خضت حروب مصر الثلاثة.. حرب 1967 وحرب الاستنزاف وحرب 1973.. حدثنا عن البطولات والعمليات التي شاهدتها أو قمت بها في هذه الحروب؟

في 1967 خسرنا جولة ولم نخسر الحرب، والدليل أننا كسبنا 70 جولة بعد ذلك، حرب 1967 كانت عنق الزجاجة ورمانة الميزان، في 1967 تخرجت وعملت في الصاعقة في الكتيبة 43 صاعقة، وهذه الكتيبة مشهورة وربنا حباها بعمليات غير عادية، ونفذت المطلوب منها وربنا كفاها شر أشياء كثيرة جدا، بعد حرب الست أيام انسحبنا وعدنا إلى بورسعيد، وبعد عدة أيام ونحن نتناقش في الموضوع في مدرسة بورسعيد الثانوية مدرج العلوم فوجئنا بمكالمة من الرئيس جمال عبد الناصر لقائد الكتيبة 43 صاعقة الرائد سيد إبراهيم الشرقاوي، وسمعنا الرائد سيد إبراهيم الشرقاوي يقول للرئيس جمال عبد الناصر، «حاضر يا افندم، سيادتك تأكد أن بورفؤاد لن تسقط إلا على جثثنا».

يوم 29 يونيو 1967 وفي قمة انتصار العدو قمنا بعملية رأس العش، حتى الآن لم نستطع إيجاد تفسير لانتصارنا في هذه المعركة، بسبب فارق القوة الرهيب بيننا وبين قوات العدو، خسائر العدو كانت تدمير 8 دبابات و11 عربة مدرعة، أمام 2 أرباجيه قديم وبنادق، هذه المعركة تنطبق عليها الآية القرآنية «كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ»، وهذه المعركة أدت إلى رفع الروح المعنوية للجيش المصري كله.

وأثناء حرب الاستنزاف، كنا نقوم بعمليات شبه يومية شرق القناة، ونقوم بعمل كمائن وإغارات للقضاء على أي قوات إسرائيلية تتحرك، وكنا نقوم بزرع  الألغام على المحاور، والله والله والله كنت أسمع الجنود الإسرائيليين يصوتون مثل النساء، الشعب المصري كله شارك في هذه الحرب، المقاومة الشعبية ومجموعة سيناء العربية، حتى أن العبور والقيام بعمليات ضد الصهاينة تحول إلى عملية لذيذة، كل هذه البطولات والعمليات أثبتت لنا أن مقولة الجيش الذي لا يقهر أكذوبة كبرى.

وبالنسبة لحرب 1973 كانت ملحمة في شكل سيمفونية يقودها مايسترو، تناغم تام بين القوات المختلفة، وخداع سياسي وعسكري، موشي ديان ذهب إلى الجبهة يوم 6 أكتوبر الصبح وجد الجنود الإسرائيليين يلعبون الكرة وناشرين هدومهم على السلك، ولسان حاله يقول، أمام المصريين 50 سنة حتى يحاربونا، الساعة 2 كان واخد على قفاه، المعجزات التي رأيتها في هذه الحروب علمتني الدين الحقيقي وغرست بداخلي الإيمان الحقيقي.

حدثنا عن لقب «الشبح» الذي ارتبط باسمك ومن أطلق عليك هذا اللقب؟

أنا ومن معي ربنا حبانا بالتوفيق، بعد انتهاء حرب 1973، تم محاكمة الجنرالات والضباط الإسرائيليين على الإهمال في حرب الاستنزاف وحرب 1973، بعض الضباط الإسرائيليين قالوا في حرب الاستنزاف كان يخرج علينا فرد من الكوماندوز المصري ويخطف أو يقتل أو يفجر دون أن نراه أبدا، لدرجة أن بعض جنودنا أصيبوا بمرض التبول اللاإرادي، وهذا الكلام تم ذكره في كتاب لابنة موشى ديان وكانت مجندة في الجيش الإسرائيلي بعنوان «عمليات الكوماندوز المصرية ضد جيش الدفاع الإسرائيلي»، الصفحة رقم 10، كما جاء في كتاب إسرائيلي بعنوان «أرض الميعاد»، ومن ضمن العمليات التي قمت بها، 9 عمليات إيجابية، متمثلة في عمل كمائن وإغارات ونحو 30 عملية شاركت فيها كسنيد، على معسكرات اليهود داخل سيناء، وقمت بأسر أول جندي إسرائيلي وحملته على ظهري وعبرت به القناة في عز النهار، وفي 1969 قمنا بعملية «لسان بورتوفيق» وقتلنا أكثر من 72 إسرائيليا. 

