ما هي ميزانية ضربات القلب؟ وما علاقتها بالصحة العامة؟

تقول الأسطورة، أن عضلة القلب له عدد ثابت من النبضات، حوالي 2.5 مليار نبضة، لذا فإن كل نبضة إضافية تُقربك من النهاية.
ولكن هذه الأسطورة فندتها العديد من الدراسات الطبية، فعلى سبيل المثال لا تُقصّر التمارين الرياضية حياتك بجعل قلبك ينبض أسرع. بل على العكس، يميل الأشخاص الذين يمارسون الرياضة إلى أن يكون لديهم معدل ضربات قلب أقل أثناء الراحة ويعيشون لفترة أطول.
لكن بحث جديد يشير إلى أن ضربات القلب، قد تكون مؤشر مهم على حالتك الصحية، حيث حلل العلماء القائمون على الدراسة بيانات تطبيقات اللياقة البدنية لرياضيين محترفين، وقارنوا معدلات ضربات القلب أثناء الراحة بإجمالي النبضات اليومية.
وقدّروا أن الرياضيين المدربين على التحمل حوالي 11،500 نبضة قلب يوميًا مقارنةً بالبالغين غير المدربين، وذلك بفضل انخفاض معدلات ضربات القلب أثناء الراحة.
لكن هذه الوفورات لا تدوم. إذ يمكن لمرحلة واحدة من سباق الدراجات، أن تُكلف الدراجين حوالي 35،000 نبضة إضافية - وفقًا لتقديرات الباحثين - مما يعكس مدى صعوبة عمل القلب أثناء المنافسة.
هذا الشد والجذب، أي توفير النبضات أثناء الراحة، واستهلاكها أثناء المجهود، هو ما يُطلق عليه الباحثون "استهلاك نبضات القلب".
المفهوم بسيط: يعكس إجمالي نبضاتك يوميًا كيفية استجابة قلبك لكل ما تفعله، من النوم إلى التوتر إلى الرياضة. تقيس أجهزة تتبع اللياقة البدنية بالفعل معدل ضربات القلب باستمرار، لذا لن يتطلب الأمر الكثير للبدء في جمع هذه النبضات وتحويلها إلى مقياس صحي جديد.
ماذا يعني ارتفاع معدلات ضربات القلب؟
وقد يعني ارتفاع معدل ضربات القلب اليومي أن الشخص نشيط، أو قد يعكس القلق، أو ضعف اللياقة البدنية، أو تناول الكافيين، أو ارتفاع درجة الحرارة، ولكن دون سياق، لا يُخبرنا الرقم نفسه بالكثير.
مع ذلك، تتمتع الفكرة بجاذبية بديهية، حيث يُعدّ معدل ضربات القلب من أوضح المؤشرات على كيفية تأقلم أجسامنا مع متطلبات الحياة.
وقد رُبط ارتفاع معدل ضربات القلب باستمرار أثناء الراحة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة.
وفي الوقت نفسه، يُعدّ التباين في التوقيت بين النبضات، المعروف باسم تباين معدل ضربات القلب، مؤشرًا راسخًا على التوتر والصحة النفسية، ويمكن أن يُساعد التفكير من منظور "استهلاك النبضات" الناس على تصوّر العلاقة بين الحمل البدني والعقلي.
ويُدرك الرياضيون بالفعل قوة هذا التوازن، فالتدريب المُفرط، وبشكل مُتكرر، قد يرفع معدل ضربات القلب أثناء الراحة، ويُقلل من تقلبه، ويُضعف الأداء - وهي علامة شائعة على الإفراط في التدريب.
من المعروف أن جلسات التعافي الأخف، والتي يُطلق عليها جلسات التعافي النشطة، حيث يبقى معدل ضربات القلب منخفضًا، تُسرّع التعافي، وتُحسّن الأداء العام، وتُحسّن الحالة المزاجية.