رئيس التحرير
خالد مهران

تصاعد الاشتباكات بين الحوثيين والجيش اليمني في جنوب غرب البلاد وسط تحذيرات من اتساع رقعة الصراع

تصاعد الاشتباكات
تصاعد الاشتباكات بين الحوثيين والجيش اليمني

شهدت جبهات جنوب غرب اليمن، صباح الأحد، تصعيدًا ميدانيًا لافتًا بين قوات الجيش اليمني وميليشيا الحوثيين، في أحدث موجة من المواجهات العنيفة منذ فترة الهدوء النسبي التي تلت مباحثات الهدنة غير المعلنة خلال الأشهر الماضية.

وأفادت مصادر ميدانية بأن الاشتباكات اندلعت في مناطق التماس الواقعة بين محافظتي تعز والضالع، إثر محاولة عناصر من الحوثيين التقدم نحو مواقع تابعة للقوات الحكومية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.

المعارك الميدانية

ووفقًا لمصادر عسكرية يمنية، شنّت قوات الجيش اليمني هجومًا مضادًا في محور الأقروض شمال تعز، تمكنت خلاله من استعادة عدد من التلال والمواقع التي كان الحوثيون قد تسللوا إليها خلال الساعات الماضية،وأشارت المصادر إلى أن المعارك ترافقت مع قصف مدفعي متبادل استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.

وأضافت أن قوات الجيش نجحت في تدمير آليات عسكرية تابعة للحوثيين كانت متمركزة قرب جبهة الأقروض، فيما تم رصد تعزيزات حوثية قادمة من محافظة إب لدعم المقاتلين في الجبهة الجنوبية الغربية.

تحذيرات من انهيار الهدوء النسبي

 حذّرت مصادر دبلوماسية  من أن استمرار الاشتباكات بين الحوثيين والجيش اليمني قد ينسف جهود الوساطة الجارية بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة.

وأوضحت المصادر أن التصعيد الأخير في جنوب غرب اليمن يمثل خرقًا واضحًا للتفاهمات غير المعلنة بشأن التهدئة، التي سعت من خلالها الأمم المتحدة إلى تمهيد الطريق لمحادثات سلام شاملة.

مواقف الحكومة الشرعية والحوثيين

من جانبها، اتهمت وزارة الدفاع في الحكومة الشرعية ميليشيا الحوثيين بمحاولة تقويض المسار السياسي عبر تصعيد عسكري “مدروس”، يهدف إلى كسب أوراق تفاوضية جديدة.
في المقابل، قال متحدث باسم جماعة الحوثيين إنهم “يدافعون عن مواقعهم ضد اعتداءات الجيش اليمني”، مؤكدًا أن الجماعة “ترد على الخروقات المتكررة”.

ويأتي هذا التبادل للاتهامات في ظل حالة من الجمود السياسي التي تشهدها الأزمة اليمنية، حيث لم تُحرز المفاوضات الأخيرة في مسقط أي تقدم يُذكر بشأن تثبيت الهدنة أو استئناف العملية السياسية.

الأزمة اليمنية

تستمر الحرب في اليمن منذ نحو عشر سنوات بين الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، ما تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ويحذر مراقبون من أن عودة القتال في جنوب غرب اليمن قد تعيد البلاد إلى دائرة العنف الشامل، خصوصًا مع التوترات المتزايدة على جبهات مأرب والحديدة وصعدة.

وتؤكد تقارير دولية أن استمرار الصراع يهدد الأمن الإقليمي ويزيد من هشاشة الوضع الإنساني، بينما تتواصل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار واستئناف الحوار تحت رعاية الأمم المتحدة.