ومن ضمن العمليات التي قمت بها وهزت إسرائيل في 1969، قتل الجنرال الإسرائيلي جافيتش قائد جبهة سيناء بعد أن نصبنا له كمينا، وأطلقنا على هذه العملية «هالة وسامية»، وهو اسم كودي، وبعد أن مكثت في الكمين أكثر من 13 ساعة في شهر ديسمبر، وكانت سامية وهالة هي أسماء خطيبات زملائنا.

عرفنا وجود علاقة قوية بين أسرتك والرئيس جمال عبد الناصر.. فما طبيعة هذه العلاقة؟ وكم مرة التقيت فيها بالرئيس الراحل؟

وأنا طفل صغير كان الرئيس جمال عبد الناصر يقوم بزيارتنا في البيت، وكان يحضر معه محمد أنور السادات وصلاح سالم وكمال الدين حسين.

المرة الأولى التي التقيت فيها بالرئيس جمال عبد الناصر كانت في عام 1956، وكان والدي قائدا للمنطقة الشرقية العسكرية، والتي تشمل القناة وسيناء والبحر الأحمر، وكنت في الصف الأول الإعدادي، كان يأتي ومعه صلاح سالم وكمال الدين حسين وعبد اللطيف البغدادي، ويقومون بنصب خيمة في العين السخنة ويقومون بدفن الخروف في الرمل لشويه، كان الرئيس عبد الناصر يتعامل معي كأب، وكان يلعب معنا أنا وأخي، ويعمل لنا سباق للجري.

والمرة الثانية التي التقيت بها الرئيس جمال عبد الناصر كانت في 23 ديسمبر 1964 بمناسبة الاحتفال بعيد النصر في بورسعيد، وكنت طالبا في الكلية الحربية، وقام الرئيس عبد الناصر بزيارتنا فجأة ومعه أنور السادات وحسين الشافعي، وقال لوالدتي أنا ميت من الجوع وعايز أكل أي حاجة، وكان من عاداتنا أن يكون يوم الجمعة هو يوم الأكل المتبقي من الأسبوع الماضي وكان يسمى يوم التفليته، فلا يوجد لدينا سوى طبق كشك أباظي حصلنا عليه من الجيران وفسيخ، فأرادت والدتي أن تقدم له الفسيخ فضحك الرئيس وأخبرها أنه لا يستطيع أكل الفسيخ لأنه سيقوم بمقابلة خبراء من الاتحاد السوفيتي في بورسعيد للاحتفال بيوم الجلاء، فضحكنا من عبارته البسيطة غير المتكلفة، ووضعت له أمي طبق الكشك على المائدة، ورأيته وهو يقبل على الطعام بنهم شديد، وبينما هو يأكل كنا نقف أمامه أنا وأخوتي لا نصدق أعيننا أننا نشاهد الرئيس يأكل زينا وبدون تكلف وفي منزلنا، ولاحظ الرئيس وقوفي أنا وإخوتي أمامه فرحب بنا وبدأ يسأل عن أسمائنا ويرحب بنا بكل أبوة، وعندما جاء الدور علي سألني عن اسمي وأثنى علي ملابسي وأنني في الكلية الحربية ثم نادي على زينهم حارسه الخاص وأخبره أن تقوم سيارة الرئيس المغطاة بتوصيلي إلى الكلية الحربية في القاهرة وتعود له مرة أخرى إلى بورسعيد.

