رئيس التحرير
خالد مهران

البابا ليو يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان وفتح ممرات إنسانية

البابا ليو
البابا ليو

وجه البابا ليو، بابا الفاتيكان، نداءً عاجلًا يوم الأحد 2 نوفمبر 2025، مطالبًا بـ وقف فوري لإطلاق النار في السودان وفتح ممرات إنسانية آمنة لإغاثة المدنيين، معربًا عن “حزنه العميق” إزاء التقارير التي تتحدث عن انتهاكات واسعة وأعمال عنف مروعة في مدينة الفاشر بإقليم دارفور.

وخلال عظته الأسبوعية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، قال البابا ليو إن “العنف ضد النساء والأطفال والهجمات العشوائية على المدنيين، إضافة إلى العقبات التي تعيق وصول المساعدات الإنسانية، تُحدث معاناة إنسانية لا يمكن القبول بها.”

وأضاف البابا ليو،  أن على المجتمع الدولي أن يتحرك “بإصرار وسخاء” لدعم جهود الإغاثة في السودان، مشددًا على أن وقف العنف هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح وتهيئة المناخ للحوار والسلام.

مأساة الفاشر ونداء الضمير الإنساني

جاءت تصريحات البابا ليو بعد أيام من تقرير صادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أكد فيه مقتل مئات المدنيين في مدينة الفاشر عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، التي كانت آخر معقل للجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد حصار دام 18 شهرًا.

وتسبب القتال في نزوح عشرات الآلاف من السكان وتدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية، حيث تعاني مناطق دارفور من نقص حاد في الغذاء والدواء وانقطاع شبه تام للمساعدات الإنسانية.

الأزمة في السودان تتفاقم

تشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعًا داميًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلّف آلاف القتلى وملايين النازحين، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية تتسع رقعتها يومًا بعد يوم.

وتؤكد الأمم المتحدة أن دارفور باتت من أكثر المناطق تضررًا، فيما تعجز المنظمات الإنسانية عن الوصول إلى المدنيين بسبب استمرار العمليات العسكرية.

نداء آخر من أجل تنزانيا

وفي ختام عظته، أشار البابا ليو إلى الوضع في تنزانيا، داعيًا الأطراف السياسية هناك إلى ضبط النفس وتجنّب العنف بعد الاشتباكات التي أعقبت الانتخابات العامة، ومؤكدًا على أهمية الحوار الوطني كوسيلة لحل الخلافات.

تأتي دعوة البابا ليو لوقف إطلاق النار في السودان في وقتٍ تتصاعد فيه حدة الصراع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لا سيما في إقليم دارفور الذي يشهد منذ شهور واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القارة الإفريقية.

وتحولت مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، إلى مركزٍ للمأساة، بعدما أصبحت مسرحًا لمعارك شرسة وانتهاكات واسعة النطاق طالت المدنيين، وفق تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.

منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 عقب الخلاف بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يعيش السودان حالة من الانهيار الأمني والإنساني غير المسبوق. وأدت المواجهات إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، في أكبر موجة نزوح يشهدها السودان في تاريخه الحديث.