وبالفعل ركبت سيارة الرئيس بجوار السائق، وقبل وصولنا القاهرة توقف السائق وطلب مني أن أجلس في الخلف، وعند باب الكلية الحربية توقفت السيارة التي تحمل رقم رئاسة الجمهورية أمام الطلبة والضباط عند باب الكلية، ونزل السائق وفتح لي الباب وتوجهت إلى باب الدخول وسط حالة من الدهشة من الطلبة والضباط والمدرسين، وسألني الضابط على الفور عن اسمي ورددت عليه بكل عسكرية، وسألني عن السيارة التي نزلت منها فرددت عليه بكل خبث «دي عربية أونكل جمال عبد الناصر»، ولا يمكن وصف ملامح الضابط وقتها، والذي سألني عن سبب حضوري بسيارة الرئيس فرددت عليه بخبث زائد واستغلال للموقف «أونكل جمال كان بيتغدى عندنا في البيت في بورسعيد وقال للسواق إنه يوصلني مصر، لو مش مصدقني ممكن حضرتك تتصل وتسأل» فزاد إحمرار وجه الضابط من ردي، وبدون أن أدع له فرصة للسؤال مرة أخرى سألته إذا كان يريد أن يفتش حقيبيتي كما يتم مع باقي الطلبة إلا أن ذهوله من الموقف كان أكبر من أن يرد، وهذا الموقف أذكره هنا لكي أوضح ما رأيته بالفعل من بساطة وتلقائية الرئيس جمال عبد الناصر وعدم تكلفه.

المرة الثالثة التي التقيت بها الرئيس جمال عبد الناصر كانت بعد عملية قتل الجنرال الإسرائيلي جافيتش، حيث تم استدعائي من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، وسألني عن تفاصيل العملية، وأثناء حديثه طلب مني أن أطلب شيء كمكافأة لي على قتل الجنرال الإسرائيلي جافيتش، قلت له أن مكافأتي تكون عندما يتم تحرير بلدنا من الصهاينة، فوجدت الدموع في عينيه، وقام وأخذني بالحضن، وقال لي «يا معتز اللي زيكم هم اللي هيحرروا البلد دي»، ثم طلب منى مرة أخرى أن أطلب شيئا لنفسي فقلت له أنني لا أريد شيئا سوى صورة معه وخطاب شكر بخط يده، وهذا ما حدث بالفعل، شعرت وأنا جالس معه أنه أكبر وطني في مصر، وللأسف الآن هناك حملة على تحقير الرموز في البلد، وهذا جزء من حروب الجيل الرابع.

أين كنت عندما توفى الرئيس جمال عبد الناصر؟ وماذا كان شعورك؟

كنت على الجبهة، عند وفاته دخلت في حالة من الهدوء، شعرت أنني فقدت والدي رغم أن والدي كان لا يزال على قيد الحياة.

ما علاقتك بالمشير محمد حسين طنطاوي؟

معرفتي بالنقيب محمد حسين طنطاوي -المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع بعد ذلك-، بدأت عندما كنت طالبا في السنة النهائية في الكلية الحربية عام 1965، وكان يقوم بتدريس مادة التكتيك العسكري اثنان من النقباء المشهود لهم بالكفاءة هما، النقيب عبد القادر مرعي والنقيب محمد حسين طنطاوي، وكان النقيب عبد القادر مرعي له نظرية في أنه من مظاهر الرجولة والكفاءة للطالب أن يكون طويلا وعريضا ومفتول العضلات وضخما أحيانا على العكس مني تماما حيث لم أكن كذلك، وإن كانت لياقتي البدنية عالية جدا، وهذا جعل النقيب عبد القادر مرعي يسخر مني أمام زملائي ويعلن الرهان على عشر جنيهات إذا حصلت على فرقة الصاعقة، فتدخل النقيب محمد حسين طنطاوي وراهن على حصولي على فرقة الصاعقة مقابل عشرة جنيهات أيضا، وسألني بنبرات عسكرية واضحة «هتاخذ  فرقة الصاعقة يا معتز؟»، فقلت بتصميم «أيوة يا افندم»، هذا الرهان جعلني أدخل في تحدي مع نفسي وشحنني نفسيا وعصبيا بشكل يفوق الوصف، وبالفعل كسب النقيب محمد حسين طنطاوي الرهان، بعد أن حصلت على فرقة الصاعقة، بل أنني كنت من الأوائل، وكان المشرف على فرقة الصاعقة الملازم أول بهجت أحمد خضير شقيق الفنانة سميرة أحمد، والذي انتقل فيما بعد إلى المجموعة 39 قتال وكان بطل مصر في الجودو وقتها، وكان يرأس قوات الصاعقة ومدرسة الصاعقة في هذا الوقت المقدم جلال الهريدي أبو الصاعقة المصرية ومؤسس قوات الصاعقة في مصر، وفي نهاية الفرقة والتخرج، وقف المقدم جلال الهريدي على منصة مرتفعة وقام بالنداء على أوائل الفرقة «الفدائي معتز الشرقاوي»، وتقدمت إلى المقدم جلال الهريدي لأسلم عليه طبقا للمراسم وأنا أحاول جاهدا السيطرة على ملامحي وإخفاء سعادتي الغامرة، فمد الرجل يده وسلم علي ورفعني من يدي من على الأرض إلى جواره على المنصه في حركة سريعة فقد كان وزني وقتها 56 كيلو فقط، وكان بين الحضور في المنصة قادة الكلية الحربية والمعلمين والضباط، وعندما ضحك الجميع من حركة المقدم جلال، قال لهم «بتتضحكوا علي إيه؟ هو ده فرد الصاعقة اللي أنا عايزه، عنده لياقة بدنية وخفة حركة وبيفكر، أنا مش عايز دواليب ولا خيل، فرد الصاعقة مش جته بس»، وأشرت إلى النقيب طنطاوي أذكره بالرهان «العشر جنيهات»، وضحك الرجل وهو نادر الضحك، وحتى الآن لا زلت احتفظ بتلك الجنيهات العشر في برواز في منزلي «بالفعل اطلعنا عليها وسط عشرات الجوائز الأخرى التي حصل عليها»، وبعد فرقة الصاعقة حصلت على فرقة المظلات وحصلت على تقدير امتياز، وتشاء الأقدار وبعد أكثر من 40 عاما وبالتحديد في 2005 بعد أن عدت من كندا التي مكثت فيها 17 عاما وحصلت منها على الدكتوراه في الهندسة التقيت بالمشير محمد حسين طنطاوي في عزاء وفاة والدة اللواء مصطفى كامل، الذي كان قائدا لقوات الصاعقة ومديرا للكلية الحربية ومحافظا لبورسعيد، وأخذني بالأحضان، علما أن اللواء مصطفى كامل سمى ابنه على اسمي.

حدثنا عن والدك رحمه الله؟

والدي رحمه الله كان من دفعة المشير عامر وكان صديقا مقربا للرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر قبل الثورة وبعدها، وعمل محافظا لبورسعيد.

كلمة أخيرة؟

حصلت على 3 نوط شجاعة من الرئيس جمال عبد الناصر في حرب الاستنزاف، وأنا من وجهة نظري كنت استحق نجمتين شرف عن عمليتي لسان بورتوفيق وقتل الدنرال الإسرائيلي جافيتش، لكن الفريق محمد فوزي رفض وقال لي أنني لا استحق، وأنه قام بتغيير اشتراطات منح نجمة الشرف العسكرية، بحيث يتم منحها للضابط العامل الذي يقوم بعملية خاصة ناجحة وأن يستشهد في هذه العملية. 

الحروب الآن أصبحت تتم من خلال تفجير الدول من الداخل ونشر الفتن الطائفية من خلال ما بات يعرف بحروب الجيل الرابع، إغراق الشباب في المخدرات والجنس وأفلام العنف وأصبحنا نرى زنا المحارم وتحقير الرموز الوطنية واللعب في التعليم، وأصبحنا نرى عدم احترام للتخصص، فالكل أصبح يفتي في كل شيء.

وفي النهاية، اطلعنا على شهادة صادرة من قيادة وحدات الصاعقة بمدرسة الصاعقة نصها: «تشهد وحدات الصاعقة بأن الرائد معتز محمد سعيد الشرقاوي قد قام بالأعمال الأتية خلال فترة خدمته اعتبارا من عام 1966 وحتى تاريخه وهي: الاشتراك في حرب 1967، الاشتراك في معركة رأس العش 1967، الاشتراك في حرب الاستنزاف بقيامه بالعبور 9 مرات، قام بعملية لسان بورتوفيق عام 1969 وحصل على أول أسير إسرائيلي لمصر، وقام بقتل الجنرال الإسرائيلي جافيتش قائد جبهة سيناء في كمين نصب له عام 1969، اشترك في حرب 1973 في لسان بورتوفيق وحصل على 37 أسير إسرائيلي لمصر، واشترك في حصار الجيش الثالث، وحصل على 3 نوط شجاعة من الطبقة الأولى ونوط تدريب من الطبقة الأولى، وحصل على بطل الصاعقة في اللياقة البدنية المفتوحة لمدة 3 سنوات متصلة، وحصل على بطولة الكيوكسول «الكراتيه الراقية» وكان ترتيبه الأول بامتياز منذ عام 1971».